الصفحة الإسلامية

الإمام الحسين (ع) جمع الشعوب وقلوبها

1154 05:31:00 2013-12-02

خضير العواد

لقد هيء الإمام الحسين عليه السلام جميع الوسائل التي تجعل الثورة الحسينية تستمر في عطاءها الى آخر الزمان فلم يترك شيء يملكه إلا ودفع به في هذه الثورة الطاهرة ، وسقى بدمه ودماء ابناءه وأخوته وأقاربه وأصحابه الخلص أرض كربلاء الثورة لكي يزرع أشجار الهداية التي ستنير بأغصانها وثمارها كل أرجاء المعمورة ، هذه الأشجار تتطلع إليها جميع الديانات السماوية وخصوصاً الإسلام المحمدي الأصيل لكي تعيد الشعوب إلى طريق الله القويم الذي لا أعوجاج فيه وهو طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين بعد أن أبعدت الأنحرافات التي أصابت هذه الديانات بعد رحيل أصحابها صلوات الله عليهم من قبل المنافقين واصحاب الدنيا ، فلم تبقى وسيلة لأعادة هذه الشعوب الى عبادة الله إلا الثورة الحسينية التي خطها الله سبحانه وتعالى ونفذها ابا الأحرار عليه السلام بدماءه الطاهرة وما يملك من دماء الأهل والأتباع إذ يقول الإمام الحسين عليه السلام ( شاء الله أن يراهن سبايا ) ، وحتى طرق إخراج ونقل وقائع واهداف هذه الثورة (الإعلام حديثاً) لقد خطط لها على أروع وادق مايمكن ، فكان الإمام السجاد عليه السلام وعقيلة الطالبين زينب عليها السلام قد تحملوا مسؤولية هذه الحملة التي لولاها لضاعة هذه الثورة ما تضمنته من تضحيات في صحراء كربلاء وهذا ما خطط له الظالمون الفاسقون المنحرفون عن طريق الإسلام المحمدي الاصيل ، فكانت مرحلة الأسر قاسية جداً وكيف لا تكون كذلك وأنت ترى ركب الرسالة تحت رحمة لسان وسياط الأنذال الذين لم يعرفوا الرحمة قط ولم يؤمنوا بما أنزل الله على نبيه محمد (ص) ، ولكن الهدف ألسامي والنتيجة المبتغاة كانت تتطلب هذه التضحية القاسية العظيمة لأن الإسلام فوق كل شيء وأهم من كل شيء وأمامه يرخص كل شيء لأن كل شيء يستمد منه العطاء إذ يقول الله سبحانه وتعالى ( العزة لله) و( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ) ، فلم يترك الإمام زين العابدين عليه السلام وعمته فخر المخدرات زينب عليها السلام فرصة إلا وحاولوا من خلالها إظهار عظمة تلك الثورة وما تضمنته من مظلومية لأهل البيت عليهم السلام وإنحراف جميع الخطوط التي لم تتولى أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد تعاضدة الإمام السجاد عليه السلام وتبادل الأدوار مع عمته زينب عليها السلام من أجل تعريف الأمة الأسلامية بهذه الواقعة الخطيرة التي أبتليت بها الأمة ، فنحن نعيش اصداء الثورة الحسينية ومعانيها الخالدة من ذلك التعاضد والتعاون ما بين سيد العابدين عليه السلام وفخر الطالبين عليها السلام الذين جعلا تلك الأشجار المشعة التي زرعها سيد شباب أهل الجنة وسقاها بدماءه ودماء جميع من أستشهد من أهل بيته وأصحابه خضراء باسقة تهدي الى الحق الذي أراده الله وهو ولاية محمد وآل محمد صلوات الله عليهم جميعاً، فجمعت القلوب واصحابها من جميع البقاع في العالم وهم يتكلمون بمختلف الألسن واللغات ، فكان أبا الأحرار عليه السلام يجذب العشاق الى كربلاء من مختلف الشعوب والدول بالرغم الظروف الأمنية القاسية والعقبات التي زرعها الناصبيون التكفيريون ، ولكن قوة الجذب الحسيني فاقت كل التصورات عندما تأتي ذكرى عاشوراء وأربعينية الإمام الحسين عليه السلام تتجه القلوب الى كعبة الأحرار متناسية كل شيء إلا شيء واحد هو نداء( لبيك يا حسين) ، هذا التجمع العالمي الذي فاق التصورات والمخيلات بما أحتواه من فعاليات تحاول كل القوى الشيطانية محاصرته وأبعاد الناس عنه ، فلا يغطى إعلامياً إلا من بعض الفضائيات الشيعية التي تعتبر قليلة بالنسبة للإعلام العالمي الواسع ، لهذا يتطلب منا كسر هذا الحصار وتدميره من خلال إجباره على التغطية ومن ثم نقله الى العالم ولو بشكل يسير المهم المحاولة في إظهاره للعالم ، واحدة من هذه الأدوات هي رفع الزائرون الذين قدموا لزيارة أبا عبد الله (ع) من خارج العراق أعلام ورايات الدول التي قدموا منها ، فرفع الأعلام بشكل واسع سيضع علامات التسائل والأستغراب لجميع شعوب العالم وهم يشاهدون أعلام بلدانهم ترفرف في أجواء هذه الزيارة العظيمة فتبدأ الأسئلة حول هذه الزيارة وما تمثل وهنا بيت القصيد والهدف الأسمى وهو تعريف هذه الشعوب بهذه الثورة الحسينية العظيمة ، بالإضافة الى إظهار عالمية الزيارة فالحسين عليه السلام تعشقه جميع شعوب المعمورة فإذا كانت الأمم المتحدة قد جمعت حكومات العالم وما تمتلك من مؤامرات ودسائس ضد البشرية فالحسين عليه السلام قد جمع الشعوب وقلوبهم البريئة التي تمتلئ بالحب والسلام والأخوة ، لهذا يتطلب منا كشيعة بناء أكبر المنصات ما بين الحرمين (صحن الإمام الحسين عليه السلام وصحن أخيه العباس عليه السلام ) لكي يتم رفع أعلام الدول التي يشارك أبناءها في هذه الزيارة المقدسة المعجزة ، فمبنى الأمم المتحدة يرفع أعلام الدول بالرغم من سيطرة الظالمين عليه فلماذا لا ترفع أعلام الشعوب التي تجتمع تحت قبة سيد الأحرار بما تملك من نوايا خيرة لجميع البشرية وهم أولى من الحكومات لأنهم أصحاب الحق الشرعي في الولاية، وبهذا نجعل من زيارة الأربعين الشعلة التي بها تهتدي جميع شعوب العالم الى ولاية محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، فإذا كان الإمام السجاد عليه السلام وعمته فخر الهاشمين زينب عليها السلام قد أظهروا الثورة الحسينية للأمة الإسلامية فعلينا أن نشترك جميعاً لإظهار هذه الثورة للعالم ، فهم زرعوا وأكلنا فلنزرع ليأكل الأخرون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك