سورة يس تذكّرني بالإمام المنتظر ع

محمد مكي آل عيسى

بسم الله الرحمن الرحيم

البحث أدناه لا يمثــّل تفسيرا للقرآن ولا منهجا من مناهج تأويل آياته ولا هو من بطون القران كما يسمّيها البعض بل قد يكون نوعا من التشبيه والربط أو لنقل أنه بيان لما تـُذَكِّـرُنا به الآيات من أحداث ماضية أو مستقبليّة .أرجو من العلي القدير أن يتجاوز عنا ويغفر لنا ويجعله خالصا لوجهه الكريم :

خلاصة البحث: أنّي وجدت في سورة يس إقترابات شديدة لذكر المهدي المنتظر عجّل الله فرجه الشريف وغيبته وفي أكثر من موضع من هذه السورة المباركة قلما تتردد وتتكرر بهذه الصورة التي لا يمكننا أن نقول عنها أنها مجرد صدفة , وأكرر هي مجرد ملاحظات وتشابهات تذكّرنا بالأحداث المتعلّقة بالمهدي عجّل الله فرجه

وتفصيلها كما في أدناه:

1. إسم السورة المباركة هو يس وهو إسم لرسول الله (ص) محمد وهوينطبق على إسم الحجة بن الحسن محمد المهدي عجل الله فرجه .2. إن عدد يس وفق حساب الجمل الكبير (ي=10)+(س=60 )=70 وهو الرقم المساوي لمدة الغيبة الصغرى لمولانا صاحب الأمر كما يذكر أهل التاريخ ذلك

3. إن الروايات في فضل هذه السورة تذكر أنّها تعد قلب القران والحجة بن الحسن مكانه مكان القلب في عالمنا هذا حيث أن الدنيا لو خليت منه قلبت كما أن الجسم يموت بلا قلب , وهنا خطر على بالي سؤال ! لماذا كانت هذه السورة بالذات هي قلب القرآن وهل أن القران بدون هذه السورة سوف يتأثـّر تأثـّر الجسم إذا فقد قلبه ؟؟؟. وأترك الجواب لأهل الإختصاص.

4. أن الروايات ذكرت أن هذه السورة تسمّى المُعِمَّة وتعني أنها تعمُّ غيرها بفضلها , وهذا هو حال صاحب الأمر عجل الله فرجه الشريف حيث يذكر بعض العلماء أنه صلوات الله عليه هو مركز تلقي الفيض والعطاء الإلهي الذي لاتحتمله الخلائق فهو الّذي يتنزّل عليه الأمر في ليلة القدر ومنه يعمّ باقي الخلائق ومنه يفاض العطاء الإلهي اليها كل حسب إستعداده .5. إن الزيارة المشهورة بزيارة آل يس يزار بها الحجة بن الحسن وقد ذكرت إسم يس بالذات كما أن دعاء الندبة المعروف يسمي الحجة عجل الله فرجه بإبن يس (وقد علّق أحد العلماء المحققين الأفاضل على هذه النقطة بأن لا إعتماد على الزيارات والأدعية وأن دعاء الندبة قد يكون لأحد العلماء الأدباء وليس للحجة عجل الله فرجه ) وذكرتها للإستئناس فقط6. تذكر السورة في بدايتها يس والقرآن الحكيم والخطاب لرسول الله كما هو معلوم وهنا وجه كبير للتشابه بين شخص الرسول الأكرم وبين شخص الحجّة بن الحسن .• من حيث أنّ الحجّة بن الحسن يحمل نفس إسم رسول الله محمد (ص)

• وأن الحجة بن الحسن عدل القرآن ( عديل القرآن او شريك القرآن كما تذكر زيارته يوم الجمعة ) وهو عدل القرآن بنص حديث الثقلين .

• وكما أن رسول الله من المرسلين بإرسال إلهي كما تذكر السورة فإن الحجة بن الحسن متعيّن بتعيين إلهي .

• وكما أن رسول الله (ص) على صراط مستقيم فإن الحجة على نفس الصراط ولا يحيد عنه بل لدينا بعض الروايات أنهم هم الصراط .

• وكما أن الخاتم (ص) منزل من العزيز الرحيم (تنزيل العزيز الرحيم)جاء بالتنزيل من الله كما تذكر السورة فإن الحجة عجّل الله فرجه سوف يأتي بهذا التنزيل كما نزل على قلب الخاتم .

• وكما أنه صلى الله عليه وآله جاء على فترة من الرسل (لتنذر قوما ما أنذر أباؤهم ) فإن الحجّة سوف يظهر بعد غيبة طويلة وإنقطاع وفترة من الحجج والأئمّة وليقيم دولته في زمن بعيد عن زمن الأولياء والحجج.

6. كما وتذكر السورة المباركة الأية( وجعلنا من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) واللطيف أن هذه الآية المباركة من الآيات الكريمة التي يستعملها المسلمون للتواري عن أعين الظالمين كما تذكر بعض الروايات أن الخاتم (ص) قرأها عندما خرج مهاجرا من مكة ومستخلفا عليا صلوات الله عليه الى المدينة , وهذه الآية تذكّرنا بتواري الحجّة بن الحسن عن أعين الناس وغيبته عليه السلام .

7. تذكر السورة المباركة الآية الشريفة ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) وليس كالحجّة إمام أحصي فيه كل شي ففيه أحصي ما أحصي في جميع الأئمّة الذين سبقوه كما أن أمر إقامة المجتمع الإلهي الذي سعى له جميع الأئمة من قبله (أنبياء ,رسل , أوصياء ) مناط به عجّل الله فرجه الشريف وأنه سيكون مهيمنا على علوم من سبقه ويظهرها إضافة الى العلوم الحديثة فهو المبيّن لها كلّها وسيبان على يديه نصر الله ويؤسس لنا دولة الحق المبين ويتم الله نوره على يديه فالإمام المبين في السورة المباركة أشد إنطباقا عليه من غيره من الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين .8. أمّا ما ساقته السورة من مثل أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون وهم إثنين سويّة يتبعهم ثالث ثم يأتي من بعدهم من أقصى المدينة رجل يسعى.

يذكرنا هذا المثل بالغيبة الصغرى وما جعل الله للحجّة عليه السلام من سفراء ونوّاب حيث كان أوّل سفرائه هو عثمان بن سعيد العمري الأسدي ثم بعده مباشرة إبنه محمد بن عثمان الخلاّني رضوان الله عليهما ( إذ أرسلنا إليهم إثنين ) ثم تلاهما الحسين بن روح رضوان الله تعالى عليه ( فعززنا بثالث ) ثم كان الأخير هو علي السمري رضوان الله عليه (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) .

فهؤلاء سفراء أربعة وقد ذكرت السورة أربعة منذرين واللطيف أن السورة قد ذكرت أول إثنين معا وأول السفراء هم أب وإبنه .9. وبعد أن إنتهت السورة الشريفة من ذكر ما جرى للمنذر الرابع ذكرت ما حلّ بهذه القرية ( إن كانت الاّ صيحة واحدة فإذا هم خامدون , يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول ألاّ كانوا به يستهزئون ) , وهذا المقطع من السورة المباركة يذكرنا بحلول الغيبة الكبرى وكيف خمدت البشرية بعد إنقطاع الإرتباط بالسماء فأصبحت تستحق أن يتحسر عليها فكلما جاءها منذر أورسول ألاّ كانوا به يستهزئون .10.أمّا قوله عز وجل (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) فقد أكد أحد العلماء المحققين الأفاضل إنطباقها على التكذيب بأمرالموعود المنتظر عجّل الله فرجه الشريف كما نصت على ذلك روايات أهل البيت ع حيث أن المنكرين له في سؤال مستمر (متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) .

11. وتذكّرنا الآية (ما ينظرون إلاّ صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصّمون ) تذكّرنا بصيحة الظهور التي تجتاح العالم أجمع معلنة ظهور النور وإختصام الناس بعدها بين مكذّب ومصدّق بين مؤيّد ومعادي .12. وأمّا الآية (فإذا هم من الأجداث الى ربهم ينسلون ) تذكّرنا بحدث الرجعة المصاحب للظهور والذي نقلته لنا روايات أهل البيت وما يكون فيه من إحياء للموتى وخروج من القبور .13. كما وتصف السورة المباركة يوم القيامة بقوله تعالى (فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الاّ ما كنتم تعملون ) تذكّرنا بحكومة المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء وكيف أنه سيملأ الأرض قسطا وعدلا ولن تجد ظلما في ذلك اليوم .14. ( إن أصحاب الجنّة اليوم في شغل فاكهون ......) (وإمتازوا اليوم أيّها المجرمون .................) المجموعتان تصفان حال المؤمنين في الجنّة وحال المجرمين في النار وتذكرنا بإنقسام حال الناس في دولة المهدي عجّل الله فرجه الشريف الى طائفتين واحدة مؤيّدة لدولة المهدي خاضعة لحكومته متنعّمة بما يفتح الله على حجته فهم يعيشون وكأنهم في الجنّة وعلى العكس من الذين سوف يعادون دولة المهدي المنتظر فسيعيشون عيشة أهل النار ويحرمون مما يفيضه الله على مهديّه ويفتحه له من كنوزالأرض .15. أما الآية ( ومن نعمّره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ) فكأنها إحتجاج بآية مشهودة للناس ومن واقع حياتهم وهي أن الذي يعمّره الله ينكّسه في الخلق وقانون الحياة جار على هذا الأمر لكن حجة الله وهو ممن عمّره الله وأمدّ في عمره لن ينكّس خلافا للعادة المعروفة من الطبيعة أفلا يعقلون .

16. وأمّا الآيات (قال من يحيي العظام ....) ففيها إحتجاج على قدرة الله عز وجل ّ وإحتجاج على أن الذي قدر على فعل أمر ما فهو على إعادته أقدر .

وهذا يذكّرنا بقدرته تعالى سواءا على إطالة عمر المهدي أو على الرجعة .

17. وتختتم السورة بقوله(إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده كل شيء واليه ترجعون ) فذكر أمره تعالى جل شأنه وذكر إرادته التكوينية التي لا يتخلف المراد منها , وهذا يذكّرنا بصاحب الأمر وولي الأمر الذي تتنزل عليه الملائكة ليلة القدر من كل امر الذي لا يريد إلاّما يريد الله وسوف يكون الكون كله تحت تصرّفه صلوات الله عليه .

وقد يحكم على هذا البحث الموجز أنه تحكم بآيات القرآن الكريم ومحاولة لتوجيهها دعما للعقيدة القائلة بوجود المهدي المنتظر وأن ما ذكر ما هو إلاّ إستنصار للفكرة والعقيدة على حساب القرآن وآياته وأصبح القرآن محكوما بعد أن كان حاكما ومقادا بعد أن كان قائدا .

وأقول : إن الذي أدهشني هو أن الأمر لم يتعلّق بآية أو آيتين ولا حتّى بثلاث آيات بل بمواضع وآيات عدّة وبتسلسل عجيب وتشابه ملحوظ ولو كان الأمر تحكما بالآيات ماكان لينجح إلاّ في آيتين أو أكثر أمّا بهذا النظم فلا أعتقد.كما أنّي لم أذكر أن هذا تفسير للآيات ولا تأويل لها وإنما كانت للآيات أوجه للتشابه العجيب تذكّرنا بالمهدي وما يتعلّق بظهوره .كما أنّ الأمر لا يعدو مجرّد ربط للآيات مع الأحداث قد يكون نواة لبحث أكثر عمقا وأدق تفصيلا وأمتن أساسا وأكثر فائدة .وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب والحمد لله رب العالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha