الصفحة الإسلامية

توأمة الإصلاح في الحركة الحسينية والمهدوية

1340 15:51:00 2013-06-21

حسن الهاشمي

أرست ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) بما تضمنته من تضحيات جسام، القواعد الأساسية لدولة العدل الإلهية وشيدت بنائها النظري والمعنوي في أذهان الناس وقلوبهم ويبقى التكميل والتجديد والتشييد الخارجي للبناء والذي يمثل التطبيق للقانون الإلهي الذي ينص عليه قوله تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) منوط بخروج الإمام الحجة في آخر الزمان ليقيم اعوجاج الحق وينهض بالمسؤولية الإلهية ويطبقها بحذافيرها، هكذا شاءت الأقدار الإلهية من ظهور الحق واستعلاء كلمة الله تعالى على سائر العناوين المنحرفة عن جادة الصواب والتشريع الإلهي.تشير الأدلة العقلية والنقلية إلى إن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) هو الذي يجني الثمار النهائية لثورة الحسين ونهضته من تحقيق الأهداف الإلهية في ظل إقامة الدولة الإسلامية العالمية، التي تؤصل إلى إن العاقبة لأهل التقوى والإيمان والفضيلة والخسران دائما وأبدا لأهل الغدر والرذيلة والعصيان. وقد تصدى الشارع المقدس وفي مناسبات عديدة وبصور مختلفة لإبراز ذلك المعنى وبيان الارتباط الوثيق بين الثورة الحسينية والدولة المهدوية ودولتها العالمية، وكأن الثورة الحسينية تمثل الحركة التمهيدية والأسس الرئيسية الثابتة للثورة المهدوية أي إن غايتها وهدفها الثورة المهدوية التي ترفع بشكل مباشر رايات المطالبة بثارات الحسين عليه السلام ومن قتل معه من الأهل والأصحاب، وما انتظار الفرج إلا لصقل النفوس وتهذيبها للخروج مع الإمام المنتظر لتحقيق تلك الغاية العظمى التي ضحى من أجلها جميع الأنبياء والمرسلين والأوصياء والصديقين، بيد إن حركة الإصلاح الإلهي أخذت رونقا أزهى وصفاء أبهى بثورة وحركة الحسين الخالدة.نجد إن الشارع المقدس أعطى خصوصية لكربلاء كثورة وكبلد في فكر الإمام المهدي (عليه السلام) وسلوكه (عليه السلام)، حيث إن كربلاء اشرف من بيت الله وان زوار الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة لهم أفضلية على الحجيج الواقفين في جبل عرفات وإن في تربته الشفاء وتحت قبته استجابة الدعاء وفي ذريته الأئمة النجباء، وغيرها من الخصوصيات المعنوية والروحية والمادية والتي تؤكد مركزية كربلاء والثورة الحسينية ومحوريتها في ثورة الإمام المهدي(عليه السلام) ودولته والتي تبين وتثبت كذلك الامتداد التاريخي الزماني والمكاني والعمقي التي تضرب في أوساطها جذور الثورة الإصلاحية الطامحة وتوصلها بالثورة التغييرية الواعدة.والإيمان بالمهدي عجل الله تعالى فرجه هو كالإيمان بالله تبارك وتعالى، حيث إن الوراثة التي بشر بها الله تعالى لا تتحقق إلا بظهوره المقدس، فعن حذيفة بن اليمان قال: سمعت رسول الله يقول: ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويطردون المسلمين إلا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه فإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يعيد الإسلام عزيزاً أقصم كل جبار عنيد وهو القادر على ما يشاء وأصلح الأمة بعد فسادها، يا حذيفة لو لم يتبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي يظهر الإسلام ولا يخلف وعده وهو على وعده قدير.الحركة التغييرية الإصلاحية التي تقضي على الجبابرة والمفسدين هي حركة ونهضة الإمام الحجة، حيث إن عاقبة الدنيا لأهل التقى والخيبة والخسران لأهل الخنى، ولو تتبعنا حركات الأنبياء والأولياء والمصلحين لوجدناها كلها تنبع من منبع واحد وترتشف من معين واحد ألا وهو نبع التوحيد الخالص وتحقيق بشرى العدالة الإلهية في الكون، وهذا الصراع يبقى بين قوى الخير والشر مادام الإنسان يتحرك في إطار النجدين إما شاكرا وإما كفورا، حتى إذا تغلب أحدهما فهو يكون كذلك حسب انتخابه وميوله النفسية والعقلية، والإمام الحجة هو المجلي لكوالح الأزمان عما يحول دون الحق وأهله، فهو القامع للظلمة الناصر لأهل التقى الحاكم بما أنزل الله تعالى لتحقيق الوعد الإلهي.ولهذا نتعرف على التوأمة بين حركة الحسين عليه السلام وحركة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، فهما ينطلقان من مبدأ التوحيد والإصلاح ويهدفان إلى تحقيق الأهداف الرسالية التي بعث من أجلها الأنبياء لسعادة الإنسان في الدارين، والقضاء على الجبابرة الطغاة الذين يحاولون إذلال البشر لمصالحهم الدنيئة، فلو انتصر الحسين عليه السلام بدمه الطاهر على عتو يزيد وأزلامه، فإن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه سينتصر بقوته المادية والمعنوية معا على الطغاة ويرفع لواء التوحيد في المعمورة ليتذوق الناس طعم العدالة ويتنفسوا الصعداء في ظل دولته المباركة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك