الصفحة الإسلامية

حوار مع الموالية الجزائرية الدكتورة فضيلة بالقسام : وجدتُ عند أهل البيت (ع) أشياء مقنعة ومنطقية لم أجدها في المذاهب الأخرى

1333 19:23:00 2013-03-18

 

واضحة هي الحقيقة في قلوب تنبضُ بالحياة، فتسبرها بحثاً بين خلجات النفس، لتطرِّز صداها على ثنايا الوجدان، هذا ما جعل المسلم يفكرُ ملياً بثوابت عقيدته المستمدة من الإسلام، وما أُسس من بعد النبي محمد (ص) من قبل طواغيت الجهالة والعبودية في أغوار البيداء، مبتعدين عن أنفاس الرحمة ومهبط الوحي، وعن العروة الوثقى التي هم بدون أدنى شك أهل البيت (ع) ومدرستهم المحمدية الوجود الحسينية البقاء، ولهذا الامتداد الطاهر أنفاس عطرة تعمّ الأرض، وتُحرر قلب كلّ من أراد الحقيقة...

الموالية الجزائرية (فضيلة بالقسام) أبصرتها وتنورت بمعرفة عقائدها الأصيلة، بعد أن بحثت كثيراً في أمهات الكتب.

هي علوية الأصل، تسكن في فرنسا، أعلنت تشيعها منذ أكثر من (24) عاماً, كانت تتبع المذهب السني المالكي كما أَلفت آباءها، وهو المذهب التقليدي الشائع في الجزائر...

وقد حلت ضيفة على كربلاء المقدسة، وكان الحوار معها:

لقد تعرّفت على المذهب عن طريق السياسة المتداولة على الساحة العالمية، وبعدها انفتحت أمامي الأبواب إلى التشيع، حيث كانت البداية عن طريق الثورة الإيرانية التي كنا نتابع أخبارها وحركة ثوارها عبر وسائل الإعلام المختلفة الموجودة آنذاك مثل: الجرائد والمذياع.. وكنت خلال هذه السنوات طالبة في الجامعة، ومن ثم التقيت بعدد من الزملاء الشيعة، وكانوا من جنسيات مختلفة: مثل الإيرانيين واللبنانيين... وهنا ابتدأ الاحتكاك الفعلي بالأفكار الجديدة.

تلتها مرحلة البحث لمعرفة الحقائق المخفية عن طريق الكتب، حيث كنت دائماً ما أتردد على المكتبات، بعد أن أنهي الدوام الرسمي في الجامعة، وأنتقي بعض الكتب الفقهية والدينية التي كانت في ذلك الوقت قليلة وغير متوفرة.

وفي عام (1988) ذهبت لزيارة السيدة زينب بنت الإمام علي (ع)، وازداد تمسكي ويقيني بالعترة الطاهرة (ع) من خلال بعض اللقاءات مع السادة العلماء الذين أوضحوا لنا أموراً عرَّفتنا بالدين، وبذلك اقتنعت والحمد لله تعالى، وأصبحت على المذهب الجعفري.

بعد هذه الفترة، رزقني اللهُ تعالى بزوج متشيع، ومن ثم - وبالتحديد في بداية التسعينيات من القرن الماضي - سافرنا إلى فرنسا، وأكملت دراستي هناك، لأصبح دكتورة في مادة الفيزياء.

والآن أنا أستاذة في الفيزياء والرياضيات والكيمياء... ومع الأسف لم أستطع العمل في تخصصي هناك؛ بسبب قضية الحجاب.

س/ لقد أبحرتِ بحثاً عن المذهب الحق من بين كل المذاهب، فكيف رست أفكارُكِ عند شواطئ أهل البيت (ع)؟

هي ليست قضية بحث وقراءة وإطلاع فقط، هي قضية قلب وإحساس وشعور وجداني، وقد أحسست أن هذا هو الدين الحقيقي؛ لأنه دخل لقلبي، وأن ما يدخل في القلب يسمو شعاراً للذات.

س/ بما أن تغيير المعتقد شيء فيه صعوبة بالغة، فما هي المؤثرات التي دفعتكم للتحوّل إلى معتقد جديد؟

من خلال دراستي فهمت أن كلَّ شيء بالإقناع، وإيتاء الأدلة والحجة، حيث وجدت عند أهل البيت (ع) أشياء مقنعة ومنطقية لن أجدها في المذاهب الأُخَر وخاصة المالكي؛ وقد اقتنعت من خلال مسيرتي الطويلة بالبحث عن الحقائق، واطلاعي على أكثر من مذهب، مما جعلني أتمسك بالحقيقة التي وجدتها، رغم المحاولات المتكررة من عائلتي التي تتبع المذهب السني، لكن لم يستطع أحد منعي عن هذا السبيل الذي بحثت عنه بالخفية لسنوات عدة، حتى وصلت إلى هذه المرحلة من الاطمئنان بأنه طريقُ الحق.

س/ ما الذي عملتِ عليه عندما وصلت إلى فرنسا؟

أول فكرة تبادرت إلى ذهني حينما وطئتْ قدمي أرض فرنسا، هي الالتحاق بالمسجد العام، والاحتكاك بالأخوات هناك؛ لأن اللهَ تعالى لم يخلق النساء لإدارة الأسرة وتربية الأطفال فقط، بل لابد لها أن تكون في دائرة واسعة.. وهكذا بدأت أتعرف على الكثير الناس ومن مختلف الطوائف والجنسيات.. والحمد لله تعالى كانت مبادرة حسنة في ميدان الدعوة، حيث أخبرتهم في بادئ الأمر أنني وودت مشاركتهم في أعمال المسجد، وبدأت بالنشاطات عن هذا الطريق.

س/ كيف استطعتم أن تتكيفوا مع الانفتاح والتحرر الموجودَين في هذه الدولة؟ وما نشاطاتكم في ميدان الدعوة للدين؟

نعيش حالة صعبة جداً في هذا المجتمع المنفتح، وخصوصاً بالنسبة للباس الإسلامي. أما بالنسبة للحرية التامة، فقد استثمرناها بصورة كبيرة، واستطعنا من خلالها أن نؤسِّس جمعية في جنوب فرنسا أسميناها (زينب تلوز). وبما أننا لا نمتلك مكاناً خاصاً بالجمعية، فقد قمنا باستئجار الكنيسة لمرات عدة لإقامة المناسبات الخاصة بذكرى بأهل البيت (ع)، وأصبحنا نعطي بعض الدروس للنساء، وكذلك وفقني ربي بأن آخذ بعض الكتب وأترجمها للغة الفرنسية وأوزعها على الأخوات.

وهنالك نشاطات أُخَر مثل استدعاء بعض الأساتذة من مذهبنا للقاء بكبار الكنائس واليهود والنصارى، وكذلك - ومن خلال الاحتكاك الكبير مع المجتمع – حصلنا على فرصة التكلم باسم الإسلام أولاً، ومن ثم نشير إلى المذهب الشيعي على أنه الدين الحقيقي والوحيد، وبنفس الأسلوب الذي نستعمله لتدريس النساء، أي لا ندعوا للتشيع بصورة مباشرة، لكن نعرِّف بالإسلام، ومن ثم نتدرج ونوصل الأفكار التي يتنور على أثرها الجميع.

..................

23/5/13318

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الجاسم
2013-03-19
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الحمد لله الذي هدانا بهدي محمد وال بيت محمد
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك