الصفحة الإسلامية

الصراع الدائم بين منهجين...

1454 10:32:00 2012-07-03

 

ماذا يحدث إذا ختمت أفواهنا مرغمين جميعاً بالشمع الأحمر؟ وما الذي ستئول اليه أحوالنا أذا أُرغمنا على أن نغط في نوم عميق؟!..ما الذي سيحصل إذا تعين علينا قبول فاجر فاسق تسلط على رقابنا ؟!..ها..وليس قبولا سلبيا فقط بالصمت مثلا، بل يفترض بنا أن نكون إيجابيين جدا، فنبايعه على أننا خولا وعبيدا له، وأن علينا أن نفرح بهذه العبودية، ونصفق لها ونحمد الله ونشكره على نعمة العبودية للفاجر الفسق!..هذا هو حال الأمة عشية محرم عام 61 للهجرة النبوية المجيدة، هذا حالها وما زال فيها بقية الصلحاء من الصحابة وأهل بيت النبوة، هذا حالها وما زالت ذكرى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ندية.ولم يكن هناك من بد لأن يطرح سؤال محوري عن طبيعة الذي يجري في ساحة الأسلام آنذاك.. سؤال مؤداه: بأي وجهة نظر عقلانية تخدم مستقبل الأمة ودولتها، يجري القبول بهذه الأشتراطات التي أعلن عنها معاوية حين أخذ البيعة لولده يزيد؟..على الأقل ليس على المستوى الاستراتيجي، بل على المستوى الآني..هل كان معاوية يسعى لبناء "دولة" حقيقية تأخذ بالأمة الى حيث يفترض أن تذهب وفقا للخطوط العريضة التي وضعها القرآن، أو وفقا للتفصيلات التي تركها فينا من نزل عليه القرآن؟..أم أن معاوية كان يسعى لبناء "إمارة" لإبنه وأحفاده، يرتعون في مرابعها برخاء، ويعيشون أيامهم ببذخ بأموال "الرعية"، وإن بإرغام "الرعية" على الطاعة بسفك الدماء؟..ويخرج من بين السؤالين الآنفين سؤال جوهري، هو الذي أجاب عنه المفكر العربي عباس محمود العقاد  بقوله– رغم كل الثورات التي استهلها الإمام علي بدمه ودم الشهداء من أبنائه في مقارعة الظلم عبر التاريخ الا ان تيار الملك بقى مستمرا وقويا، فلولا غياب العدالة الإجتماعية لما ثار مظلوم على ظالم ولما بقى المثال النبوي والأئمة من بعده رمزا ومنارا حيا في كربلاء )..لقد كان السؤال: ما هي الطبيعة الحقيقية للصراع الذي كان يدور في تلك الأوقات العصيبة من حياة الأمة الوليدة؟ وبمعنى أدق هل كان صراعا سببه إختلاف الرؤية لبناء الدولة، أم أنه صراع حول الدولة ذاتها؟..الحقيقة هي أن الصراع كان بين منهجين لا غير..صراع بين من يريد بناء "دولة" الأمة، وبين من يريد بناء "إمارة" الفرد..وبلغة عصرنا صراع بين من يسعون لبناء "دولة المواطنين" وبين الذين يعملون على بناء "دولة المسؤولين".. فأما ينتصر نهج نظام الجماعة الذي يتزعمه الإمام علي او ينتصر نظام الفرد الذي يجسده معاوية.

ولو سلك الإمام عليه السلام اسلوب المساومة لكان نسخة اخرى من معاوية نفسه، بعبارة اخرى لو قبل الديمقراطي بالأسلوب الدكتاتوري تحول هو الى دكتاتور، وهكذا دخلنا في الصراع الدائم بين منهجين متضادين..

السلام على أبي عبد الله....

 

11/5/703

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك