أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو رفض بلاده تشكيل إسرائيل لجنة تحقيق من طرف واحد في الأحداث التي رافقت اقتحام وحدات من القوات الخاصة الاسرائيلية اسطول سفن الحرية الذي متجها إلى قطاع غزة.وقال أوغلوا إن تركيا مصرة على تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة من قبل الأمم المتحدة يكون لتركيا وإسرائيل ممثلان فيها.واضاف في مؤتمر صحفي مشترك بأنقرة مع نظير السنغالي أن "الجريمة تم ارتكابها في المياه الدولية وليس في المياه الاقليمية لاسرائيل، لذا من المهم ومن المنطقي أن تحقق لجنة دولية في القضية".
وقال الوزير إن أنقرة مصرة على موقفها ومطلبها بتشكيل لجنة دولية خاصة وأن تركيا هي من فقدت تسعة من مواطنيها وليست إسرائيل، وتمنى على الولايات المتحدة أن تقف موقفا عادلا من هذه القضية وأن تدافع عن حقوق مواطنها الذي قتل على السفينة على يد الجنود الاسرائيليينوقال أيضا إنه "من غير المنطقي أن تكون إسرائيل الخصم والحكم في آن معا " واعتبر أنه إذا ما أصرت إسرائيل وتمسكت بموقفها "فإنه سيكون من حق تركيا إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل وسيكون من حقها أيضا التحرك ضد إسرائيل من خلال القنوات القانونية الدولية".
وقد أكد وزيرالخارجية السنغالي تأييد بلاده لموقف تركيا في إطار قرار منظمة المؤتمر الاسلامي الذي أكد أهمية تشكيل لحنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في الحادثة.وكانت واشنطن قد رحبت الاحد بقرار اسرائيل اجراء تحقيق داخلي، وقال بيان صدر عن الناطق باسم البيت الابيض روبرت جيبس ان مقترح اجراء تحقيق داخلي يعتبر "خطوة مهمة الى الامام".واضاف ان اسرائيل قادرة على اجراء التحقيق بنفسها للوقوف على ملابسات الهجوم على سفن اسطول الحرية، الذي اسفر عن مقتل تسعة اشخاص واصابة آخرين.
من جهتها، قالت سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، إن "وجود عنصر دولي" في اللجنة سيعزز من مصداقيتها، مشيرة إلى أن حكومة بلادها ناقشتمع الإسرائيليين سُبل تحقيق مثل هذا الأمر.
وقال البيان: "نحن لن نستبق الاحكام في عملية التحقيق ونتائجها، وسننتظر حتى الخروج بنتائج التحقيق قبل ان نخرج باستنتاجاتنا".
وقد أقرت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو في اجتماع لها يوم الاثنين قرار تشكيل اللجنة، وقال نتنياهو إن عملية تشكيل اللجنة وتحديد صلاحياتها تمَّت بالتنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وسيرأس لجنة التحقيق القاضي السابق في المحكمة العليا الإسرائيلية، يعقوب تيركل، أما المراقبان الأجنبيان فهما الحائز على جائزة نوبل للسلام لورد ويليام دافيد تريمبل من إيرلندا والجنرال كين واتكين قاضي الإدعاء العسكري السابق في الجيش الكندي.
رفض التدويل
يُشار إلى أن إسرائيل رفضت تشكيل لجنة دولية للتحقيق في بملابسات الهجوم على السفينة التركية "مافي مرمرة" أواخر الشهر الماضي، والتي كانت جزءا من "أسطول الحرية" الذي كان ينقل مساعدات لغزة.
و إن تحقيقا عسكريا إسرائيليا سيجري أيضا بالظروف والملابسات التي أحاطت بعملية اقتحام السفينة "مافي مرمرة"، إذ أن وسائل الإعلام الإسرائيلية طرحت الكثير من التساؤلات بشأن أداء قائد الجيش، جابي أشكينازي، ونائبه، خلال العملية، إذ لم يكن أيُّ منهما متواجدا في غرفة العمليات خلال الهجوم.ويعتبر المسؤولون الإسرائيليون أنه بوسع بلادهم أن تثبت للمجتمع الدولي أن وحداتها الخاصة التي شنَّت الهجوم كانت تواجه "مجموعة من الناشطين المصممين على المواجهة".وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد اقترح إجراء تحقيق دولي بالحادث بقيادة رئيس الوزراء النيوزيلندي السابق جيفري بلامر.
أمَّا تركيا، فقد أعلنت على لسان وزير خارجيتها، أحمد داود أوغلو، أن لا تطبيع للعلاقات مع إسرائيل في حال إصرارها رفض تشكيل لجنة دولية للتحقيق بالحادث الذي قُتل فيها تسعة أتراك، وأُصيب آخرون بجروح.وقال أوغلو إن أنقرة ستصر على تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق بالهجوم على "مافي مرمرة"، معتبرا أن "رفض إسرائيل إجراء تحقيق دولي يكشف عن أنها تريد التغطية على حقيقة ما جرى خلال الهجوم."
https://telegram.me/buratha