كشفت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما استراتيجية أمنية طويلة المدى تركز على الدبلوماسية.وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، في شرحها للاستراتيجية الجديدة، إن الولايات المتحدة لا تفتقر إلى القوة لكن تحتاج إلى استخدامها بطرق مختلفة.وأضافت أن واشنطن "تتحول من ممارسة وتطبيق مباشر للقوة إلى توليفة صعبة ومعقدة من القوة غير المباشرة والتأثير".ووفقا لجون برينان مستشار أوباما، فإن هذه هي المرة الأولى التي تركز فيها استراتيجيته للامن القومي على الإرهاب المتنامي في الداخل.وقال برينان إن الوثيقة الأمنية الجديدة تعترف بالتهديد الذي يشكله "أفرادتحولوا الى التشدد هنا في الداخل".
وتسلَط الضوء على المسألة هذه منذ حادثة إطلاق النار في قاعدة "فورت هود" العام الماضي، ومحاولة التفجير في "تايمز سكوير" بنيويورك. ولم يسبق لـ"الإرهاب في الداخل" أن تصدر أي استراتيجية امنية سابقة.ويعتمد الرؤساء الأمريكيون استراتيجية الأمن القومي لرسم اهدافهم وتحديد اولويات الأمن الأمريكي، وفقاً لمراسلين صحفيين.
وتشجيع المجتمعات على وقف التحول الى التشدد هو واحد من مبادرات الإدارة الأمريكية الهادفة إلى ضمان أمن مواطنيها وحلفائها، وفقاً للوثيقة.الجدير ذكره أن الرئيس الأسبق بيل كلينتون لم يشر في عهده إلى الارهاب في الداخل عندما حدد استراتيجية العام 1998، على رغم الاعتداء الذي وقع في مدينة أوكلاهوما قبل ثلاث سنوات، فيما مر عليه جورج بوش مرور الكرام في وثيقته للعام 2006.
دول مارقة
وقتل مسلح 13 جندياً وجرح العشرات في قاعدة "فورت هود" العسكرية في تكساس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009. واتهم في الاعتداء الطبيب النفسي الميجور نضال حسن، وهو أمريكي مسلم من أصل فلسطيني.وفي مايو (أيار) من هذا العام، أبطلت الشرطة مفعول قنبلة وضعت في سيارة بساحة "تايمز سكوير" في نيويورك، احد أكثر الشوارع اكتظاظاً في المدينة. واعتقل على خلفية الحادث باكستاني مولود في الولايات المتحدة.
ولاستراتيجيات الأمن القومي تأثير كبير على الإنفاق والسياسات الدفاعية والأمنية. فاستراتيجية الرئيس السابق جورج بوش لعام 2002 على سبيل المثال، والتي عكست عقيدة حرب استباقية وتحدثت عن "وقف دول مارقة"، أعقبها بعد عام فقط غزو العراق ومن المبادرات الجوهرية الأخرى التي أشارت إليها استراتيجية أوباما، حل تنظيم "القاعدة" في أفغانستان وباكستان وحول العالم، والسعي إلى جعل العالم خال من الأسلحة النووية.
أمن اسرائيل
أما أمن إسرائيل والسلام الاسرائيلي- الفلسطيني وقيام دولة فلسطينية جنباً إلى جنب، فهي واحدة من الاهتمامات الرئيسية للولايات المتحدة، بحسبما جاء في الوثيقة.ووصف برينان، وهو نائب مستشار الأمن القومي لمكافحة الارهاب والأمن الداخلي، الاستراتيجية الجديدة في كلمة أمام مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية.وقال: "رأينا ارتفاعاً في عدد الأفراد الذين يتحولون هنا في الولايات المتحدة الى رهائن للنشاطات المتطرفة أو اهدافها". وأضاف: "رأينا أفراداً، من بينهم مواطنين أمريكيين، مسلحين بجواز السفر الامريكي، يسافرون بسهولة إلى ملاجئ آمنة للإرهاب، ويعودون إلى أمريكا وإلى مخططاتهم المميتة التي تعطلها الاستخبارات المنسقة وتطبيق القانون".ولفت إلى أن الضغوط "اللا سابق لها" على "القاعدة" منذ وصول الرئيس باراك أوباما إلى السلطة، حدّت بشكل كبير من قدرة التنظيم وعملياته. واعتبر أن "القاعدة" تعتمد حالياً على "جنود مشاة" تدريبهم ضعيف، قد يتمتعون بالقدرة على التسلل الى الدفاعات الأمريكية باعتبار أنهم لا يتمتعون ظاهرياً بهيئة أرهابيين.
واعتبر برينان المرحلة الراهنة "مرحلة جديدة من التهديد الإرهابي، لم يعد يحدها التنسيق والتعقيد على نموذج اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول ) 2001"، لافتاً إلى أن تطوير العدو نفسه من حيث التكتيك "يدفعنا بشكل مستمر إلى تطوير قدراتنا، ليس بداعي الخوف، وإنما على نحو متزن يعزز أمننا ويحرّم تحركات عدونا".
https://telegram.me/buratha