حذّر المتحدث الرسمي للمديرية العامة للجوازات السعودية المقدم بدر مالك من أن أي شخص يسافر إلى إحدى الدول الممنوع السفر لها يضع نفسه تحت طائلة المسؤولية القانونية.وأوضح في تعليق لصحيفة "الوطن" السعودية، الأربعاء 7-4-2010، حول نية العريفي التوجه إلى إسرائيل لتصوير حلقة حول القدس، أن المحاسبة لن تكون على التصريحات الإعلامية التي قد تكون بهدف الظهور، لكنها تتم إذا ما ثبت لوزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للجوازات أن مواطنا سعوديا تجاوز الأنظمة وسافر بالفعل إلى إحدى الدول المحظورة، حيث يتم الرفع إلى الجهات الرسمية لمعاقبته كائنا من كان.وقال في تصريح لـ"الوطن" أمس، إن السفر إلى دول ممنوعة دون موافقة الجهات الرسمية يؤدي إلى العقوبة.ولم يتأكد بعد ما إذا كانت الحلقة القادمة يوم الجمعة 9-4-2010 من برنامج "ضع بصمتك" التي يقدمها الداعية السعودي ستبث من القدس المحتلة، لكن مدير قناة "إقرأ" محمد أحمد سلام وعد في حديث لشبكة "سي إن إن" الأمريكية بأن يكون الظهور المرتقب لللعريفي عبارة عن "مفاجأة"، وعلى الهواء مباشرة، وذلك بعد أن وعد المشاهدين في الحلقة الماضية بأنه "سيظهر في القدس". وقال سلام "الحلقة فيها مفاجأة للجمهور، ولا نريد حرقها قبل موعد بثها المباشر الجمعة"، مضيفا أن العديد من التقارير التي ترافقها صورت بشكل مسبق وباتت جاهزة للعرض فيها، مضيفاً أن الأمور التي تتعلق ببث الحلقة والظهور في مدينة القدس المحتلة، وما قد يعترضها قد حلت. وكان العريفي قال خلال برنامجه "ضع بصمتك"، الذي يبث عبر قناة "إقرأ"، إنه سيقوم بتصوير إحدى حلقاته من داخل المدينة، مؤكداً أن "لفلسطين حقاً على المسلمين". ولم يخفِ العريفي خوفه من الغدر، وقال "نسأل الله السلامة والعافية"، لكنه لم يفصح عن طريقة حصوله على التأشيرة التي تسمح له بالدخول إلى القدس التي احتلت إسرائيل غربها سنة 1948، وأكملت احتلالها 1967.وفي حال تمت، ستكون زيارته هي الأولى من نوعها بين العلماء المسلمين، في ظل مقاطعة دول العالم الإسلامي لأي زيارة تحت الاحتلال الإسرائيلي لها. وفي أول رد فعل رحبت وزارة الخارجية الإسرائيلية بتصريح الداعية محمد العريفي بالقدوم إلى القدس لتصوير حلقة من برنامجه «ضع بصمتك» لقناة «اقرأ» التلفزيونية، مؤكدة ترحيبها بذلك، إلا أنها وجهته إلى السفارة الإسرائيلية في الأردن لتقديم طلب رسمي للحصول على تأشيرة دخول.وتجدر الإشارة، وبحسب معلومات تحصلت عليها «الشرق الأوسط» السعودية ، إلى أن الداعية العريفي يقيم حاليا في العاصمة الأردنية (عمان) لإلقاء إحدى محاضرته الدينية في جامعة الإسراء.وبحسب مصادر مطلعة وقريبة تحدثت «الشرق الأوسط» معها فإن الداعية العريفي لم يتمكن حتى اللحظة من إنهاء إجراءات السماح له بدخول الأراضي الفلسطينية أو زيارة «القدس» تحديدا، موضحة المصادر ذاتها أنه لا يوجد أي بوادر إيجابية حتى اللحظة بهذا الشأن، إضافة إلى عدم وضوح الرؤية في هذا الأمر.وعلى الرغم من التكتم الشديد الذي أحاط به المصدر زيارة العريفي القدس، مؤكدا منع المسؤولين في قناة اقرأ توضيح أي جوانب في مسألة زيارة العريفي إلى القدس، مقترحا الانتظار حتى يوم الجمعة القادم لمعرفة جميع التفاصيل من خلال برنامج العريفي ذاته الذي سيوضح فيه جميع ملابسات الموضوع، وتبعا للمصادر ذاتها التي تحدثت مع «الشرق الأوسط»، فإن العريفي لم يتقدم بزيارة «القدس» كداعية أو إعلامي، دون توضيح ماهية التمثيل، نافيا في الوقت ذاته التنسيق مع حركة حماس لإتمام إجراءات الزيارة.وقالت الخارجية في بيان لها أمس إن كثيرا من مواطني الدول العربية والإسلامية التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل تقدموا بطلبات كهذه وحصلوا على تأشيرة. وذكرت منهم بعض الزوار القادمين من ليبيا وإندونيسيا وغيرهما.وتوالت ردود الأفعال على تصريحات العريفي بزيارة «القدس» محاطة بكثير من النقد والهجمات المضادة إثر تصريحاته «القدسية» وكان الشيخ حامد البيتاوي، رئيس رابطة علماء فلسطين خطيب المسجد الأقصى النائب في المجلس التشريعي، قد طالب العريفي بالعدول عن زيارته للقدس والمسجد الأقصى. وقال في تصريحات نشرها موقع «إخوان أون لاين» على الإنترنت: «مع حبنا للشيخ العريفي وتقديرنا لدوره الدعوي في مجال خدمة الإسلام ودعمه للمقاومة المشروعة؛ فإننا نرفض هذه الزيارة؛ لأنها تأتي في الوقت الذي ما زال فيه المسجد الأقصى في قبضة الاحتلال، وكنا نتمنى أن تتم هذه الزيارة بعد تحرير القدس».وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي في سياق تطبيع العلاقة مع الاحتلال؛ لأنها لن تتم دون تنسيق مع الاحتلال، وقد تشجع دعاة ومشايخ آخرين على الاقتداء بالشيخ العريفي، والخوف من أن تندرج هذه الزيارة تحت قاعدة «من سن سنة سيئة». واستغرب البيتاوي من توقيت هذه الزيارة التي تأتي في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة الاحتلالية على القدس والمسجد الأقصى، واختتم البيتاوي حديثه للشيخ العريفي قائلا: «اجتهدت فأخطأت يا شيخنا».
https://telegram.me/buratha