أفادت الانباء بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد "أقر بناء جدار إلكتروني حديث التقنية" بطول 155 كيلو مترا وكلفة 270 مليار دولار أمريكي على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، وذلك بعد تقليل المسؤولين الإسرائيليين من أهمية التلميح الأمريكي بشأن تجميد ضمانات القروض ضد بلادهم.وكشف نتانياهو بأن الجدار الجديد سيبدأ من جنوبي مدينة رفح، بعيدا عن الحدود الفلسطينية، وسيحتوي على رادارات حديثة وبعض التقنيات المتطورة بهدف كشف المتسليين عبر الحدود.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن بناء الجدار الجديد يرمي إلى "تحقيق غايتين اثنتين: الأولي هو مكافحة حوادث الإجرام والتهريب وتسلل اللاجئين، والثانية أمنية وتتمثل بتأمين الحدود مع شبه جزيرة سيناء المصرية ضد كافة المخاطر والتهديدات، سواء أكانت من قبل القاعدة أو غيرها من المنظمات والجهات التي يمكن أن تهدد أمن إسرائيل."وكشف المسؤولون الإسرائيليون أن الجدار الجديد "لن يكون إسمنتيا، ولا عاليا، بل حديث التقنية."من جهة أخرى، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الفلسطينيين بالتصعيد، قائلا إن من شأن هذا التصعيد أن يلقي بظلاله على الجهود الراهنة والرامية لإحلال السلام في المنطقة.
يُشار إلى أن العمل جارٍ الآن على بناء جدار آخر على الحدود بين قطاع غزة والحدود المصرية، وتقول التقارير إنه يُبنى من مادة الفولاذ وسيكون بعمق حوالي 18 مترا تحت الأرض.وقد توقَّع ضابط في الجيش الإسرائيلي مؤخرا أن يساعد الجدار الفولاذي، الذي تقوم مصر ببنائه في أراضيها على الحدود مع قطاع غزة، على الحدِّ بدرجة كبيرة من عمليات تهريب الأسلحة عند إتمامه. لكنه قال: "إن الانتهاء من بناء الجدار "قد يستغرق شهورا".
وكانت مصر قد قلَّلت من شأن أعمال الحفر التي تجري على الحدود مع غزة، وتمتد بطول 14 كيلومترا. لكن حركة حماس، التي تسيطر على غزة، تطلق عليه صفة "جدار الموت"، وتقول إنه قد يُحكم الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع من خلال "خنق أنفاق التهريب من سيناء".
وتمارس إسرائيل ضغوطا كبيرة على مصر منذ فترة طويلة لكي تتصدي للتهريب عبر الحدود التي يتزود الفلسطينيون من خلالها بالذخيرة والسلع التجارية الأساسية غير المتوفرة في غزة، وذلك عبر حفر أنفاق تحت الأرض بين غزة وسيناء المصرية.
ويقول بُناة الأنفاق إن نحو 3000 نفق كانت تعمل قبل الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر عام 2008 واستمر ثلاثة أسابيع وأودى بحياة مئات الأشخاص. لكن لم يعد يعمل منها سوى 150 نفقا بعد الحرب والهجمات الجوية الإسرائيلية اللاحقة على المنطقة. ويقر مسؤولون مصريون بأن أنابيب الصلب تُوضع في عدة نقاط على طول الحدود مع القطاع لتشكل حاجزا، ولكنهم لم يوضحوا الغرض منها.
وكان بناء الجدار قد أثار الكثير من الجدل حوله، إذ أعلن مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر تأييده لبناء الجدار بغرض منع عمليات التهريب بين مصر وقطاع غزة.ونقلت صحيفة "المصري اليوم" في عددها الصادر يوم أمس الجمعة عن بيان أصدره مجمع البحوث الإسلامية قوله: "من الحقوق الشرعية لمصر أن تضع الحواجز التى تمنع أضرار الأنفاق التى أقيمت تحت أرض رفح المصرية، والتى يتم استخدامها فى تهريب المخدرات وغيرها، مما يهدد ويزعزع أمن واستقرار مصر ومصالحها".لكن جهات فلسطينية وإقليمية ودولية عدة انتقدت بناء الجدار ودعت إلى إيقاف البناء فيه وإلى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
https://telegram.me/buratha