قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، إن الولايات المتحدة دخلت مرحلة "أفول عصرها وعصر هيمنة القطب الواحد" مضيفاً أن العالم "على عتبة مرحلة تاريخية تنذر بتراجع الولايات المتحدة الأمريكية كقوة مهيمنة والأفول التاريخي المتسارع للفكر الصهيوني."واعتبر نصرالله، الذي قدم الاثنين الوثيقة السياسية لحزبه الذي أنهى مؤتمراً داخلياً استمر عدة أشهر في أجواء من السرية المطلقة، أن مسار المقاومة "في طوره التصاعدي" الذي سيصل إلى "إمالة موازين القوى في المعادلة الإقليمية لصالح المقاومة وداعميها،" محذراً في الوقت عينه من تزايد خطر "الاحتقان" السني الشيعي.
ورأى نصرالله في الوثيقة التي تلاها أن هناك مشهد دولي يبدو فيه "تراجع هيمنة القطب الواحد لصالح تعددية لم تستقر ملامحها بعد،" مضيفاً أن "ما يعمّق أزمة النظام الاستكباري العالمي الإنهيارات في الأسواق المالية الأميركية والعالمية ودخول الاقتصاد الأميركي في حالة تخبّط وعجز،" على حد تعبيره.
وتوزعت وثيقة الحزب على مجموعة من الفصول، حمل أولها عنوان "الهيمنة والاستنهاض،" ورد فيه أن الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية باتت "صاحبة مشروع الهيمنة المركزي والأول،" كما احتوى على انتقادات لـ"تحكّم قوى الرأسمالية المتوحشة، المتمثلة على نحوٍ رئيسٍ بشبكات الاحتكارات الدُّولية ."وبحسب الوثيقة، فقد ركزت الإدارة الأمريكية السابقة على البعد العسكري للسيطرة على العالم، وتحديداً على العراق لإقامة "شرق أوسط جديد،" مستخدمة عنوان "الإرهاب" الذي تحول إلى "ذريعة أميركية للهيمنة."
وأضافت الوثيقة أن "الإخفاق الذي مُنيت به الحرب على العراق، وفشل ما يسمى الحرب على الإرهاب، خصوصاً في أفغانستان، وفشل الحرب الأميركية على المقاومة في لبنان وفلسطين بأدوات إسرائيلية، أدى إلى تآكل الهيبة الأميركية دُوليّاً وإلى تراجع استراتيجي في قدرة الولايات المتحدة على الفعل أو خوض المغامرات الجديدة."
وحول لبنان، قالت الوثيقة إن الحزب يريده "واحداً موحَّداً، ويرفض أي شكل من أشكال التقسيم،" وأضافت أن إسرائيل تمثل "تهديداً دائماً للبنان،" وعليه فإن على لبنان "المزاوجة بين وجود مقاومة شعبية وجيش وطني في ظل الخلل في موازين القوى ما بين الدولة والعدو."وأكدت الوثيقة عزم الحزب على مواصلة التسلح، محددة الأهداف المقبلة لعمه العسكري بـ"استكمال مهمة تحرير ما تبقّى من أرضنا تحت الاحتلال في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر اللبنانية، واستنقاذ مَن بقي من أسرى ومفقودين وأجساد الشهداء، والمشاركة في وظيفة الدفاع والحماية للأرض والشعب." وتطرقت الوثيقة إلى "مشكلة النظام اللبناني،" فطرحت "إلغاء الطائفية السياسية من النظام،" رافضة تطبيق قاعدة الأغلبية والأقلية في الحكم قبل أن يتحقق هذا الشرط، كما شددت على "إعطاء الفلسطينيين في لبنان حقوقهم المدنية والاجتماعية، والتمسك بحق العودة ورفض التوطين."وحملت الوثيقة أيضاً بنداً يتعلق بالعلاقات الإسلامية، فتحدثت عن "الاحتقان الطائفي والتوترات المذهبية المفتعَلة، وعلى الأخص بين السنّة والشيعة،" وقالت إن حزب الله يعتبر "إيران الإسلام دولةً مركزيةً مهمةً في العالم الإسلامي، فهي التي أسقطت بثورتها نظام الشاه ومشاريعه الصهيونية - الأميركية."
كما تناولت نظرة الحزب للعلاقات الخارجية للبنان، فقالت إن "إنّ الالتحاق بالسياسات الأميركية - وخاصةً في مرحلة إخفاقها التاريخي - يشكّل خطأً استراتيجياً لن يؤدي إلاّ إلى مزيد من المشكلات والتعثر والتعقيدات في العلاقات الأوروبية - العربية."وأكد الحزب رفضه الاعتراف بإسرائيل، داعياً الدول العربية إلى اتخاذ الموقف عينه، ورفض عملية التسوية والاتفاقات التي أنتجها مسار مدريد التفاوضي مضيفاً: "هذا الموقف هو موقف ثابت ودائم ونهائي، غير خاضع للتراجع أو المساومة، حتى لو اعترف العالم كله بإسرائيل."
https://telegram.me/buratha