وسبق أن صادقت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، على الوثائق ذات العلاقة بالصفقة مؤخراً، ورفعتها إلى الرئيس أوباما، للمصادقة عليها بدوره، إلا أنه لم يوقع عليها حتى اللحظة، وبالتالي سيتأخر رفعها إلى الكونغرس الأميركي لإقرارها نهائيا. وأبلغ مسؤول أميركي رفيع المستوى قناة CNN بأن إقرار الاتفاقية تم تعليقه مؤقتا بسبب شريط الفيديو.
إلا أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت وود قال إن إدارة الرئيس أوباما بصدد مراجعة الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ورفض المتحدث الربط بين الاتفاق وبين الشريط الذي بثته محطة تلفزيونية أميركية يظهر تعرض تاجر أفغاني للتعذيب على يد أحد أفراد العائلة الحاكمة في إمارة أبو ظبي.
أبو ظبي تدين سلوك أحد أفراد الأسرة الحاكمة
من ناحيتها، أدانت حكومة أبو ظبي الخميس سلوك أحد أفراد الأسرة الحاكمة الذي ظهر في شريط فيديو وهو يعذب رجلا. وقال بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية باللغة الانكليزية إن الحكومة تدين إدانة تامة الأفعال التي ظهرت في شريط الفيديو.
ويأتي إصدار هذا البيان بالانكليزية، دون العربية، قبيل الزيارة التي سيقوم بها إلى الإمارات المبعوث الأميركي الخاص إلى الخليج وجنوب غرب آسيا دنيس روس.
ولم يأت البيان الحكومي على ذكر اسم الشيخ المتورط في عملية التعذيب المفترضة وهو الشيخ عيسى بن زايد آل نهيان بحسب شبكة ABC الأميركية التي بثت الشريط في 22 من أبريل/ نيسان.
والشيخ عيسى بن زايد آل نهيان هو الأخ غير الشقيق لرئيس الإمارات حاكم أبو ظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ويظهر شريط الفيديو رجلا قيل إنه الشيخ عيسى وهو يصب الرمال في فم رجل ملقى على الأرض، قبل أن يضربه بعصا خشبية فيها مسامير، ثم يقوم برش الملح على جروح الرجل ويدوسه بسيارته المرسيدس، والسبب هو خلاف على حمولة حبوب مفقودة قيمتها خمسة آلاف دولار.
وذكر بيان الحكومة بأن الدستور الإماراتي يحمي في مادته الـ25 حقوق الإنسان، مؤكدا أن الدائرة القضائية ستنظر بتمعن في شريط الفيديو وستنشر قرارها بشأنه في أسرع وقت ممكن.
ونقلت الدائرة القضائية عن وزارة الداخلية أن الحادثة التي صورت في الفيديو ناجمة عن خلاف تمت تسويته بين الطرفين من دون أن يتقدم أي منهما بشكوى، إلا أن الوقائع الواردة في شريط الفيديو تشكل على ما يبدو انتهاكا لحقوق الإنسان ولهذا السبب ستخضع لفحص شامل.
واعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" هذا القرار "خطوة أولى ايجابية"، داعية في الوقت عينه إلى فتح تحقيق تتولاه هيئة مستقلة ويعاقب بنتيجته المرتكبون.
وقالت مديرة المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط ساره ليا ويتسون في بيان إنه يبقى انتظار ما إذا كان التحقيق سيؤدي إلى معاقبة المتورطين في هذه الأعمال الوحشية وإلى أخذ إجراءات تحول دون تكرارها.
وأكدت المنظمة أنه يتوجب على دولة الإمارات أن تصادق على معاهدة مكافحة التعذيب وان تندد علانية وبشكل قاطع بهكذا أفعال.
وكانت الإدارة الأميركية قد أعلنت أنها أخذت علما بشريط الفيديو داعية جميع الحكومات إلى التحقيق في المزاعم حول حصول أعمال إجرامية.
كما بعث عضو الكونغرس جيمس ماكغوفرن برسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قال فيها إن الشريط "يهز الوجدان". وقال ماكغوفرن "لا أستطيع أن أصف الرعب والاشمئزاز اللذين شعرت بهما وأنا أشاهد ما كان يحدث في الفيديو". ودعا ماكغوفرن كلينتون إلى وقف تمويل وتدريب قوات الأمن في الخليج وتعليق كافة عمليات نقل التكنولوجيا بما فيها المواد النووية، إلى حين التحقيق في الحادث.
https://telegram.me/buratha