أكدت اعترافات أحد أهم المتهمين بالإرهاب في موريتانيا ما كان يثيره الكثير من الخبراء في شؤون الجماعات الإسلامية ذات التوجه العنفي من إستخدام هذه الأخيرة للمواقع الإباحية على شبكة الأنترنيت كوسيلة لإيصال الفكر المتشدد ونشر بياناتها .
وجاء في إعترافات معروف ولد الهيبة المتهم الرئيسي في عملية مقتل اربعة سياح فرنسيين نهاية سنة 2007 قرب مدينة "ألاك" وسط الصحراء الموريتانية لأجهزة الأمن في نواكشوط التي تم نشرها مؤخرا إن قيادة الخلية التي كان ينشط ضمنها والتي يسميها "بتنظيم أنصار المرابطين علي أرض شنقيط" كانت تفكر في إعداد كلمة متلفزة تعلن فيها للعالم إنضمامها لما يسمى بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
وأضاف ولد الهيبة ان قادة التنظيم الجديد خلصوا بعد نقاشات مطولة مع اللجنة المكلفة بشؤون الإعلام في التنظيم إلى أن أنجع وسيلة لنشر التسجيل الإرهابي هي بثه في أحد المواقع الإباحية علي الشبكة الدولية للمعلومات، وأعتبر أعضاء هذه اللجنة ومن بينهم المفتي العام للخلية أن هذه الطريقة أفضل من إعطائه لإحدى القنوات الفضائية العربية المشهورة بإحتكارها لهذا النوع من التسجيلات .
وتأتي هذه المعلومة لتوضح الإستراتيجية الإعلامية والدعائية التي تعتمدها الكثير من التنظيمات المتشددة لكسب جماهيرها ونشر أفكارها وحتى للتواصل بين أفرادها، وكيف أن هذه الإستراتيجية لاتقتصر فقط على تسريب بيانات هذه المجموعات إلى بعض القنوات الفضائية المهتمة بهذا النوع بل وتتعدى ذالك إلى إستخدام كل وسيلة من شأنها أن تسمح بالتعرف على الفكر المتطرف من قبل شرائح جديدة حتى ولو كان الدخول إلى تلك الوسيلة محرم أصلا في أدبيات منظري هذه الجماعات.
وكانت مجموعة من المواطنين قد تمكنت من توقيف معروف ولد هيبة وهو متخفي في جلباب نسائي العام الماضي بعد فشل قوات الامن الموريتاني في إلقاء القبض على من تتهمه المخابرات الفرنسية بأنه زعيم قتلة السياح الأربعة، في عملية هي الاولى من نوعها في موريتانيا .
واكدت محاضر الشرطة الموريتانية أن ولد الهيبة اعترف بأن أعضاء تنظيمه تلقوا تدريبهم في معاقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية على الحدود الموريتانية المالية، كما اعترف بمشاركة أفراد من التنظيم في عمليات ضد الجيش الموريتاني والسفارة الإسرائيلية في نواكشوط .
https://telegram.me/buratha