وقال كيري في تصريح أدلى به في مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينغز للسلام إن "سوريا ترغب في مشاركة أميركية مباشرة في محادثات السلام هذه".
وأوضح كيري أن على الولايات المتحدة أن تتحرك إزاء اهتمام الأسد بمشاركة الولايات المتحدة المباشرة في محادثات السلام مع إسرائيل.
وقال "يجب أن نلعب هذا الدور، في حال استطاع حضورنا دفع العملية قدما". وأشار كيري إلى اقتراح الولايات المتحدة بتقديم الحوافز المالية لتشجيع سوريا على تحقيق السلام مع إسرائيل.
وأيد كيري قرار الرئيس أوباما إرسال مبعوثين أميركيين إلى دمشق، وقال إن الأسد يتطلع أبعد من إيران لتحسين العلاقات مع الدول العربية ومع الغرب.
وقال كيري "إذا نظر الأسد إلى الغرب لبناء علاقات جديدة فإن ذلك سيخدم سوريا". إلا أنه أضاف أنه يمكن تشديد العقوبات مرة جديدة على سوريا إذا ما عادت إلى الوراء. وقال كيري إن تصاعد الدور الإيراني خلق إرادة غير مسبوقة لدى الدول العربية المعتدلة للعمل مع إسرائيل.
وأوضح أن هناك واقعا جديدا، مشيرا إلى قلق الدول العربية المعتدلة وإسرائيل على حد سواء من إيران أكثر مما هما إزاء بعضهما البعض.
تنازلات في المنطقة
من جهة أخرى، قالت صحيفة جيروسالم بوست إن الولايات المتحدة قد تتجاهل التدخل السوري في المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، مقابل تنازلات في المنطقة.
وذكرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الخميس، إنه تم التخلي عن سياسة بوش لعزل سوريا، مشيرة إلى أنه في إطار استكمال زيارة وفود الكونغرس الأميركي لدمشق في الفترة الأخيرة، يتوجه كل من جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة ودانيل شابيرو مسؤول ملف الشرق في مجلس الأمن القومي إلى دمشق.
وأشارت إلى أن نظام الأسد لا يحبذ فيلتمان، الذي شغل منصب السفير الأميركي في بيروت خلال الولاية الثانية للرئيس السابق جورج بوش.
وفي الوقت نفسه كانت هناك مخاوف حقيقية في وزارة الخارجية أن يكون السوريون أمروا باغتيال الحريري. ورغم ذلك، ينظر النظام السوري إلى إرسال اثنين من كبار المسؤولين الأميركيين إلى دمشق بمثابة أحدث إشارة للترحيب.
وأضافت الصحيفة أنه يبدو أن الإدارة تعتقد أن توفير التعاون السوري ضروري في خططها لدفع التقدم الدبلوماسي في المنطقة. ولذلك هناك احتمال متزايد، في هذا الاتجاه كان قد عكسه رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي في لبنان النائب وليد جنبلاط خلال مقابلة أجريت معه مؤخرا، قال فيها "يمكن أن تعتبر المحكمة ورقة مساومة مع السوريين".
وكذلك قالت الصحيفة في مقال آخر إنه فيما يمثل قرار إرسال شابيرو وفيلتمان إلى دمشق تغييرا في السياسة، نظرا لأنهما أرفع مسؤولي الإدارة للتوجه إلى سوريا منذ زيارة ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية الأميركية في عام 2005 ، إلا أن ذلك لا يعني أن الولايات المتحدة هي على وشك تحقيق تقدم ملموس مع سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن إدارة أوباما هي في مرحلة مراجعة لسياستها. وقالت إن مسؤولي الإدارة يتوجهون إلى هناك للاستماع والمشاركة في تقصي الحقائق، ثم العودة إلى واشنطن حيث سيجري وضع السياسات.
https://telegram.me/buratha