وتسبب السديس في احراج الحكومة السعودية حينما تغيب متعمدا كما يبدو عن إمامة المصلين في الحرم في يوم الجمعة 2 جمادي الثانية (6 يونيو) الماضي بعد يوم من إنتهاء مؤتمر (المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار) الذي دعا اليه وترأسه الملك عبدالله، وشهده العديد من ممثلي المذاهب الإسلامية المختلفة في قصر الصفا قرب الحرم.
وعزت مصادر حينها تغيب السديس عن واجبه الرسمي في إمامة الصلاة الى رفضه إلقاء خطبة تؤيد الحوار والمصالحة بين المذاهب الإسلامية في حضور غالبية أعضاء الوفود الإسلامية، حيث يتخذ التيار السلفي في السعودية موقفا متشددا ومعاديا لغالبية المذاهب والتيارات الإسلامية حول العالم. وتسبب تغيب السديس عن إمامة الصلاة الى تأخيرها لمدة 40 دقيقة، مما إضطر الشيخ صالح آل طالب الإمام الإحتياطي لإرتجال خطبة لم تدم أكثر من 10 دقائق. ورغم كونه إمام الحرم ويتبع المذهب الحنبلي إلا أن السديس أدى صلاة يوم الجمعة في بيته القريب من الحرم بعد أن أغلق هواتفه، وتعذر أبنه بأن الدور ليس عليه.
وانتقد الكاتب السعودي عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل الشيخ في مقال له في جريدة الرياض في أول شهر جمادي الماضي غياب الحديث عن مؤتمر الحوار في خطبة الجمعة في الحرم.
وكانت آخر خطبة جمعة القاها السديس، المعروف بصوته العذب خلال ترتيله للقران، قبل اربعة شهور في يوم 26 ربيع الثاني من هذا العام بعنوان "الاجتهاد في الدين". ويعتبر السديس أحد أثرى رجال الدين السعوديين حيث كشفت وثائق عن صك أرض في مكة بمبلغ 100 مليون ريال، منحت له بأمر ملكي بجوار الحرم المكي.
ويواجه التيار السلفي حاليا أزمة شعبية في البلاد بعد حوادث متتابعة تورط فيها قضاة باستخدام المخدرات وممارسة الجنس خارج الزواج.
https://telegram.me/buratha