الصفحة الاقتصادية

إنعاش الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة


د. رعد هادي جبارة||

 

باحث ودبلوماسي سابق

 

لا شك بأن من جملة ركائز التطور الاقتصادي في العراق؛الاستقرار السياسي للنظام الحاكم،  وحسن العلاقة بين السلطات الثلاث ، فضلاً عن الاستقرار الامني في البلاد؛وهي من شأنها أن تفتح الباب للإنتعاش الاقتصادي المستند إلى زيادة الانتاج وتشجيع الاستثمارات الاجنبية و استقرار سعر العملة المحلية مقارنة بالعملات الاجنبية وتسهيل اطلاق المشاريع الصناعية و استيفاءالضرائب منها،و تنمية الإنتاج الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي ، و استثمار مواسم الزيارات المليونية وفق رؤية اقتصادية،بعيدا عن الشعارات والعواطف  و المجاملات مع دول الجوار.

  ولابد من حل معضلة الكهرباء حلاً جذرياً يعتمد على توفير الوقود لمحطات الكهرباء داخليا عبر تنمية إنتاج المشتقات النفطية و استثمار الغاز المصاحب و التعاقد مع عدة شركات يابانية وألمانية وصينية وحتى أمريكية،مع ترشيد الاستهلاك وتثقيف المواطن باجتناب الإسراف في الطاقة.

   ومن الأهمية بمكان ؛ الابتعاد تدريجيا عن الاقتصاد الريعي و البطالة المقنعة و التعيينات المليونية غير المنضبطة فضلا عن تنشيط القطاع المصرفي، والتجارة الخارجية و التصدير، و تقليص الاعتماد على الاستيراد. 

  ونؤكد على تقليل الإنفاق العسكري[نقصد كرواتب لعدد كبير من الجنود والضباط،ولكن لابد من تجهيزالدولة بالاسلحةالمتطورة للقوات الجوية والبرية و البحرية] وعدم زج العراق في سياسة المحاور و التناحر مع دول معينة لتسجيل بطولات إعلامية و عنتريات فارغة ،وعدم تحميل الدولة العراقية مسؤوليات أكبر من طاقتها على صعيد المنطقة ،تؤدي لجعل العراق بقرة حلوباً لتقديم الهبات و المعونات و المساعدات لدول و فصائل ومنظمات عربية و أجنبية معينة .

    وليس من الحكمة غض النظر عن تزويد الخزينة المركزية بإيرادات تصدير النفط العراقي من المحافظات الشمالية وعلينا متابعة ظاهرة عدم دفع الموارد المالية للمنافذ والجمارك من المحافظات الثلاث فهي جزء من تراب العراق و خارطته الرسمية،ومن غير الجائز تعطيل الدستور وتشجيع الابتزاز و التساهل في تركيز موارد الشمال بيد أسرة واحدة،بينما نجدها تستحوذ وتستولي على المليارات في حسابات شخصية وتبيع النفط للكيان الصهيوني و لحكومة اردوغان بثمن بخس،وتغمط حقوق المواطنين العراقيين: الكرد والعرب و التركمان.إن الشمال ليس ضيعة أو فيلا ورثها أبناء ملا مصطفى منه بل هي قطعة من جسد العراق و جزء لايتجزأ منه حتى الأبد.والموظف الكردي المسكين لاينبغي أن يحرم من حقه لمجرد خلاف بين الحكومة المحلية في اربيل و الحكومة المركزية في بغداد،فالموظف صاحب أسرة ومصروفه الشهري يوفر من مرتّبه الوظيفي.

 هناك بعض القرارات التي تحرك الاقتصاد المحلي و تنفع المواطنين وتحرّك قطاعات كثيرة.على سبيل المثال:توزيع مليون قطعة ارض سكنية على شريحة الساكنين بالايجارحصراً أو المتزوجين حديثا بشرط بنائها مع منع بيعها ونقل ملكيتها،مما يؤدي إلى قيامهم بنهضة شاملة لبناء البيوت والشقق. والبناء يحرك قطاعات إنتاج وبيع الأسمنت و الطابوق والحديد و الكاشي والكهربائيات و الصحيات والأثاث المنزلي والنقل والشحن و العمالة(امتصاص البطالة) ويخفض ايجارات السكن وتكاليف المعيشة. 

    إن التخطيط القصير الأمد والخطط الخمسية و البعيدةالمدى والتنمية المستدامة و الشاملة أمر ضروري جدا لأي إقتصاد ناجح،ولابد من إناطة التخطيط بيد خبراء محنّكين و مستشارين مختصين،مع الاستفادة من تجارب الدول المتطورة اقتصادياً في أوروبا و جنوب شرق آسيا، ولايمكن أن تستقيم شؤون البلاد بالعشوائية والتخبط والإنفاق الحاتمي و التغاضي عن تعظيم الموارد المالية للدولة،بأي حال من الأحوال.

{فهل من مُدّكِر}؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك