الصفحة الاقتصادية

أزمة العراق الإقتصادية والصحية  

1453 2020-06-18

ضياء المحسن ||

 

يشهد العالم ومنذ أكثر من ستة أشهر، أزمة تفوق أزمة الكساد الكبير التي حصلت في القرن الماضي، وما تلته من أزمات والتي كان أخرها أزمة الرهن العراقي عام 2008، المختلف في هذه الأزمة أنها أصابت مفاصل الحياة جميعها تقريبا، حتى أنها أثرت على الوضع الصحي لكثير من بلدان العالم، بعض هذه البلدان إستطاع تجاوز الأزمة الصحية (على الأقل)، بينما البعض الأخر يكاد يئن من هذه الأزمة.

يقع العراق ضمن الفئة الثانية من الدول التي تعاني من هذه الأزمة المركبة، فهي أزمة لامست الصحة العامة للمواطن، بالإضافة الى تأثيرها الإقتصادي على نفس المواطن.

لو راجعنا بموضوعية إجراءات الحكومة  فيما يتعلق بالجانبين الصحي والمالي، نجد فشل كبير في معالجة هاتين الأزمتين، لسنا هنا في محاولة للتشهير بالحكومة وإلقاء اللوم عليها، بقدر ما نحن نحاول تسليط الضوء على الأخطاء التي رافقت الإجراءات الحكومية في معالجة أزمة جائحة كورونا، والتي أثرت على الوضعين الصحي والمالي.

في الجانب الصحي نجد هناك تخبط واضح في كيفية السيطرة على الفايروس، ويصاحب ذلك عدم وعي المواطن بخطورة الوضع، وحتى هذا يعود الى ضعف التوعية الصحية التي كان من المفترض أن تقوم بها وزارة الصحة وهي الجهة المعنية بذلك الأمر، فتركت المواطن يتخبط بين التصريحات المتضاربة، وحتى تأكيد الحكومة على حصر التصريحات بوزارة الصحة كونها الجهة المسؤولة لم يجد أذان صاغية، فأخذ المواطن يسمع أقاويل لم يجد لها تفسير مقنع وحقيقي، ما أدى الى إرتفاع كبير بعدد الإصابات، حتى أن الرقم وصل الى أكثر من 1500 إصابة في بعض الأيام، وهو تطور خطير في تفشي الفايروس في العراق، إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار ضعف البنية التحتية للقطاع الصحي بشقيه الحكومي والخاص.

ولو نظرنا الى دول العالم في كيفية معالجة الأزمة، نجد هناك جهد توعوي كبير قامت به الأجهزة الصحية في هذه البلدان، بحيث أنها أخذت تعطي توقيتات لفتح حدودها وعودة الحياة الى طبيعتها، لكن مع المحافظة والإلتزام بالإرشادات الصحية التي رافقت هذه الإعلانات، بالتالي كان على الأقل بالأجهزة المختصة أن تنظر الى ما تفعله هذه الأجهزة، ولا نقول أن تفعل مثلها وتحاكيها، بل تتعلم وتفعل الشيء الذي يجب أن يقبله المواطن هنا، وحتى هذا الأمر لم يحصل.

في الجانب الأخر وهو مؤلم أكثر من الجانب الأول، ونقصد به الجانب المالي، معلوم للجميع أن العراق يعتمد في تمشية أموره المالية على الإيرادات النفطية بنسبة كبيرة، وقد مرت على السوق النفطي سنوات كانت هناك طفرة في أسعار النفط في الأسواق العالمية، حيث وصل سعر برميل النفط الى 140 دولار، لكن المشكلة أن الحكومات السابقة لم تعرف كيف تستفيد من هذه الوفرة المالية والفوائض الكبيرة، لتنشيط القطاعات الإقتصادية الأخرى، لتكون رديف للصادرات النفطية، فكما يقول المثل (القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود)، وكأن من تصدى للمسؤولية في تلك الفترة لم يسمع بهذا القول المأثور.

رافق ذلك مستوى المدينوية بلغ حد كبير، ما أدى بالحكومة الى تفعيل بعض القرارات غير المدروسة، وحتى هذه القرارات سرعان ما عادت وتراجعت عنها، الأمر الذي يمثل مثلبة على الحكومة، وهي التي كان شعارها هو محاربة الفساد والعودة بالعراق ليمارس دوره الحقيقي.

أزاء كل ذلك يبقى سؤال يدور في الأذهاب، ما العمل؟

نحتاج حقا الى رجال يعرفون كيف يديرون الأمور، ليس لهم مصلحة لدى هذا الحزب أو تلك الكتلة، حتى يستطيع أن يعمل بحرية، يجب وضع اليد على مواطن الضعف وتقويتها، ووضع اليد على مواطن القوة وتنميتها، مواطن القوة في الإقتصاد العراقي كثيرة ولا حصر لها، فمهما أردنا أن نحصر ذلك نجد أنه قد فاتنا أشياء كثيرة لم نتطرق إليها، على سبيل المثال لا الحصر، تفعيل السياحة الدينية وهذه ليست حصرا بالمراقد المنتشرة في بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف وسامراء، بل هناك بيت نبي الله إبراهيم في ذي قار، هناك مرقد الكفل وهناك مرقد العزير وهناك مراقد وكنائس كثيرة منتشرة في أرجاء العراق، طبعا كثير من هذه المراقد يزورها سياح مسيحيين ويهود، لكن ما ينقص هو البنى التحتية (فنادق وطرق ومرشدين سياحيين يتحدثون اللغات الأجنية ويعرفون ماذا يقولون للسائح الأجنبي.

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك