الصفحة الاقتصادية

هل سيكون تكليف السيد الكاظمي بداية حقيقية لمشروع عراق جديد؟ !!

1805 2020-04-09

 

ضياء المحسن

 

قد يكون السؤال فيه نوع من التنظير أو إستكشاف المستقبل، وقي حقيقة الأمر لا هذا ولا ذاك، ذلك لأن أي شخص يتابع ما يحصل في العراق اليوم، يجد أن ما يجري اليوم هو نتيجة الأخطاء الحاصلة في العملية السياسية برمتها، ذلك لأننا نجد أن هناك خرق للدستور الذي كتبته نفس الكتل السياسية التي تتصدر المشهد السياسي اليوم، هذا الخرق يتيح لها أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء، بون وازع من ضمير ولا خوف من رقيب، لأن الأخير إنما يراقب الأخطاء الصغيرة؛ والتي عادة ما يرتكبها صغار الموظفين ليرضى عنهم كبار الموظفين.

بعد ما يزيد على ستة أشهر وهو تاريخ إستقالة السيد عادل عبد المهدي وتحول حكومته الى حكومة تصريف أعمال يأتي الدور على رئيس جهاز المخابرات لتشكيل الحكومة الإنتقالية، والمكلفة حصرا الإعداد لإنتخابات جديدة وتشريع قانون إنتخابات يختلف عن القانون الحالي، والذي لدينا عليه ملاحظات كثيرة ليس أهونها ما يصطلح عليه ظلما بقانون سانت ليكو، هذا القانون الذي لو تم تطبيقه فعلا، لكنا لم نر كثيرا من هذه الوجوه الكالحة اليوم.

السؤال الكبير الذي سيواجهه السيد الكاظمي يتمثل في هل لديه القدرة على تجاوز نرجسية الكتل السياسية؟ بمعنى أن الكتل السياسية مجتمعة لديها نوع من التعالي في تعاملها مع رئيس الوزراء أيا كان، لأنها تفترض أنها من جاءت به، بالتالي يجب أن يستجيب لمطالبها بغض النظر عن مشروعية تلك المطالب أم لا، وهذا الأمر ينسحب بالضرورة على الوزراء الذين يتم تكليفهم، حيث يرون بأن لا دالة لرئيس مجلس الوزراء بمجيئهم الى هذا المنصب أو ذاك، لأنه جاؤوا الى هذه المناصب عن طريق المحاصصة (الحزبية أو القومية).

سيواجه السيد الكاظمي بعدم وجود إدارة حقيقية للدولة، قد يتصور بعض السادة بأننا في حكمنا هذا نتجنى على المؤسسة الحكومية (إن كانت موجودة)، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما يتم تغيير أي مسؤول حكومي يقوم بتغيير موظفي مكتبه بالدرجة الأولى، ثم تغيير أثاث مكتبه بالدرجة الثانية، وينسى أن يجتمع بقيادات تلك الدائرة للإطلاع (ولو على سبيل المجاملة) على ماهية عمل تلك المؤسسة، الأمر الذي يجعل من المؤسسة بقرة حلوب تدر عليه وعلى كتلته الأموال شهريا وسنويا (بحسب إمكانيات تلك المؤسسة)، ولا ننسى التعيينات التي ستكون حصرية لأعضاء حزبه أو يتم بيعها وتحويل تلك المبالغ الى كتلته.

سيواجه السيد الكاظمي دولة ريعية كل همها أن تبيع النفط وتقتات عليه، ولا تأخذ بنظر الإعتبار الهزات التي يمكن أن يتعرض لها هذا المورد الوحيد، مع أنه ليس الأوحد؛ فالعراق أيها السادة بلد زراعي بالدرجة الأساس، يجري فيه نهران عظيمان، وفيه أكثر من 40 مليون دونم المستثمر منها لا يتجاوز 10%، بالتالي يجب أن يضع في حساباته كيف يمكن إستثمار هذه الأراضي، خاصة مع وجود شحة في المياه، حيث أن العراق لا يسيطر على المياه التي تصله من تركيا وإيران؛ كونها تذهب الى البحر (التقديرات تقول أن حوالي 75 متر/ثانية من المياه تذهب الى البحر).

ولنا كلام أخر في ذلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك