سبق لسماحة الشيخ جلال الدين الصغير أن طرح معاناة المواطنين في البصرة في خطبة الزبير المشهورة قبل 3 اسابيع، وبعيدا عما قيل في هذه الزيارة وأهدافها، إلا إن من الملفت إن وزراء البلديات والصحة والكهرباء نفوا ان يكون حديث سماحة الشيخ دقيقا في وصف الحالة، بل ذهب وزير الصحة ووزير البلديات إلى القول بعدم صحة حديث سماحة الشيخ، وفيما يلي ننقل أحد التقارير التي تحدثت عن مفصل مؤلم من مفاصل وزارة الصحة لكي يطلع معالي الوزير على الواقع رغم شدة وصفه، فالتعرف على المرض نص العلاج أليس هذا ما تعلمناه من الأطباء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير حول معاناة الأطفال الراقدين فيوحدة الأمراض السرطانية في مستشفى البصرة للولادة والأطفال((ومعاناة ذويهم ))المادة 31 من الدستور العراقياولاً : - لكل عراقي الحق في الرعاية الصحية، وتعنى الدولة بالصحة العامة، وتكفل وسائل الوقاية والعلاج بإنشاء مختلف أنواع المستشفيات والمؤسسات الصحية .
المقدمة
وحدة الأمراض السرطانية هي أحدى أقسام مستشفى البصرة للولادة والاطفال .. وهذه الوحده تعتبر هي المركز الوحيد الذي يستقبل مرضى السرطان من الاطفال ليس في البصرة وحدها بل في كل الجنوب العراقي أي يفترض أنها تؤدي الخدمة لما يزيد على ثلث سكان البلد والمرضى الذين يراجعونها حالياَ يتراوح عددهم بين (( 400-600)) مريض وفقاَ لارقام اضابير المرضى والعدد بأزدياد مستمر ولا توجد احصائيه دقيقه لان ظاهر الحال أن لا احد يهتم بالارقام ودلالاتها لانها لا تعني الا العائلة المنكوبهولغرض تسليط الضوء على مدى معاناة هذه الشريحه من المواطنين يتوجب علينا أن نقسم هذا التقرير الى قسمين القسم الاول (الجانب الفني) والقسم الثاني (الجانب الانساني ) وأعترف بأني لن أتمكن من تغطية أي من الجانبين كاملاَ وذلك لان الجانب الفني يحتاج الى طبيب أو شخص مؤهل ولست كذلك والجانب الانساني يحتاج الى ساعات كثيرة من الشرح والمجال لايتسع لذلك ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله ..
الجانب الفنينتناوله من وجهة نظرنا كاولياء أمور عايشوا الحاله على مدى أشهر طويله ليلا ونهارا أمكانية وحدة الامراض السرطانية كما هو مشاهد على أرض الواقع وبا لعين المجرده وكما يلي :-1- الاطباء الأخصائيون :- عددهم (ثلاثة ) فقط أ- الدكتوره جنان غالب حسن وهي طبيبه أخصائية من الطراز الاول وذات حس أنساني عالي وكثيراَ ما قامت بالتبرع من أموالها الخاصه لمساعدة المحتاجين من المرضى وعوائلهم سداَ لمصاريف العلاج أو الفحوصات أو حتى المصروف الشخصي , ولكنها وعلى لسانها شخصياً يأخذ التدريس الجزء الأكثر من نشاطها بالإضافة التزاماتها في المستشفى وبالتالي كل هذا يؤثر على تواجدها في الوحدة لفترة كافية .ب- دكتور حسام محمود صالح وهو طبيب كفوء يمتاز بخلق عالي لكنه خارج القطر حالياً ولا نعلم فترة غيابه .جـ دكتور محمد كامل الدوركي الاخصائي الوحيد المتواجد طيلة أيام الاسبوع أثناء الدوام الرسمي ..2- الاطباء المقيمين : وعددهم ثلاثة اطباء تبلغ فترة خدمتهم في الوحدة شهر واحد فقط ويستبدلون بغيرهم مما يخلق حاله من الإرباك تولد نتيجتها أخطاء مميتة أحيانا بسبب قلة الخبره وقلة فترة وجوده داخل الوحدة 3- الكادر التمريضي :- ويتراوح عددهم بين (5 الى 7 ) أشخاص بين ممرض ومعاون طبي أربعه منهم فقط ثبت بالتجربة أمكانية الاعتماد عليهم للعمل في مثل هذه الوحدة وللمساعدة في علاج مرض السرطان ولا يوجد تنسيق في الخفارات كأن يوضع من له القدرة ولخبره مع حديث العهد بالمهنة ولذلك نضطر في كثير من الأحيان الى الدوران في بقية اقسام المستشفى حاملين اطفالنا على صدورنا بحثاَ عمن يستطيع سحب الدم لغرض التحليل او تركيب (الكانونه) أو أعطاء الجرع العلاجية ومراقبتها .أضافة الى جهل أكثرهم بطبيعة المرض وعدم معرفتهم بالآثار الجانبية المتوقعة للعلاج الكيميائي وما ينتج عنها من مضاعفات وكيفية تداركها واسداء النصح الى الاب أو الأم حول ذلك وخصوصاَ ليلاَ ( لا يوجد أي طبيب بعد الساعة 12 ليلاَ ) 4- تتكون الوحدة من ثلاث قاعات سعة الواحدة (8) أسره بالأضافه الى سريرين في غرفة العزل وبذلك يكون المجموع (26) سرير هي كل ما موجود في الوحده حتى كتابة التقرير وهذا العدد غير كافي أطلاقاَ وكثيراَ ما يفترش المرضى الارض أو يتشارك الاطفال السرير بواقع طفلين أو ثلاثة .علماَ أن هذا المرض من أهم أعراضه فقدان المناعة ولذلك يجب أن يبقى الطفل بعيداَ حتى عن الاصحاء فكيف المرضى .5- العلاجات الكيميائيه :- توجد شحه في العلاجات الكيميائيه رغم أن مصدرها مساعدات أنسانية مما يضطر الاطباء الى الغاء فقرات من العلاج رغم أهميتها بسبب عدم توفرها . ولولا (سيد أبراهيم ) وفقه الله لكانت الحال مأساويه بكل ما للكلمه من معنى فهذا الرجل له مواقف يشكرها جميع من يعرف لانه تمكن من شراء العلاج الغير متوفر مرات عديدة من السوق المحليه التي لا تبعد كثيراً عن المستشفى وبأسعار عاليه وبتمويل من مصادره هو شخصياَ وعلى سبيل المثال وهو أخر ما أشتراه لنا (زجاجات حفظ عينات الدم ) (التيوبات) وهي غير متوفره في ذلك اليوم بمبلغ خمسه وعشرون الف دينار وهنا أرجو ملاحظة مدى عجز أدارة المستشفى عن توفير مبلغ بسيط كهذا لغرض مهم لنا .6- عدم توفر ماء الشرب المعقم في هذه الوحده على الرغم من وجود براد ماء جديد لم يتم أعداده للعمل حتى هذه اللحظة رغم الحاجة الماسة اليه وتوصيات الاطباء بأعطاء المرضى المياه المعقمة فقط (المياه المعدنية ) مما يضطر الاهالي الى شراءها من كشك المستشفى .7- التحاليل: هذه من اكبر المشاكل التي تواجه الاطباء والمرضى وذويهم على حداَ سواء رغم أن 60% من التحاليل يتم أجراءها في المستشفى مجاناَ الا أن الكثير منها يرفض من قبل الاطباء الاخصائين ولا يعتمد اطلاقاَ وتوصف لنا مختبرات وعيادات أهليه لغرض مراجعتها وطبعاَ هذه المختبرات تتقاضى أسعاراَ عاليه تتراوح بين (10 الاف وتتعدى 250 الف دينار ) كالمفراس مثلاَ .وذلك بسبب عدم دقة الاختبارات في المستشفى لكون الاشخاص العاملين عليها ليس بالمستوى المطلوب تقنياً كما سمعنا هذا من عدة أطباء وعلى سبيل المثال أختبارات وتحاليل الدم يعتمد منها التقارير الصادره عن الدكتوره علياء (رئيسة وحدة المختبر ) حصراَ وبالتالي هي الوحيدة التي نطمئن الى نتائج اختباراتها وهذه الطبيبة لا يقتصر عملها على مرضانا فقط بل هي تعمل لكل أقسام المستشفى ونظراَ لكثرة التحاليل وضيق الوقت كثيراَ ما تظهر النتائج بعد مغادرة الطبيب الأخصائي المستشفى وبذلك تصبح عديمة الفائدة .أما التحاليل والفحوصات والاشعه خارج المستشفى فأسعارها ليست بمتناول اليد بالنسبة لمريض يحتاجها بشكل شبه يومي وعلى مدى سنوات طويلة .هذا بعض ما يمكن لنا أن نجمله من وجهة نظرنا كأولياء أمور حول الجانب الفني لهذه المعاناة .
الجانب الإنساني
لكي تتضح لنا الصورة بشكل أفضل يجب أن تكون لدينا فكره عن حاله العائلة بعد تشخيص المرض لدى طفلها ودخوله المستشفى وكما يلي :
1- على الأم أن تعد نفسها للانقطاع عن بقية أطفالها ولفترات طويلة قد تمتد الى عدة أشهر وربما اضطرت الى فطام طفلها الرضيع مجبره وإيداع باقي الأطفال لدى الأقارب والجيران أو حتى توزيعهم على أكثر من بيت . 2- وعلى الأب ولضرورة تواجده في المستشفى ليلاَ ونهاراَ ( بالأخص المحافظات ) أن يتخلى عن عمله وكل ارتباطاته والتفرغ للدوام في المستشفى كما لا يفعل أخلص الموظفين في اشد الدوائر التزاماَ .وما ورد أعلاه يرتب التالي :-أ-تمزق العائلة وإهمال البيت ومن فيه وما فيه .ب- انقطاع المورد المادي للعائلة لعدم وجود المعيل بالأخص للإباء الذين يعملون كأجراء بأجر يومي أو شهري وليسوا أصحاب عمل وغالبية ذوي المرضى من الكسبة الذين يكدحون لتوفير قوت يومهم فقط .جـ- زد على هذا أن المصاريف الجديدة ( علاج – تحاليل – فحوصات – أجور نقل ) ستزيد من التزامات الأبوين فإذا علمنا أنهم أساساَ كانون يقتاتون بالكاد قبل مرض طفلهم فلنا أن نتصور مدى المعاناة والضغط النفسي الشديد المترتب على ذلك حتى وصل الامر بالكثيرين الى الوقوف عاجزين عن متابعة العلاج وأخرجوا أطفالهم وعادوا الى بيوتهم والالم يعتصر قلوبهم .وحدث أن قمنا أكثر من مره بجمع مبالغ بسيطه في ما بيننا وأعطائها الى الاشد حاجة منا رغم أن الجميع متساوين في المعاناة .ولا ننكر هنا ورود بعض المساعدات من الاشخاص أو المنظمات الانسانية أو المراجع الدينية أو الاحزاب ولكنها غالباَ لا تصيب الهدف رغم حسن نية المتبرعين وسبب ذلك بكل بساطة عدم اطلاع المتبرع على الاحتياجات الحقيقية للمرضى وذويهم وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر فيما يلي بعض الإشارات الغايه منها للتوضيح فقط مع أحترامنا وشكرنا الجزيل لكل السادة المتبرعين .1- ماذا يفعل طفل أعمى بأدوات الرسم .2- ماذا يفعل طفل جائع ببطانية في عز الصيف . 3- ماذا يفعل أطفال يأنون تحت العلاج الكيماوي المركزالذي أفقدهم رشدهم ماذا يفعلون بكتب المناهج الدراسية ومن كان في سن المدرسة منهم فارقها الى الابد .4- ماذا يفعل طفل بعلبة حلوى وقد منع من السكريات طبياَ وهو بأمس الحاجة الى علبة حليب أو حتى نعال يدخل به الحمام .وما ذكرنا أعلاه هو بعض ما ورد الينا من تبرعات وأكرر شكري بأسم كافة أخوتي في هذه المحنه ونعذر المتبرعين لعدم أطلاعهم كما ذكرنا سابقاَ .وأننا نلاحظ وبأسف شديد ومراره متناهية الاهمال الواضح والصارخ من قبل حكومتنا الموقره التي يفترض أنها المسؤوله عن كل صغيرة وكبيره لمواطنيها ومنهم هذه الشريحه الظلومه .زارنا السيد وزير الصحه يوم السبت 28/6/2008 وقد منح مشكوراَ كل مريض تواجد في هذا اليوم بالمصادفه مبلغ (220)الف دينار علماً أن يوم السبت هو اليوم الذي يتواجد فيه أقل عدد لكونه نهاية أسبوع العلا ج وهو عطله رسميه بينما يوم الاحد هو الذي يشهد الزخم الاشد وبذلك فاتتنا فرصه التحدث الى سيادته ورغم أن هذه المبادره تستحق الشكر الا أنها أيضاَ أخطأت الهدف لسببين .أولاَ – المبلغ على تواضعه بالنسبة لامكانيه وزاره خدميه في العراق لم يشمل الجميع وتركت الصدفه وحدها تقرر .ثانياَ – لم نلاحظ أي تغير ولو طفيف فيما ذكرنا في هذا التقرير لا على الصعيد الانساني ولا على الصعيد الفني بعد الزيارة لذلك فعتبنا على معاليه كبير وكبير جداَ .
وأخيراَ نضع هذه التساؤلات المدرجة أدناه بين يدي كل مسؤول في الدولة أو المرجعيات الرشيد أو الاحزاب أو المؤسسات الانسانية وكل صاحب ضمير حي أي كان أنتمائه أو منصبه ونرجوا التفضل بالأجابه عليها ونحن بانتظارها :الى من نتجه وأي الأبواب نطرق ؟؟؟ كيف نتصرف وقد تراكمت علينا الديون والكثير منا باعوا ممتلكاتهم ؟؟؟؟كم ستطول مدة هذا العذاب وهذه المعاناه ؟؟؟؟أي جهه في الدوله هي المسؤوله عن مثل هذه الحاله وكيف لنا الوصول اليها ؟؟؟؟
السؤال الاخير والاهم موجه الى دولة السيد رئيس الوزراء المحترم : هل نحن عراقيون ؟! أذا كنا كذلك لماذا لاتهتم بنا حكومتنا المنتخبه ولمن انتخبت أذا لم تلبي حتياجات ناخبيها الملحه ؟ وأذا لم نكن عراقيون فلماذا لا يتم تسفيرنا الى الجهه التي تعتقد الحكومه أننا نتمي اليها لعلها أن تكون أكثر رحمه بنا ؟
سلام الله عليك ياسيدي يا أمير المؤمنين وأنت القائل (( كيف أبيت مبطاناَ وفي المسلمين من لا عهد له بالشبع ))حسبنا الله ونعم الوكيل
أولياء أمور الأطفال مرضى السرطان 07801133269 عنهم / صالح مهدي عريبي الفحام تم أعداد التقرير طبقاَ للمشاهدات اليومية موبايل/ 07801403801 ليث الصالحيوبالتشاور مع أولياء الأمور 7/7/2008
https://telegram.me/buratha