انت والمسؤول

رسالة الى السيد وزير التربية والتعليم

2986 15:57:00 2008-02-16

بسم الله الحمن الرحيم

السيد وزير التربية والتعليم المحترمالسلام عليكم

ذهبت الى مدرسة متوسطة البنات لحضور مجلس ألآباء والمعلمين , حيث تبلغت لحضور هذا المجلس . وجدت نفسي مشدودا لهذا المؤتمر للهدف الذي سيعقد من اجله اولآ , ولاني قد تخرجت من نفس البناية عندما كانت اعدادية البنين تشغلها في بداية سبعينات القرن الماضي ثانياً . فوجدت البناية قد اكل عليها الدهر وشرب , وكذلك الرحلات (ساعد الله من يجلس عليها من حيث منظرها ) , فهي لم تر الطلاء منذ أن دخلت المدرسة !!. والسبورة التي هي عبارة عن لوحة خشبية خشنة مصبوغة والطباشير الذي يصبغ اليد وغباره يتناثر على ملابس المعلم والتلاميذ ... وكأنها من التراث المُعتز به !!!

رجعت بيه الذكريات الى نهاية ثمانينيات القرن الماضي عندما دخلت دورة في علم النفس التربوي في جامعة بغداد , وذكر لنا مدرس مادة علم النفس , ان أختبارات الذكاء اثبتت لنا الطفل العراقي أكثر ذكاءا من الطفل الامريكي لعمر ( صفر-6 )سنوات . بعد السادسة تنقلب الاية ويتغلب الطفل الامريكي على قرينه العراقي , ( ولاشك الكلام هنا يدور حول الذكاء المكتسب ) . وعندما استفسرنا عن السبب , قال المرحلة الاولى من عمر الطفل , هي مرحلة الاحتضان العائلي , والطفل عندنا اوفر حظا من الطفل الامريكي . اما بعدها فأحد اهم الاسباب هي المدرسة او( عملية التربية والتعليم ) , فهي عندنا متخلفة كثيرا عما لديهم . وهذه حقيقة يتحدث عنها الجميع ولمستها بنفسي عندما كنت ادرس بعض المواد الهندسية في الكلية البحرية – القسم الهندسي , حيث ان معدل الطالب المقبول في القسم يقارب معدل زميله المقبول في كلية الهندسة /جامعة البصرة لكن كثيراً منهم رديئ الخط او يخطأ املائيا !!!. وهي أيضاً حقيقة لمسها من سافر الى احدى دول اوربا او امريكا للدراسة . ان عملية التربية والتعليم هي ببساطة عملية ( ارسال او إيصال رسالة الى ُمتلقي ) كما يُعرفها علم النفس التربوي وترتكز على ثلاث ركائز أساسية هي : أ- المعلم وهو ( مُرسل الرسالة ) ب- منهج المادة التدريسية أو ( التعليمية ) وهي الرسالة المُرسلة . ج - المتطلبات المادية للعملية التعليمية مثل بناية المدرسة ,اثاثها , وسيلة الايضاح , مختبر الكمياء والفيزياء وتعلم اللغة ...الخ التي تساعد في ايصال الرسالة للمتلقي. ولكل من هذه العناصر تأثيراتها على نجاح عملية التربية والتعليم . وبقدارتذليل تأثيراتها السلبية تكون درجة نجاح عملية التربية والتعليم . . - المعلم : ليس خافيا على احد ان اعداده لم يكن بالكفاءة المطلوبة خلال العقود الاربع الماضية , هذا من جهة , والذين أُعيدوا للخدمة, وقد تركوا ممارسة التعليم او التدريس فترة لابأس بها من الزمن وقد مارسوا مهن أخرى من جهة ثانية . جميعا بحاجة لتأهيل وتطوير وتغذيتهم بما يحتاجونه من علوم لتنشيط معلوماتهم ولرفع كفائتهم التعليمية ( إضافة للاختصاص الذي يمارسه المعلم الذي بحاجة لتوسيع مساحته العلمية ليكون عطاءه اثمر ) . وحبذا لو تضاف مادة تربية اسلامية اواية مادة تربوية ترفع القيم الاسلامية لدى المعلم حيث كثيراً ما نسمع ( ان من المعلمين من يتهاون في تعليم المادة الدراسية وقد يصل التهاون لحد المساعدة لتسهيل عملية الغش للطلاب !!!)... وهكذا دورات اخرى للمناصب الادارية مثل (معاون مدير مدرسة , مدير مدرسة , مشرف تربوي ... الخ ) , لرفع كفائتهم ايضاً. ومن الامور التي تؤثر سلباً على العملية التعليمية هي الحالة المادية والاجتماعية للمعلم . فمشكلة السكن وتدني الرواتب قد اصبحت معضلة يعاني منها المعلم بشدة وتاثيرها ليس بخافية على احد ( اليس هذا هو عمل لقتل مبدأ الدافعية عند المعلم ؟ ) . فكيف يؤدي رساته من كان دخله الشهري لايكفي لمتطلبات عائلته الانسانية وليس لديه مسكنا يأوي اليه في المستقبل المنظور؟ . علماً ان للعراق كانت له تجربة ناجحة في البناء العمودي للوحدات السكنية بالبناء الجاهز بالتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال وهوالان بحاجة ماسة اليه لاختزال الزمن و الاستفادة من الخبرة الفنية . المناهج التعليمية : إن بناء المناهج التعليمية كبناء الهرم المقلوب , يبدا من الصفر تقريبا , في ( رياض الاطفال والتمهيدي ) لينتهي بقاعدة من المعلومات , التي يفترض ان تكون رصينة , يتخرج بها الطالب من الاعدادية ليدخل بها الجامعة . والبناء لابد ان يكون متجانس ومترابط مع بعضه البعض ونقصد به ( المواد التعليمية والتدريسة ) . ان رياض الاطفال تفتقر الى الاهتمام المطلوب إلا في بعض مناطق العاصمة !!! , وربما المحافضات . اما في النواحي والاقضية فلا يوجد الاهتمام المرجو هذه حقيقة يعرفها الجميع , وإن وجدت روضات في الاقضية والنواحي فلا تسد الحاجة المطلوبة . اما المناهج الدراسية الاخرى ( لمراحل الابتدائية , المتوسطة والاعدادية ) فقد أُشرت الهفوات كثيرا من ذوي الاختصاص واملنا باعداد مناهج بعيدة عن الحشو الغير علمي والاطناب المجافي للحقيقة وذات عبارات سلسلة ومهضومة من قبل المُتلقي وتحقق الهدف المطلوب . بناية المدرسة واثاثها : إن بناية المدرسة المبنية من الطين والمسقفة بالخشب وساحة المدرسة التي تتحول الى بركة من الطين والوحل لا زالت تتحدى الزمن والمعنيين بالتربية والتعليم في بلدنا. والبنايات ذات الدوام المزدوج والثلاثي فهي من المألوفات . وعدد التلاميذ الذي يقارب حد الأربعين او يتعداه فهو من المألوف ايضا ( كيف لمعلم او معلمة ابتدائية يتمكن من الإيفاء بواجبه التعليمي في حصة زمنها اربعين دقيقة وعدد التلاميذ اكثر من اربعين تلميذاً ؟!! ) . اما التدفئة في الشتاء الذي تقارب درجة الحرارة فيه الصفر المؤي , والتبريد في الصيف الذي تصل فيه درجة الحرارة قرب الخمسين درجة مؤية فهو من الكماليات في نظام التربية والتعليم عندنا !!!. والطلاب عليهم ان يؤدوا الامتحانات النهائية في هكذا ظروف !!!. كل هذه الاموروما سبق لها تأثيراتها السلبية على طرفي العملية التعليمية التلميذ والمعلم وبالتالي على مجمل العملية التعليمية . وهي اهم الاسباب التي جعلت ذكاء التلميذ الامريكي يفوق ذكاء قرينه العراقي . ومما لايختلف عليه اثنان أن تقدم الامم والشعوب يمر من خلال احكام عملية التربية والتعليم ...

متطلبات التربية والتعليم :أن التربية والتعليم تمتاز باهميتها وخطورتها في حياة الامم والشعوب فهي اساس تقدمها ورقيها الثقافي والعلمي وأستقرارها الامني والسياسي . واحكام مفاصلها سيكون له الاثر الايجابي في ذلك. لذا هي بحاجة لمؤتمر علمي من ذوي الاختصاص والمهتمين بها , لاغنائها بالنقاشات العلمية . وللخروج بورقة عمل علمية وعملية تكون بمثابة خارطة طريق بجدول زمني منظور. لتكون كل مدرسة من مدراس العراق ( إن شاء الله وبهمة الغيارى من ابناءه ) هي نموذجية في بنائها وهيئتها التعليمية ومنهجها التدريسي وأثاثها التعليمي ... لانه حقٌ شرعي .. ودستوري .. وانساني .. واخلاقي ..وقل : ( أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العلي العظيم .

وتقبلوا فائق التقدير والاحتــــرام

العميد المهندس فوزي محمد جاســـم البلداويضابط من الجيش المنحــل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ماجد
2008-02-28
الله يساعده وزير التربيه يا اخي كم مرة طلع على التلفزيون وكال يا اخوان اني يعطوني مبلغ معين من المال يكفي لبناء او ترميم عدد معين اي ما اتكلي البقيه منين يبنيها وهل ان التربيه صارت فقط بناء مدارس خو يعطوها موقتا لوزارة الاعمار حتى تكمل بناء المدارس كلها وبعدين يعينون وزير التربيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك