( ابا زينب اللامي )
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِوَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. سورة البقرة - سورة 2 - آية 155
السادة رئيس وأعـضاء مجلس النواب ، السيد رئيس الجمهورية ، السادة نوابه ،السيد رئيس مجلس الوزراء ..السيد مقرر حقوق الانسان الدكتور صاحب الحكيم ... المحترمون
مما لا يخفى على الكثير منكم أن نخبة من المجاهدين والمخلصين من أبناء العراق الغيارى ذاقوا طعم مرارة الغربة وفقدان الوطن والاحبة ، أبان الفترة المظـلمة من تأريخ العراق والتي تجاوزت الثلاثة عقود ، الى أن من الله عليها بتحقيق حلم الصابرين بسقوط الصنم وكسر ساقـيه وخلع رقبته.
وكم من هؤلاء الغيارى كان يقضي نهاره في عواصم الغربة ساعين ، بما أستطاعوا اليه سبيلا ، لفضح مكنون الصنم والعمل على تهديمه. يقضون لياليهم في ذكر الرحمن ، صابرين على المكاره يقلب أحدهم ما بين يديه ليعد حقيبة السفر الى المجهول في المحطة القادمة من أجل الاستمرار في قول كلمة الحق لسلطان جائر .... لا يطبق جفنيه التعب وطول السهر ، متأملا او متألما ، لا يرجو الا الله سند ومعين ... وكم كان حمل الكتف عظيما لهؤلاء اللذين فروا بأبناءهم أو للبعض ممن رزق الذرية وهو يعيش مرارة الهجرة الاجبارية بعيدا عن الوطن.
ولا يخفى كذلك على المخلصين اللذين عاشوا هذه التجربة أن أبنائهم لم يحصلوا ، وبسبب ظلم الهدام وزبانيته ، على وثيقة الهوية الوطنية ( الشهادة الجنسية ) او ما يسمى بدفتر النفوس أو هوية الاحوال المدنية ( الجنسية) ، بالرغم من أن أباءهم كانوا ولازالوا يحملونها ، في أحسن الاحوال ، أو أن الكثير منهم غادر الوطن كرها ولايحمل الا القليل من الزاد ، ناهيك عن فقدان بعضهم لوثائقهم أثناء السفر.
وأن من المجاهدين اثروا العيش في البلدان التي منحتهم وعوائلهم ، جوازات سـفر تلك البلدان و حقوق المواطنة في التعليم والصحة وحق الانتخاب. وأن البعض أختار العيش في الدول العربية لعدد من السنين أثر بعدها العودة الى البلدان التي تحترم حقوق الانسان وتعمل به ، بعد أن واجهته معضلة الحصول على جواز سفر أو وثيقة تسمح ولو بدخول أبناءه في مدارس تلك البلدان التي تدعي العربية او العروبة واحترام مواثيق حقوق الانسان!!!.
وبعد تلك السنين العجاف والتي أجبر فيها المخلصين خط ما يحتاجه جواز سفرهم بأناملهم ، زاد وكما تتذكرون حجم تلك الموجات من المهاجرين في منتصف الثمانيات. غير أن جهود وضغوط العديد من الدول التي أستضافت تلك الموجات ، أجبرت النظام البائد على منح جوازات سفر للذين انتهت صلاحية جوازاتهم ، شرط أبراز شهادة الجنسية العراقية .
لم يكن ذلك القرار حبا برجالات وعوائل المهجر أو تسهيلا لأمرهم ، لكنه كان يستهدف أزالة حجة أساسية أعتمدها الكثير في المهجر من أجل التعريف بفقدانهم لحقوق المواطنة ، الامر الذي يؤلهم للحصول على حقوق المعرفين " دون وطن" في مواثيق الامم المتحدة ، من تلك الدول التي تحترم تلك المواثيق... وليس في ذلك ما يخفى عليكم ، عندها حمدت الله على الفرج وقلت أن الله مع الصابرين.
من المؤسف انك تسمع ان سفارتنا في لندن تمتنع عن تمديد مدة صلاحية الجواز من فئة () حتى لابنائنا الطلبة اللذين يحملون الاقامة البريطانية في جوازاتهم الصادرة من سفارة أخرى وتحت نفس الضروف ، وكذلك يرفظون طلب أبنائنا للحصول عل جواز سفر من فئة () الا أذا قدموا شهادة الجنسية العراقية وهوية الاحوال المدنية التي لايمتلكونها اصلا للاسباب التي بيناها. وأنها أي سفارتنا في لندن ، لا تأخذ بوثائق المواطنة التي يمتلكها الاباء ، وتصر في تعليماتها على أن يبرز الابناء وثائقهم في حين أن الكثير منهم لم يشم تراب الوطن بعد ، بسب الضروف المأساوية التي يعيشهاعراقنا الجريح..
أن وضعا كهذا أثار في مخيلتي تلك الصورة المقززة لباب السفارة العراقية ، وتلك اليافطة النحاسية التي كنا نقف أمامها نصرخ ضد الجلاد ، ويذكرني بتلك اللحظات المخيفة التي كنت أمر بها حين كنت أذهب خلال السنين الاربع لدراستي في نهاية السبعينات لتجديد جواز سفري ، خوفا من الاختفاء في سراديب تلك السفارة ، والتي وجدت مملوءة بالسلاح بعد سقوط الصنم.
أن هذاالتعبير عن صوت العقل ، مفاده هو انني أعلم علم اليقين وأعيش وأشترك في الدفاع عن المواطنة ومعناها المقدس كما دافع المستظعفين من أبناء بلدي عن قيمهم أمام جبروت الطغاة بالرغم من قلة الزاد وبعد السفر وكثرة الاعداء ، ناهيك عن ما يقره دستورنا والقوانين المعمول بها قبل وأثناء وبعد سقوط الصنم ، الدستور الذي منحه أكثر من أثنا عشر مليونا من العراقيين أصواتهم ودمائهم ، ووقف أبنائهم طوابير لتأكيد ذلك بأصابع بنفسجية متحدين أعداء العراق.
ومما لايخفى على كل عراقي ، فأنه ، وبحكم الدستور الجديد وقوانين الجنسية المعمول بها الى يومنا هذا ، فأن تحقيق مواطنة الابن ( ذكرا أم أنثى ) مرتبط بمواطنة أمه وأبيه ، وأن أمتلاك الاب لشهادة الجنسية العراقية وهوية الاحوال المدنية يؤكد مواطنة أبناءه وحقهم في الحصول على نفس تلك الوثائق ، وأن عدم تقدم الابناء بطلبها لضروف يعرفها كل الاخوة المتصدين للعمل السياسي ، لا يسقط المواطنة عنهم وعن أبناءهم ، قطعا. وأن من السفارات من يفهم هذا الامر ويحترمه ويقوم بتقديم حقوق أبنائنا في منحهم للجوازات او تمديدها.
كذلك أود الاشارة وبحكم القانون ، أن جواز السفر لا يلغي أو ينوب عن شهادة الجنسية بالرغم من أن أصداره لا يتحقق الا بدونها. من هنا يمكن القول أن جواز السفر وثيقة ثانوية لا تحقق المواطنة ، بل هي حق طبيعي يمنح للعراقي بعد تحقيق مواطنته.
أن أجتهاد السفارة العراقية في لندن في تعريف المواطنة يخالف الفقرتين الاولى والثانية من المادة 18 من الفصل الاول من الدستور واللتين تنصان على:
أولا : الجنسية العراقية حق لكل عراقي وهي أساس المواطنة.ثانيا: يعد عراقيا كل من ولد لاب أو أم عراقي.
وكذلك يخالف هذا الاجتهاد ، قوانين الجنسية التي تمنح أبنائنا هذه الوثيقة عند ثبوب مواطنة والده أو عماته أو أعمامه أو اولاد عمومته ، لذا وجب على السفارة العراقية المحترمة وبقية الجهات الرسمية خارج العراق أحترام وقبول وثائق المواطنة للام والاب بديلا عن وثائق الابناء تطبيقا للدستور والقوانين المعمول بها.
ونحن من هذا الممبر ومن مسؤولية الاستمرار بالدفاع عن العراق ومستقبل أبناءه ، نطالب الاخوة اللذين منحناهم، وأبنائنا وعشيرتنا ، أصواتنا من أجل الدفاع عن العراق وأبناءه البرره ، نطالب أعضاء مجلس البرلمان والقادة السياسين والسلطتين التنفيذيتين الرئاسية ومجلس الوزراء الموقرتين والعاملين على الدفاع عن حقوق الانسان العراقي ( وأخصهم بالذكر المجاهد الدكتور صاحب الحكيم أدام عزه) ، أن يحيطوا هذا الامر جل اهتماهم في التأكيد على أحترام النصوص الدستورية والقوانين المعمول بها ، في تعريف المواطنة ، وعدم ترك أبناءنا لامواج تجرهم الى الابتعاد عن ساحل الوطن وتدفع بهم الى قاع الهجرة السحيق ، وهذا ما يصبوا اليه المتربصون.
وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
https://telegram.me/buratha