عمار الجادر
الحدود الجغرافية، ما هي الا وهم وضع لسهولة الادارة فقط، اما التقسيم الحقيقي فيكمن في ان الانسان هو الخليفة في الارض، ولا يحق لاحد ان يدعي الملكية المطلقة للارض.
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار؟!
كان هذا النداء منطلقا لثورة فكرية، عمد من في نفسه مرض العبودية بشقيها سيدا كان ام عبدا الى تذويب معناها، بينما شن الدين الاسلامي حملة واسعة لترسيخ هذا المفهوم البديهي من المفروض، وبين ذلك في دستوره المفروض على كل من يدعي التدين بالاسلام، بل حتى في الاديان السابقة ولكن ما يهمنا هو الاسلام، حيث ثم خرق للهوية الاصلية والالتزام بها حدثت في دولة تدعي الاسلام، ولا نعلم من اي حق انطلقوا.
ان حادثة سحب الهوية البحرينية، من الشيخ عيسى القاسم، وتهجيره من وطنه الاصلي المحدد بجغرافيا ادارية وهمية، تجعلنا ان نفكر مليا، من سحب الهوية عن من؟!
هناك دول تدعي الانتماء لدين الاسلام، وبالادق هناك سلالات حاكمة عينت نفسها اسياد للعالم دون حق، ففي الاسلام وحسب دستوره القرآن الكريم، لا توجد حدود مطلقا في الارض، وهذا منطلق من بديهية ان الانسان مطلقا هو الخليفة في الارض دون تحديد جغرافي، ولكل خليفة هناك حجة من نفس جنسه، وصفهم القرآن بالمنذرين وهم الرسل والانبياء، والهداة وهم يلازمون كل عصر وكل قوم، ومن الملاحظ انه لم يقل ملوك او سلاطين.
بأي دستور او منطلق تعكز حكام البحرين بخطوتهم تلك؟! والجواب الاكيد هو المنطلق الاستعلائي المفسد في احترام الصفة الادارية الموكلة لهؤلاء، وبالتالي فأن هذا التصرف الاهوج ازال الهوية بشتى انواعها عن حكام البحرين، فالهوية الادارية لا تمنحهم الحق لان الشيخ القاسم هو من وضع دستور دولة تدعى البحرين، والهوية الاسلامية كما بينا لا تعطي الحق لأي نظام ان يسلب حرية السكن في اي بقعة من الارض، بالتالي فحكام البحرين لا هوية لهم.
اي دولة اخرى تريد ان تسقط هوية الاسلام عنها فلتفعل، وكذلك علينا ان ندقق لمن منحت الهوية؟!
لمجرد التفكير من سماحة الشيخ باختيار العراق محطته التالية، هو فخر بحد ذاته، يجب ان تبينه الحكومة الادارية بشقيها التنفيذي والتشريعي، وعليهم بيان ذلك بخطابات رسمية، والترحيب بأوسع نطاق بالشيخ القاسم، وذلك لكي يثبتوا هوية الاسلام المنصوصة بالدستور الوضعي علاوة على الدستور الشرعي للمسلمين، اما الدول التي ساهمت في عملية تهجير الشيخ القاسم، على شعوبها ان تبحث عن هوية ادارتها فبالتأكيد ان الاسلام لديهم حبر على ورق.
بعملية جريئة تخلت ادارة البحرين عن هويتها الاسلامية، بينما حافظ الشيخ عيسى القاسم على كلتي الهويتين، الادارية كان اول من اسس دستورها الوضعي، والاسلامية حيث انتقل الى ارض اخرى لاداء مهمته الخلقية، وهكذا يبرهن الشيعة من جديد انهم احرص الناس على الهوية الاسلامية.
https://telegram.me/buratha