محمد كاظم خضير
ظهر الشيخ المجاهد علي سلمان في البحرين ليكون آية من الله لنا وحجة ملقاة علينا. رغم أنه كان على وشك الارتقاء في معركة الثبات والدفاع عن حقوق اهله في سجون ال خليفة إلا أن الشهادة اقتربت منه هامسة في أذنه:(ليس الآن مازال أمامك مهمة أخيرة ).
( الشيخ علي سلمان ) و قصة الحكم على المؤبد هي واحدمن قصص كثيرة سمعنا عنها منذ بداية الثورة الاحرار في البحرين متمثلة عن قوة أحرار البحرين شدة وبأس وإيمان ووعي المجاهدين في ساحات التظاهرات البطولة والكرامة الذين لايخضعهم هذه الأحكام الجائرة .
لكن هنا وفي هذا المقام تغيرت بعض الأحداث واختلف الأمر .
فنحن أعتدنا أن نرى وجوه أولئك الأبطال على شاشات التلفاز ونسمع وصاياهم المسجلة قبل ارتقائهم ورحيلهم إلى السماء.
نسمع عنهم وعن حكاياتهم وبطولاتهم وآيات الله وتأييده من ذويهم أو رفاق دربهم الجهادي .
لكن حكاية الحكم ( الشيخ علي سلمان ) هو من عاد بثورة البحرين ليحكيها ويسرد وقائعها خطوة بخطوة جاء الحكم هدفهم القضاء على رموز ثورة البحرين ولكن لحكمة إلهية عظيمة أصبحت بهذا الحكم ثورة البحرين آية للناس .
كان الحكم جاء ليذكر الله أحرار العالم بثورة البحرين المنسية عند ضمائر الناس ليوقض من جديد من نام عن هذا الثورة كتذكيربأصحاب الكهف وصحوتهم من نومتهم الطويلة داخل الكهف، فأصحاب الكهف حظوا بالعناية الإلهية والتأييد قبل نومتهم وهم نائمون أيضا في كهفهم وكانوا معجزة ذلك الزمان .
الشيخ علي سلمان حظي بذلك الدعم والتأييد وهو في ساحات التظاهر وهو يضرب ال خليفة بيديه المجردتين إلا من كلامه في الخطب في مقابل ترسانات بشرية وحديدية فأرعبهم وقذف في قلوبهم الرعب كما حصل مع أصحاب الكهف حينما أرعبوا عدوهم وهم نيام بقوة الله وبأسه.
عادت ثورة البحرين الى الواجهةمن جديد بهذا الحكم الجائر كما عاد أصحاب الكهف وتبارك بهم القوم، والتفوا حولهم ليسمعوا قصتهم وما جرى معهم وهم يقارعون ظلمة عصرهم ويجاهدون في سبيل الله، عادوا وكان لحكم أثرها في النفوس ليتيقن من في قلوبهم شك أو ريب تجاه قوة الله وتأييده لأوليائه.
ان هذا الحكم بحق الشيخ يحكي لنا بصمته قبل حديثه عن تأييد الله له ومنحه الغلبة والتمكين على عدوه الذي ارعبه هذا المجاهد الشيخ علي سلمان لكي يتخلصو من هذا الرعب بإصدار هذا الحكم، فبمجرد النظر إليه، وهو بذلك الجسد النحيل والوجه المضيء بنور الإيمان المرهق من ظلمة المكان سجون ال خليفة ترى أنه آية الله في عصره ليضعنا أمام عيوبنا ويقيم علينا الحجة ويحملنا المسؤولية وجوب نصرة ثورة البحرين .
كان من فتية الكهف الذين علموا قومهم دروساً ورسموا لهم منهجية عظيمة لمواجهة اعدائهم .
كان شيخ علي سلمان يقول لنا لا تنظروا إلى ال خليفة ولا إلى ما يملكه، بل أنظروا إلى أنفسكم هل ارتقت بوعيها وإيمانها لتكونوا بمستوى أن تمنحوا التأييد من الله والتمكين والغلبة على عدوكم .
كان الشيخ علي سلمان يقول لنا في هذا الحكم يجب أن تملأوا قلوبكم حبا لله وثقة به وبنصره ولا تلتفتوا لضجيج ال خليفة ولا تخافوا من مكره وكيده كي تكملوا طريقكم في معركة التحرر البحرين من قوى الاستكبار الاستكبار .
كان الشيخ علي سلمان بهذا الحكم الجائر ضده من قبل ال خليفة يقدم لنا دروسا عظيمة في كيفية الثبات وعدم اليأس وإن كنا في اصعب المواقف وأحرجها، فكما تغلب هو على ترسانات العدو وجيشه بكلامه جعلها الله أشد عليهم من الصواريخ، فسيحصل نفس الشيء معنا في كل تحرك نتحركه في طريق التظاهرات المقدس ضد أعداء الله آل خليفة، لكن لن يكون لنا ذلك إلا إن كنا مثل شيخ علي سلمان بروحيته وإخلاصه وقوة إيمانه وثباته وتحديه لكل الصعاب للوصول إلى هدفه وغايته.
فهل سنفهم هذه الدروس ونستوعبها جيدا ?
هل سنضع تلك الآية وتلك المحطة الإلهية أمامنا لنسير على منهجيتها في تحركنا?
هل سنصبح بوعيه العالي الذي جعل منه أسطورة الثوار سنظل نحكيها وتحكيها أجيالنا?
هل سنصنع ونزرع ونتحرك ونعد لهم العدة في كل جبهات مواجهتنا لحكم ضد الشيخ علي سلمان ؟
أم أننا سنظل مكاننا نتنازع أمرنا بيننا؟
https://telegram.me/buratha