معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

العربية الغاضبة تهجر بلاد العرب

1887 21:11:37 2016-06-11

لملمت جراحها قبل أن تحزم حقائبها وتستقل طائرة حملتها مع طفليها الى بلاد الغربة, تاركة خلفها أبا ومعلّما يرزح خلف القضبان, وأمّا أرضعتها المقاومة والصمود, وشعبا مضحيا صابرا طالما دافعت عن حقوقه العادلة, ودفعت ثمنا غاليا هي وعائلتها في طريق الدفاع عنه. 

عائلة تحكي معاناة شعب توزّع أبنائه بين المقابر والمعتقلات والمنافي. إنها العربية الغاضبة زينب الخواجة إبنة عميد حقوقي البحرين عبدالهادي الخواجة, الذي أصدر عليه النظام الحاكم في البحرين حكما بالسجن المؤبد, لأنه طالب بحقوق شعبه في العدالة والمساواة وتقرير المصير.

زجت بها السلطات الحاكمة في البحرين في السجن مرات عدة, غير انها فشلت في كسر إرادتها, كانت تزداد قوة وصلابة كلما خرجت من المعتقل, منعوها من لقاء والدها فأطلقت تلك الصرخة المدوية المنادية بسقوط طاغية البحرين, خرقت بتلك الصرخة قوانين الغاب الحاكمة في بلاد العرب, فساقوها الى المحاكم التي لا تفوح منها سوى رائحة الظلم الكريهة.

وقفت امام الحاكم الخليفي مستجمعة قواها ومستوحية من اسمها معاني البطولة والشجاعة لتمزق صورة ملك زائف لو كان واقفا امامها لقطعته إربا إربا, وهو الذي قتل العشرات وملأ سجون البحرين بآلاف المعتقلين , وحاصر مئات الآلاف من البحرانيين وضيّق عليهم سبل عيشهم, واستورد الأغراب من سقط المتاع ليتمتعوا بخيرات أرض أوال التي حرّمها على اهلها الأصلاء الذين أضحوا أغرابا فيها.

وقفت كاللبوة وهي تطلق تلك الصرخة أنا حرّة وابنة رجل حرّ وسألد ولدا حرّا خلف قضبان السجن فكد كيد واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا. أسقط في يد النظام الذي باع نفسه ورهن سيادة البلاد بيد أسياده في الخارج. جائته الأوامر بإطلاق سراحها, ماطل أكثر من خمسين يوما في تنفيذها لكنه رضخ أخيرا مدّعيا أنه أطلق سراحها لدوافع إنسانية حفظا لماء وجهه.

بانت دوافعه الإنسانية على حقيقتها بعد أيام قلائل, وعندما استقلت الطائرة التي أقلتها بعيدا الى بلاد اسكندنافيا, لتحط الرحال في كنف بلاد تحكمها ملكة تحترم الإنسان وحقه في التعبير عن رأيه فلاتعاقب من يهتف بسقوطها او يمزق صورتها, فحازت على إحترام ومحبة شعبها, واما من صادر حقوق شعبه فصوره تمزّق وتداس تحت الأقدام.

تركت زينب البحرين وبلاد العرب التي ضاقت بها مرغمة, تركتها حاملة معها ذكرياتها وقضية شعب ستدافع عنه في المحافل الدولية, وعيونها ترنو نحو موطن اجدادها الذي استباحته عائلة غازية, إنتهكت الحرمات وسفكت الدم الحرام وحكمت البلاد بالحديد والنار, ولم تعتبر بمصير من سبقها من الطغاة العرب, الذين تناثروا بين المقابر والسجون عندما تفجّر الغضب العربي في وجوههم كذلك المكنون في نفس العربية الغاضبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك