معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

حركة احرار البحرين الاسلامية:الثابت الاساس في الثورة: اقامة نظام يمثل الشعب بديلا للحكم القبلي البالي

3176 07:07:15 2016-05-07

حينما انطلق شباب الثورة في انتفاضتهم التاريخية المظفرة بعون الله ، انما أسسوا ذلك على موقف شرعي يفرض على المسلم رفض الظلم ومقارعته، واقامة العدل استجابة لامر الله تعالى "ان الله يأمر بالعدل والاحسان"، وللتأكيد القرآني: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ، (الحديد، 25). ولان الحكم الخليفي جائر، يمارس الظلم بابشع صوره فقد اصبح على المؤمنين بالله التصدي له واستبداله بنظام يمارس العدل كهوية ثابتة لا تتغير. وبذلك اصبح الحراك مؤسسا على توجيهات دينية من جهة وشعور عميق بالانتماء للانسانية. ولذلك كانت ثورة شعب البحرين جامعة وشاملة، تحتضن ابناء الوطن وتتسع لكل من يشعر حقا بالانتماء للانسانية. لم تفرق ثورة البحرين يوما بين المواطنين، فالجميع امام القانون سواسية، في الحقوق والمسؤوليات، وليس لاحد فضل على احد. وقد تعلم الثوار من القرآن الكريم مقاييس التفضيل وفق الرؤية الايمانية "ان اكرمكم عند الله اتقاكم". وشهدت الاسابيع الاولى من الثورة عندما اعتصم الشباب في ميدان اللؤلؤة نمطا متميزا من التعايش والتحاب والتلاحم والاحترام المتبادل، مفعم بالحب والايمان، وبعيد عن البغض والكراهية. غير ان الطغمة الخليفية الفاسدة أبت ان تستمر روح الاخوة والاحترام والحب بين ابناء الوطن الواحد، فعمدت، كما فعلت في السابق، لتفريق كلمة ابناء الوطن، وطرح رموز الحكم الخليفي اولى خطوات الانقلاب على الثورة، وفق ما طرحه التحالف غير المقدس بين قوى الثورة المضادة. فكانت الطائفية السلاح الامضى الذي اعتقدوا انه سيلغي مشروع التغيير وسيدخل امة العرب والمسلمين فتنة عمياء تأكل الاخضر واليابس. فما أبشع هذه الحكومات التي تسعى في الارض فسادا وتضحي بالامة من اجل بقائها جاثمة على صدور البشر.

 

شباب البحرين اثبتوا للعالم تشبثهم بقيم الدين والانسانية، فالتزموا اساليب سلمية برغم العنف الذي تمارسه مرتزقة الطغمة الحاكمة. وثبتوا على ذلك الموقف طوال سنوات خمس ضحوا بالغالي والنفيس من اجل تحرير الوطن وحماية اهله. هذا من جهة. ومن جهة اخرى تمسك هؤلاء الثوار باهداف الثورة ورفضوا ان يحيدون عنها قيد أنملة، بسبب انقيادهم للامر الالهي الداعي لرفض الظلم والتصدي له والقضاء عليه: ان من اكبرالجهاد عند الله كلمة حق امام سلطان جائر. وهل جور اكبر مما يمارسه الخليفيون؟ هل هناك زعيم بلد آخر يملك اسطولا جويا كاملا له ولعصابته؟ هل هناك حاكم آخر يملك مطارا خاصا به؟ (مطار قاعدة الشيخ عيسى خاص بالطاغية ولا يستخدمه سواه وكذلك ضيوفه خصوصا المشاركين في سباق فورمولا الدم).ولذلك اصبح موقف الشعب هذه المرة مبرما ويتلخص بعبارة واحدة اصبحت شعارا للثورة المظفرة: الشعب يريد اسقاط النظام. هذه قناعة البحرانيين التي تبلورت بعد تجارب مرة عديدة: اولها خديعة الميثاق الذي تذاكى الديكتاتور به على الناس واستدرجهم للتصويت عليه بعد ان قدم وعودا شتى لم ينفذ منها شيئا. ثانيها: ان الخليفيين بدأوا ما يمكن تسميته "حرب الوجود" على الشعب، فسعوا للقضاء على الشعب وطمس هويته وتحويله الى اقلية في بلده اولا ثم طرده منها لاحقا. ثالثها: ان الحكم الخليفي هو الذي بادر لتمزيق الوثيقة الوحيدة التي اقرها الشعب والتي اعترفت بالحكم الخليفي، وذلك من خلال دستور 1973. فحين قام الطاغية بالغاء ذلك الدستور في 14 فبراير 2002 فانه تخلى عن تلك الوثيقة التاريخية الوحيدة التي نظمت الاعتراف المتبادل بين الطرفين. وبذلك اصبح كل منهما غير ملزم بشيء تجاه الآخر. فالشعب يرفض الحكم الخليفي، والعصابة الحاكمة سحبت اعترافها بالسكان الاصليين (البحارنة) وانتهجت كافة الاساليب للقضاء على وجودهم في هذه الارض. رابعها: ان العدوان الكاسح على ثورة الشعب بعد ايام من انطلاقها أكد للجميع استحالة اصلاح نظام حكم مؤسس على القبيلة والثار والحكم المطلق وعدم الالتزام بالقانون او الاخلاق. وبالتالي اصبحت المطالبة باسقاط النظام ليست مشروعة فحسب بل ضرورة يفرضها العقل والمنطق ولا يمكن ان تستقيم حياة الشعب بدونها. خامسها: ان استدعاء قوات الاحتلال السعودية اثبت ان الخليفيين لا يمكن الثقة بهم للحفاظ على سيادة البلاد، وانهم مستعدون لبيعها بابخس الاثمان. كما ان اعتمادهم الكامل على الاجانب والاستعانة بهم لضرب الشعب حول الخليفيين من حكام الى قوات احتلال معادية للبحرين واهلها وتاريخها وثقافتها وهويتها. كما ان تحالفهم مع السعوديين والصهاينة ألغى شرعية وجودهم على رأس السلطة في بلد يؤمن بالحرية والاستقلال ويرفض الاحتلال الاجنبي ايا كان شكله او مسوغاته.

ماذا يعني هذا الكلام؟ البحرين بعد ثورة 14 فبراير لم تعد كما كانت، وشعبها اصبح اكثر ادراكا لطبيعة المعركة التي تتميز بما يلي: اولها انها تحولت الى حرب وجود بين طرفين لا يمكن ان يتعايشا، وان على احدهما ان يفسح المجال للآخر ويبتعد عن الواجهة. ثانيها: انها اصبحت مواجهة بين طرفين: اهل البلاد الاصليين وفئة محتلة جاءت من خارج الحدود واحتلت البلاد بالقوة ودعمت وجودها بقوات اجنبية من ستة بلدان معلنة حربا شاملة على السكان الاصليين. ثالثها: ان تجربة الستين عاما الماضية (منذ انتفاضة الخمسينات) اثبتت استحالة محاولات اصلاح الحكم الخليفي، فلم يستطع الشعب، بفئاته المتعددة، تحقيق اي تطور في المشروع السياسي الحاكم الذي تهيمن عليه قبيلة احتلت البلاد بالقوة. رابعها: ان مستقبل البلاد والتغيير فيها مرتبط بما يجري في المنطقة بشكل عام، وبالتالي فقد لا يتحقق التحول الديمقراطي بالسرعة المطلوبة، ولكن ذلك لا يعني التخلي عن مشروع التغيير واصلاح البلاد من داخلها بالتخص من جرثومة الحكم القبلي المتخلف. خامسها: أن معاناة الشعب في السنوات الخمس الاخيرة كشفت الطبيعة الوحشية للعصابة الحاكمة وان ما تحمله الشعب من مصائب وكوارث انسانية واخلاقية في هذه الفترة ادى الى قطع كافة خيوط التواصل معها، واصبح المنطق والعقل والحكمة والدين مصدر اقتناع عميق بضرورة العمل الحثيث لتحقيق التغيير والتخلص من نظام الحكم القائم. سادسا: ان التغيير سيتحقق بشكل محتوم، ولكن يبقى التساؤل حول توقيته ومداه. سابعا: ادرك الشعب من خلال تجاربه المرة ان اية مصالحة مع القبيلة الخليفية يعني اطالة عمرها السياسي ودعم وجودها في الحكم. هذا يعني ضرورة الاصرار على ابقاء كافة خيوط التواصل معها مقطوعة وعدم السعي لمد اي جسر معها، وان السنن الالهية ستؤدي بشكل محتوم لتغير جوهري في في التركيبة السياسية في البحرين.

هل هذا مصدر امل ام تشاؤم؟ الامر المؤكد ان قدرة الشعب على الصمود طوال هذه الفترة اصبح مصدر الهام ليس للبحرانيين فحسب، بل للشعوب الاخرى التي ما فتئت تسعى للتغيير بدون جدوى برغم التكاليف البشرية والمادية الهائلة. لقد اصبح التغيير في البحرين امرا مبرما، ولكن تحققه يحتاج وقتا وصبرا. والصبر يعني الصمود والاصرار والتحدي وتعميق رفض الحكم الخليفي في نفوس الشعب، والتوكل على الله اولا واخيرا، فهو الناصر والمعين وهو من لا يخلف وعده بنصر المؤمنين

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك