المقالات

ابو الطوبة هو رئيس الوزراء

3979 16:09:00 2010-07-11

علاء هادي الحطاب

عندما كنا صغارا لا نعرف طعم الديمقراطية كما نعرف طعم ( لفة اللبلبي) كنا نلعب ( بالدربونة ) كل يوم كرة القدم (الطوبة ) وطبعا لم تكن لعبتنا حينها ديمقراطية اذ لا وجود لحكمٍ بيننا فكلنا لاعبون وكلنا حكام لذلك فنحن نلعب نصف ساعة ونتعارك اربع ساعات دون ان نصل الى نتيجة الغالب والمغلوب ودائماً ما تنتهي لعبتنا بعركة ونزاع نعود بعدها الى بيوتاتنا الصغيرة غير الديمقراطية لسيطرة ابي واخي الكبير على كل مقالد الحكم فيها وليس لنا وامي سوى ان نسمع ونطيع من دون ان نناقش اطلاقا ... ثم ما نلبث حتى نلتقي بزملاء الطوبة وكأن عِراكنا لم يكن ونمضي سوية لإكمال يومنا حتى مسائه .ما لم نختلف عليه في لعبتنا هو ان صاحب الطوبة .. أي صاحب كرة القدم.. هو من يكون كابتن الفريق واي فريق يختار ، وهو من يملك الصلاحيات الحصرية لبدء اللعبة وانتهائها لخشيته على كرته من ان تتمزق في العركة ، وبالتالي فما ان يأتي صاحب الطوبة حتى نقف متسمرين امامه وكلنا يبدي له المودة كي لا يزعل من احدنا لأن ( المزعول) منه يطرد من اللعبة .. طبعا ماكو ديمقراطية.. كل ما تقدم والطوبة عادة ما تكون نايلون وليست ( كريكر) و لاعبو طوبة الدرابين حفاة الاقدام يعرفون ماذا تعني الطوبة عندما تكون ( كريكر) .اليوم تشكيل الحكومة العراقية اشبه بلعبة الطوبة ، لكن بزي ديمقراطي ومسميات كبيرة ( المادة 76 والمادة 72 والاسقف الدستورية ، رأي المحكمة الاتحادية ، انتخاب هيئة الرئاسة ، مرشح الكتلة الاكبر ، الكتلة الفائزة ، النيابية الاكثر عددا ، مهلة شهر لتشكيل الحكومة ، منح الثقة ) وهكذا مصطلحات كبيرة وجميلة ، وبالتالي جميع اللاعبين اليوم ما زالوا يؤدون تمارين الاحماء ولم يأت صاحب الطوبة الذي يملك صلاحيات بدء اللعبة ديمقراطيا .. والاختلاف هنا .. من هو صاحب الطوبة ( الكريكر) طبعا فكل لاعبي اليوم يملكون طوبات وكل منهم يرى انه الاولى والاجدر بأدارة اللعبة وان طوبته الكريكر هي الاصلح للعب ليتم طرد المزعول منه ويُقرب المرضي عنه حتى يضمن نتيجة المباراة وان انتهت بعركة بزعل بين اللاعبين ، لكن يبقى صاحب الطوبة الاوفر حظاً بين الجميع .وسط كل هذا لم ينتبه اصحاب الطوبات الى اللاعبين الاخرين الذين لم ولن تكتمل اللعبة الا بوجودهم اذ انهم العنصر الاهم لإتمام اللعبة ، لكن عجرفة اصحاب الطوبات ميسوري الحال اعمتهم عن النظر الى الاخرين ، وهذا هو حال المشهد السياسي اليوم اذ لا ناظر الى اللاعب الاساس في طوبة الديمقراطية وهو الناخب العراقي بل الكل يبحث عن الزعامة أي رئاسة الوزراء وادارة اللعبة دون النظر الى المصلحة العامة وهموم اللاعب ... الناخب... والدليل ان نتيجة لعبة اربع سنوات مضت كانت اكثر من 340 مليار ترليون ميزانية اتحادية مقابل صفر خدمات وبنى تحتية ومع هذا مازال اللاعب الاهم الناخب يتسّمر امام صاحب الطوبة راجيا رضاه فلا اعرف متى يعي ذلك اللاعب الرئيس انه من يملك قرار اللعبة وليس صاحب الطوبة ؟.

كاتب واعلامي عراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
mohannad
2010-07-15
هههه الجميع يريد ان يصبح رئيسا ... وبصلاحيات واسعة ... لان الجميع يدرك ان من يكون مواطنا في العراق لن يتمتع باي شي سوى الاذلال والامتهان ... لاننا اليوم لانعيش في دولة المواطنه بل دولة الرئيس فكلمة مواطن اطبحت سبة خاصة عند الساددة اصحاب العالي ( والذين كانوا حفاة )... ولانهم عاشوا ابا عن جد حياة الرفاهية ولم يتسولوا ويقتاتوا على المعونات او الفودستام ولم يكن افضلهم حالا يتسكع في الشوارع يستعطي الناس .... فانهم لابد ان يكونوا كلهم رؤساء ولكن اخشى انهم حين يختارون الرئيس سيكون الشعب مات
وسام
2010-07-13
وصف جميع لما نعيشه من واقع مؤسف في العملية الديمقراطية هذه هي الحقيقة نحن بانتظار صاحب (الطوبة) الذي يلعب من يريد او يطرد من يريد ويارب يكون صاحب الطوبة القادم افضل من صاحب الطوبة في الصغر الذي كان ينهي وقت المباراة في اي وقت يحب .... علاء الحطاب اتمنى لك المزيد ويارب احد يسمعك
المهاجر العراقي
2010-07-12
السلام عليكم ورحمة الله والله من الظاهر يوجد صمغ امير او سيكوتين ابو النسر على كرسي رئاسة الوزراء لان ياهو الي يقعد على الكرسي لا يستطيع النهوض فصدام المجرم لزق ب الكرسي لانه قائد البعرورة وهسة المالكي لازق لانة رجل المرحلة شعرات صدامية جايفة والشعب العراقي له الله ينصرة على الحكام وشكرا لبراثا
محمد
2010-07-11
هههههههه هذا هو واقع الحال, يالله ننتظر منو ابو الطوبه القادم طبعا الشعب راح يكون الجمهور ...
الكوفي
2010-07-11
مقال اجمل من الرائع اسمعت لو ناديت حيا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك