المقالات

( ستراتيجية الهدم....و ستراتيجية البناء..انتفاضة الكهرباء-الجزء2

1491 21:15:00 2010-06-25

هشام حيدر الناصرية

كنا قد تناولنا في الجزء الاول بعض مشاكل الكهرباء والحلول التي تجاهلتها الحكومة عمدا على الرابط http://burathanews.com/news/97229.html

ونكمل مابدأنا به في هذا الجزء مع بعض التبريرات المكررة التي اعتاد ان يطلقها المسؤولين في القطاع استغفالا من قبل البعض وترديدا سمجا من قبل اخرين ارى انه اعلى مستوى للتفكير بالنسبة لهم !طرح هؤلاء في عدة لقاءات ومناسبات ان ارتفاع درجة الحرارة يعني فقدان (كذا)ميكاواط لكل درجة حرارة مرتفعة (فتصور كم سترتفع درجة الحرارة مع شروق الشمس وكم ستفقد المنظومة وهذه حقيقة علمية ثابتة ....) وياتي الرد بحقيقة علمية ثابتة بديهية تؤكد ماطرحه هؤلاء اولا ثم تتسائل عن ارتفاع درجة الحرارة هذا... هل انه يستمر الى مالانهاية ؟ ام ان هناك حدا فاصلا ستبدأ فيه درجة الحرارة بالانخفاض مع ميل الشمس الى الغروب ثم تزداد حدة الانخفاض بعد غروبها الى لحظة الشروق صبيحة اليوم التالي وهذا يعني سقوط هذا العذر تماما على الاقل منذ غروب الشمس وحتى شروقها التالي لكن جدول القطع لايابه الى غروب او شروق والامر عنده سيان فلماذا تؤثر به ارتفاع درجات الحرارة ولايؤثر به انخفاضها..؟؟!!ثم اننا نشهد تحول ساعات التجهيز الى (نشرة)كما اصطلحنا علىتسميتها بسبب كثرة الانقطاعات والمبرر دائما هو (عجز المغذيات والمحولات عن تحمل كل هذه الاحمال وقد ينقطع التجهيز بسبب الحماية الذاتية للمحولة او بسبب فصل البريكر .....)!اقول اننا كنا نتسائل سابقا مستشهدين ببعض الحالات التي تتواصل فيها الكهرباء لعدة ساعات دون انقطاع بسبب (مناسبة) عند احد المسؤولين او الوجهاء او بسبب اجتماع في قاعة بهو الادارة المحلية في الناصرية الذي استمر معه تجهيز كهرباء منطقة (الادارة المحلية)لعدة ساعات دون اية انقطاع مما اثار استغراب الناس وتسائلهم عن سبب كثرة الانقطاعات في اوقات اخرى بعد ان كانوا يتقبلون تبرير (كثرة الاحمال) لكن الاحمال ذاتها تعمل الان وبطاقتها القصوى دون انقطاع.....فما الذي حصل؟؟؟! واذا كان هؤلاء يبررون سابقا عدم الانقطاع عند بث (الخطاب التاريخي للقائد الضرورة) بتشغيل الوحدات الغازية التي لايمكن ان تستمر في العمل لفترة طويلة فان هذا المبرر لامجال له هنا تماما لانه يتعلق بشبكة التوزيع لاالتوليد!وماحدث هنا عقب انتفاضة الكهرباء الاخيرة اثبت بما لايقبل الشك بطلان هذا التبرير ايضا حيث استمر التجهيز لثلاث ساعات في وقت الذروة دون انقطاع!!وهذا يعني امرا من امرين:الاول هو استهتار القائمين على القطع المبرمج واستخدامهم هذه الميزة لتحقيق مصالح وارباح منها وهذا ماالفناه منذ التسعينات لاسيما وان الامر مختلف من منطقة لاخرى قد يتواجد فيها بعض المسؤولين او المعدمين !والثاني هو تعمد مسؤولي قطاع الكهرباء ومن هو اعلى منهم ذلك لغايات واهداف ابعد !وفي حالة استبعاد الاحتمال الثاني فان مسؤولية الحكومة لاتنتفي حيث يعني ذلك عجزها عن محاسبة موظفين عاديين يقومون بمثل هذا الفعل الخطير في مثل هذه الظروف الحساسة اولا وثانيا مايشكله تصرفهم هذا من هدر لكرامة المواطن ومصادرة لحقوقه والحاقا للضرر به لاسيما الاطفال والمرضى!كما ان تبرير ضعف الشبكة وعدم تحملها يعيدنا لما طرحناه سابقا حول سبب امتناع وزارة الكهرباء عن تحديث الشبكة رغم انها لم تصرف ملياراتها على انشاء محطات توليد جديدة !!وعودا على تبريرات مسؤولي قطاع الكهرباء وعلى لسان اكثر من مسؤول وعلى راسهم سيء الصيت كريم وحيد فان الطاقة الانتاجية لمنظومة التوليد في العراق هي اقل من تسعة الاف ميكا واط فيما يزيد حجم الطلب الكلي على اثناعشر الف ميكا واط!!لكن هذا يعني ان العجز في التجهيز بحدود الربع ليس الا واذا ماتم حساب ذلك بالساعات فانه يفترض ان يجهز المواطن بثمانية عشرة ساعة يوميا وتقطع ستة ساعات بينما يحصل العكس على ارض الواقع او حتى اقل!فيما فاز (عطاء) دولة الرئيس في هذه (المناقصة) فادعى ان حجم التوليد دون السبعة الاف ميكا واط وان حجم الطلب الكلي بحدود اربعة عشر الف ميكا واط !!ومع اننا لانصدق الاثنين معا نقول لدولة الرئيس هذا مردود على دولتك لانه كذلك يعني فرض تجهيز المواطن باثنتي عشرة ساعة يوميا وهذا لايحصل قطعا باعترافك المريب الغريب حين امرت بتشكيل لجنة للتحقيق حول احداث البصرة وتسائلت عن سبب عدم تجهيز المواطن بـــــــــــ تسعة ساعات !!فكيف يرضى ضميرك ان يجهز المواطن البصري بتسعة ساعات في درجات حرارة تقترب من الستين ونسبة رطوبة عالية تشل الحياة في مدينة يقال ان غالبيتها صوتت لك من جهة وانهاعانت الحرمان الطويل من جهة اخرى؟؟!!كيف ترضى ان يحظى المواطن في السليمانية بثمانية عشرة ساعة ثم لايحظى المواطن البصري بتسع ساعات في ظل دولتك وقيادتك المعطاء..؟؟!وكيف تامر ان يجهز المواطن بتسع ساعات مع انك تدعي ان العجز في التجهيز يبلغ النصف ويدعي وزيرك انه يبلغ الربع..؟؟!!ثم اطل علينا قبل ايام احد وكلاء الوزارة من على شاشة (الحرة) فساله مقدم النشرة عن (المنطقة الخضراء)وسبب عدم شمولها بالقطع فادعى ان المنطقة مشمولة بالقطع المبرمج (لكنها تمتلك ديزلات خاصة تعمل في ساعات القطع)!!لكن ماظهر لاحقا يشير الى كذب السيد وكيل الوزارة المحترم بصلافة حيث تبين ان المنطقة الخضراء تتمتع بخط حرج وان حجم استهلاكها مع استهلاك السادة المسؤولين يبلغ اكثر من 1200 واط بينما تجهز محافظة بحجم البصرة وجحيمها بتسعمائة ميكا واط فقط من ضمنها بحدود250ميكا مخصصة للقطاع النفطي والخدمي الحكومي !!يقرر دولة الرئيس تجهيز المواطن بتسع ساعات ويستكثر عليه استخدام وسائل التبريد الحديثة ويتمتع هو وحاشيته بكهرباء على مدار الساعة وباقصى حمل تصل اليه ايديهم فهم ابناء الله واحبائه !واذا كان حجم التوليد في العراق يصل الى سبعة الاف ميكا واط فان هذا يعني ان استهلاك المنطقة الخضراء والسادة المسؤولين يشكل تقريبا خمس الانتاج!!وهذه طامة جديدة تظهر للعلن تحت وطأة انتفاضة المحرومين وذعر القابضين على السلطة من تداعياتها والاسوأ هو ان مجالس المحافظات سبقت مجلس الوزراء بتبني قرار قطع الخط الحرج عن المسؤولين بعد ان فضلت الحكومة قطعه عن معامل انتاجية مثل معامل السمنت وغيرها لتحتفظ هي لنفسها ولحاشيتها بتجهيز مستمر على حساب راحة المواطن وقوته وعلى حساب قطاع الصناعة وغيره من القطاعات !!والكهرباء لاتمثل حاجة منزلية فحسب في محافظة مثل الناصرية هي الاولى في البطالة لافتقارها الى اية فعاليات انتاجية ذات جدوى في مختلف القطاعات فلاهي مدينة سياحية (مع انها كذلك فعلا لكنها مهملة)ولاهي مدينة دينية ولاهي تجارية ولاحدودية لذا فان الورش الصغيرة للحدادة والنجارة وغيرها تعد العصب الاساسي للحياة في مثل هذه المدينة البائسة فتعمد الحكومة الى تعطيلها لتزود شعب الله المختار في المنطقة الخضراء بالطاقة المستمرة!ويحق لنا ان نتسائل:هل تعذر على السادة المسؤولين اقتناء ديزلات كبيرة خاصة بهم ؟ الاتسمح ميزانيتهم (المتواضعة)بذلك؟ مع ان الامر لايتجاوز اصدار توجيه شفوي لمدير المكتب او الحماية ثم يقوم هؤلاء بادامة المولد وتجهيزه بالوقود وتشغيله وكله (براس الدولة) ام ان السيد المسؤول يتضايق من ثوان ينقطع فيها التيار لحين تشغيل المولد الاحتياطي..؟؟!عموما..كانت الدنيا قد قامت ولم تقعد بسبب استجواب هذا الوزير او ذاك رغم كل محاولات خالد العطية لافشال وتعطيل مثل هذه التوجهات وكان اكثر الاستجوابات عرضة للانتقاد هو استجواب وزير الكهرباء ورغم ان البرلمان كان قد عجز عن مناقشة نتائج الاستجوابات واتخاذ القرار بشأنها الا ان الشعب هو صاحب القرار وقد عبر عن قراره بصورة رائعة وان طعن البعض بالشعب وبقراره وادخله في خانة الشغب والتسييس كما كان يصف الاستجوابات سابقا!لكن الغريب هو ان الطعن بوزير الكهرباء ووزير النفط لم يات من جهات سياسية وشعبية فحسب بل كان متبادلا بين الطرفين فقد دأب كريم وحيد على اتهام وزارة النفط بالتقصير في تزويد بعض المحطات بالوقود ورد الشهرستاني باتهامات اخرى والحال ان كلا الرجلين يمثلان معسكر الحكومة القابض على زمام الامور وينتميان سياسيا الى ائتلاف السيد الرئيس القائد المسمى بـ(دولة القانون) فمامعنى تلك الاتهامات ..؟؟!وماهو دور رجل المرحلة الذي يهدد العراق بالانهيار في حال عدم بقائه متربعا على الكرسي اربع سنوات اخرى في هذا الصراع وهذه الاتهامات في قضية حساسة بحجم قضية الكهرباء..؟؟!!في الحقيقة ان الواقع يشهد احداثا اخرى مماثلة من قبيل اتهام محافظة النجف لوزير النقل بمعاداة المحافظة والتسبب باغلاق مطارها مما ادى الى اصدار قرار من قبل مجلس محافظة النجف يقضي بوقف التعامل مع وزارةالنقل ثم حذا مجلس محافظة كربلاء حذو نظيره النجفي دون ان تحرك الحكومة ساكنا في ظل غياب البرلمان وصمت رئيس الوزراء المطبق رغم ان الوزير ومجالس المحافظات تلك يمثلان ائتلاف المالكي او المالكي نفسه !!فما معنى كل هذا..؟؟ وكيف صور البعض رجلا مثل نوري المالكي على انه رجل مرحلة وانطلى الامر على كثيرين والامور تجري بهذا المستوى من التردي والفوضى ....... خلاقة كانت ام غير خلاقة..؟؟!!واذا مالاحظنا ان كل فريق المالكي تقريبا عبارة عن صفر على الشمال التجأوا اليه لعلمهم بحقيقة حالهم وطمعا بالمناصب التي يحتمل نيلها اعتمادا على شعبية صنعتها كوبونات النفط والكهرباء والتجارة التي اذابت اربعة ميزانيات فاقت بمجموعها مبلغ 35 مليار دولار تحلم به بعض الدول الصناعية حتى!اذا فهم لايقوون على مواجهة المالكي واعتادوا الانصياع له بالكامل فلم لايتدخل وهو ينظر الى كل مايجري بصمت مريب..؟؟!!هذا هو بالضبط اضافة الى التقصير المتعمد في قضية الكهرباء ماعنيته بـ(ستراتيجية الهدم)!لقد حاول مجلس المحافظة السابق في الناصرية ان يعمد الى سد النقص في تجهيز الكهرباء في المحافظة عن طريق الاستثمار اعتمادا على ميزانية المحافظة لكن وزارة الكهرباء صرحت بان اية منظومات توليد جديدة ستربط بالشبكة الوطنية وتحتسب ضمن ميزانية الوزارة التجهيزية !وهذا يعني باختصار (لااخليك...ولااخلي رحمة الله توصل ليك)!!نعم هي ستراتيجية هدم للدولة والمواطن العراقي عن سابق عمد واصرار وتخطيط لااعتقد المجال والظرف مناسبا لوضعها على طاولة البحث!والصدر يتسع لكل من يرى خلاف ماارى والرغبة موجودة وجادة في مناقشة كل شيء فلست من يطرح الراي ويجزم بصحته ويرسله ارسال المسلمات شرط ان يستند الاشكال على حجج وتبريرات منطقية تبتعد عن الانحدار الذي قدمته ابواق الاعلام الحكومي الصدئة!يتبع

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قارئ
2010-06-26
رحم الله والديك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك