المقالات

قراءة في سمات المدرسة الفكرية للسيد الشهيد محمد باقر الصدر-رضوان الله عليه- بقلم أد عادل زايرالكعبي

3102 22:22:00 2010-04-07

بقلم أد عادل زايرالكعبي

علينا تقديم الحركة الفكرية الإسلامية التحررية بعقل متنور ليصحّ قولنا إنّنا جزء منها ،فالشباب المسلم الواعي بحاجة إلى قطاف جديد لشجرة طيبة عرفناها منذ أمد بعيد ؛وهي متجددة الأغصان بفضل فكر العالم الرباني والقائد الرسالي السيد محمد باقر الصدر الذي توّج ميزان الفكر الإسلامي بدمه الزاكي ودفع شبهات تشويه المظهر الإسلامي من خلال تقديم الحلول المنطقية للازمات الإنسانية والوقوف بوجه التيارات المعادية التي اتفقت على ضرب الإسلام في الصميم ،وحارب السيد الشهيد الصدر مؤسساتها الثلاث:

مؤسسة الحكّام الظلمة وأتباعهم؛ومؤسسة الصليب التي دفعت بالفكر إلى اتجاهات إلحادية؛وسخّرت الإنسان لصالح تنفيذ غاياتها؛والمؤسسة اليهودية المتمثلة بالسنهدريم التي سعت إلى تشويه الحقائق ومحاربة الإسلام بوسائل شتّى.

لذلك كان الخطاب الرسالي للسيد الصدر موجهاً إلى العالم لحلّ أزمته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتاريخية ،وكان من خصائص مدرسته الجمع بين المنهج المنطقي والوجدان الإنساني ليحصل الاطمئنان النفسي بالفكرة في ضوء المعطيات البرهانية المتطابقة مع الوجدان ويتمثّل ذلك بنقل رسالة الحوزة الدينية من مخاطبة الجماهير عن طريق الوكلاء إلى الخطاب المباشر فضلاً عن المؤلفات في اختصاصات مختلفة وأعلن السيد محمد باقر الصدر أنّ حزبه هو حزب الشباب المسلم الواعي على نظرية أبي الأحرار الإمام الحسين بن علي -عليه السلام-(علمت اعمل) ورأى أنّ تغيير للواقع الظالم لايتمّ إلّا من خلال الشعوب ؛والديمقراطية عنده لاتعني استعارة النموذج الغربي وإنّما هي إعطاء دور للشعب في اختيار نظام الحكم والثورة على الطواغيت ورفض التعامل معهم وتوجيه النصح لهم.

أمّا التجديد في البحث الفقهي فقد أخرج السيد الصدر الزكاة والخمس من قسم العبادات عندما كتب الفتاوى الواضحة وجعلها مفتاحاً لتقويم السلوك الاجتماعي والديني لأنّ طريق الحلال بيّن وطريق الحرام بيّن؛فأراد تجنيب الناس العمل بالاستثناءات دفعاً للشبهات.

وأنكرت مدرسته في الدراسة اللغوية أن يكون المجاز استعمالاّ في غير ماوضع له من المعنى بحسب القانون اللغوي؛وإنّما عدّته من باب الاستعمال في المعنى الحقيقي ،فانتقد بلاغة السكّاكي ،لكنّه لم يقنعنا بالبديل الذي جاء به لعدم اكتمال بحثه أو تقريراته في ذلك؛لعدم وصولنا إليها ؛لكنّ المستفاد من ذلك أنّه أراد تطابق الوجدان مع المنطق البرهاني لأنّ الإنسان يستطيع الرؤية بوضوح عندما تطمئنّ نفسه؛وهذا ما يطلبه السيد الصدر من السياسي ليقرر بمسؤولية وضمير حي؛على وفق نظرة كلية للواقع بلا تجزيء واختيار الطريقة المناسبة من الواقع المعاش للاستدلال في أيّ موضوع؛ويرى أنّ على السياسي أن يقرأ الواقع العراقي بمعزل عن تراث التجربة البشرية ليكوّن رأياً واضحاً يتخذ من خلاله قراراً لايضيّع به حقّ الرساليين والمظلومين،وقد التزم هذا المنهج في تفسيره الموضوعي للقرآن الكريم وخالف المفسّرين بقوله: إنّ التفسير يبدأ من الواقع وينتهي بالقرآن لأنّه يبحث في أسباب النزول ويعتقد أنّ فهم الخاص يؤدي إلى مفاتيح فهم العموم.

موضوع السنن التاريخية .....

اختار السيد الصدر موضوع ، وعرض أسئلة فقال : هل التاريخ البشري سنن في مفهوم القرآن الكريم ؟ هل له قوانين تتحكم في مسيرته وفي حركته وفي تطوره ؟ ما هذه السنن التي تتحكم بالتاريخ البشري ؟ كيف بدأ التاريخ البشري ؟ كيف نما ؟ كيف تطور العوامل الأساسية في نظرية التاريخ ؟ ما اثر الإنسان في التاريخ ما موقع السماء أو النبوة على الساحة البشرية؟ هذا كله سوف ندرسه تحت ها العنوان ، عنوان سنن التاريخ في القرآن الكريم وهذا الجانب من القرآن الكريم قد بحث الجزء الأعظم من مواده ومفرداته القرآنية لكن من زوايا مختلفة ، فمثلا قصص الأنبياء عليهم السلام التي تمثل الجزء الأعظم من هذه المادة القرآنية فحصت قصص الأنبياء من زاوية تاريخية تناولها المؤرخون واستعرضوا الحوادث والوقائع التي تكلم عنها القرآن الكريم وحينما لاحظوا الفراغات التي تركها هذا الكتاب العزيز حاولوا أن يملأوا هذه الفراغات بالروايات والأحاديث أو بما هو المأثور عن أديان سابقة ؛ أو بالأساطير والخرافات فتكونت سجلات ذات طابع تاريخي لتنظيم هذه المادة القرآنية . نحن نريد أن نتناول هذه المادة القرآنية من زاوية هي زاوية مقدار ما تلقى هذه المادة من أضواء على سنن التاريخ.

وقال :إنّ الساحة التاريخية كأية ساحة أخرى زاخرة بمجموعة من الظواهر وان الساحة الفلكية ،و الساحة الفيزيائية ، الساحة النباتية ، زاخرة بمجموعه من الظواهر كذلك الساحة التاريخية زاخرة بمجموعه من الظواهر وان الظواهر في كل ساحة من الساحات لها سنن ولها نواميس ، من حقنا أن نتساءل : هل إن الظواهر التي تزخر بها الساحة التاريخية ، هل هذه الظواهر أيضاً ذات سنن ونواميس ؟ وما موقف القرآن الكريم من هذه السنن والنواميس ؟ وما عطاؤه في مقام تأكيد هذا المفهوم إيجاباً أو سلباً؛ إجمالاً أو تفصيلاً ؟

وقد يخيل إلى بعض الأشخاص أننا لا ينبغي أن نترقب من القرآن الكريم أن يتحدث عن سنن التأريخ لأنّ البحث في سنن التاريخ بحث علمي كالبحث في سنن الطبيعة والذرة والنبات ، والقرآن الكريم لم ينزل كتاب اكتشاف بل كتاب هواية ؛ هذا الكتاب نزل على الرسول محمد (صلى الله عليه واله) كي يخرج الناس من الظلمات إلى النور فهو كتاب هداية وتغير وليس كتاب اكتشاف .

أساليب عرض موضوع السنن......

يرى السيد الصدر أنّ ثمة أساليب عرض لموضوع السنن منها :

عرض الفكرة الكلية :

هذه الفكرة القرآنية عن سنن التأريخ بلورت في عدد كثير من الآيات بأشكال مختلفة والسنة متعددة ، في بعض هذه الآيات أعطيت الفكرة بصيغتها الكلية ، وفي بعض الآيات أعطيت على مستوى التطبيق على مصاديق ونماذج ، وفي بعض الآيات وقع الحث على الاستقراء وعلى الفحص الاستقرائي للشواهد التاريخية من اجل الوصول إلى السنة التاريخية .

هناك عدد كثير من الآيات الكريمة استعرضت هذه الفكرة بشكل وآخر . فمن الآيات التي أعطيت فيها الفكرة الكلية فكرة أن التاريخ له سنن وله ضوابط ما يأتي

(( لكل امة اجل فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )).

((لكل امة اجل فإذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)).

فلاحظ في هاتين الآيتين الكريمتين أنّ الأجل أضيف إلى الأمة إلى الوجود المجموعي للناس لا إلى هذا الفرد بالذات أو هذا الفرد بالذات ، إذن هناك ولاء لأجل المحدد المحتوم لكل إنسان بوصفه الفردي هناك اجل آخر وميقات آخر للوجود الاجتماعي لهؤلاء الأفراد ، للأمة بوصفها مجتمعا ينشئ ما بين أفراده العلاقات والصلات القائمة على أساس مجموعة من الأفكار والمبادئ المسندة بمجموعة من القوى والقابليات ، هذا المجتمع الذي يعبر عنه القرآن الكريم بالأمة ، هذا له اجل له موت ، له حياة ، له حركة وان الفرد يتحرك فيكون حيا ثم يموت كذلك الأمة تكون حية ثم تموت وكما ان موت الفرد يخضع لأجل ولقانون الناموس وكذلك الأمم لها آجالها المضبوطة وهناك نواميس تحدد لكل امة هذا الأجل إذن هاتان الآيتان الكريمتان فيهما عطاء واضح للفكرة الكلية ، فكرة أنّ التاريخ له سنن تتحكم به وراء السنن الشخصية التي تتحكم في الأفراد بهوياتهم الشخصية .

(( وما أهلكنا من قرية إلاّ ولها كتابٌ معلوم ما تسبق من امة اجلها وما يستأخرون).

((وما تسبق من امة اجلها وما يستأخرون)).

في المعنى العام - ظاهر الآية الكريمة أنّ الأجل الذي يقترب أن يكون قريبا أو يهدد هؤلاء بان يكون قريبا هو الأجل الجماعي لا الأجل الفردي لأنّ قوماً في مجموعهم لا يمتّون عادة في وقت واحد وإنما الجماعة بوجدها المعنوي الكلي هو الذي يمكن أن يكون قد اقترب اجله .

أما صلتها في المنظور الاجتماعي - فالأجل الجماعي هنا يعبر عن حالة قائمة بالجماعة لاعن حالة قائمة لفرد معين لان الناس عادة تختلف آجالها حينما ننظر إليهم بالمنظار الفردي لكن حينما ننظر إليهم بالمنظار الاجتماعي بوصفهم مجموعه واحدة متفاعلة في ظلها وعدلها في سرائها وضرائها ، حينئذ يكون لها اجل واحد فهذا الأجل الجماعي المشار إليه إنما هو اجل الأمة وبهذا تلتقي هذه الآية الكريمة مع الآيات السابقة ((وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا)).

((ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى اجل مسمى فإذا جاء اجلهم فان الله كان بعباده بصيرا )).

في هاتين الآيتين الكريمتين تحدث القرآن الكريم عن انه لو كان الله يريد ان يؤاخذ الناس بظلمهم وبما كسبوا لما ترك على ساحة الناس من دابة يعني لأهلك الناس جميعا .

وقد وقعت مشكلة في كيفية تصوير هذا المفهوم القرآني إذ إنّ الناس ليسوا كلهم ظالمين عادة ، فيهم الأنبياء ، فيهم الأوصياء فيهم الأئمة هل يشمل الهلاك الأنبياء والأئمة العدول من المؤمنين ؟ حتى إن بعض الناس استغل هاتين الآيتين لإنكار عصمة الأنبياء (عليهم السلام).

والحقيقة أنّ هاتين الآيتين تتحدثان عن عقاب دنيوي لا عن عقاب أخروي ، تتحدث عن النتيجة الطبيعية لما تكسبه امة عن طريق الظلم والطغيان ، هذه النتيجة الطبيعية لا تخص حينئذ بخصوص الظالمين من أبناء المجتمع على اختلاف هوياتهم وعلى اختلاف أنحاء سلوكهم .

خصائص السنن التاريخية

تقسم في ثلاث أقسام بحسب دراسة الشهيد الصدر لها :

الحقيقة الأولى : (التتابع والاطراد)

هي الاطراد بمعنى أنّ السنة التاريخية مطردة ليست علاقة عشوائية وليست رابطة قائمة على أساس الصدفة والاتفاق وإنما هي علاقة ذات طابع موضوعي لا تختلف في الحالات الاعتيادية التي تجري فيها الطبيعة والكون على السنن العامة ، وكان التأكيد على طابع الاطراد في السنة تأكيدا على الطابع العلمي للقانون التاريخي لان القانون العلمي أهمّ مميز يميزه عن بقية المعادلات والفروض هو الاطراد والتتابع وعدم التخلف .

ومن هنا استهدف القرآن الكريم من التأكيد على طابع الاطراد في السنة التاريخية استهدف أن يؤكد على الطابع العلمي لهذه السنة وان يخلق في الإنسان المسلم شعورا واعيا على جريان أحداث التاريخ متبصرا لا عشوائيا ولا مستسلما ولا ساذجاً.

((فلن تجد لسنة الله تبديلا ...)). ((ولا تجد لسنتنا تحويلا)). ((ولا مبدل لكلمات الله...). هذه النصوص القرآنية تقدم استعراضا تؤكد هذه النصوص طابع الاستمرارية والاطراد أي طابع الموضوعية وان يكون هناك تفكير أو طمع لدى جماعة من الجماعات بان تكون مستثناة من سنة التاريخ و الروح العامة للقرآن تؤكد على هذه الحقيقة الأولى وهي حقيقة الاطراد في السنّة التاريخية الذي يعطيها الطابع العلمي من اجل تربية الإنسان على ذهنية واعية علمية يتصرف في إطارها ومن خلالها مع أحداث التاريخ .

الحقيقة الثانية :(ارتباطها بالله تعالى)

الحقيقة الثانية التي أكدت عليها النصوص القرآنية بحسب رؤية السيد الصدر ربانية السّنة التاريخية أنّ السنة التاريخية ربانية مرتبطة بالله سبحانه وتعالى . سنّة الله . كلمات الله على اختلاف التعبير بمعنى أنّّ كل قانون من قوانين التأريخ فهو كلمة من الله سبحانه وتعالى وهو قرار رباني هذا التأكيد من القرآن الكريم على ربانية السنة التاريخية وعلى طابعها الغيبي ، يسعى إلى شد الإنسان حتى حينما يريد أن يستفيد من القوانين الموضوعية للكون بالله سبحانه وتعالى ، وإشعار الإنسان بان الاستعانة بالنظام الكامل لمختلف الساحات الكونية والإفادة من مختلف القوانين والسنن التي تتحكم بهذه الساحات ليس ذلك انعزالا عن الله سبحانه وتعالى لان الله تعالى يمارس قدرته من خلال هذه السنن والقوانين هي إرادة الله وهي ممثلة لحكمة الله وتدبيره في الكون .

الحقيقة الثالثة : (اثر الإنسان في سنن التأريخ)

هذه الحقيقة الثالثة التي أكّد عليها القرآن الكريم في النصوص المتقدمة هي حقيقة اختيار الإنسان وإرادة الإنسان وتناول السيد الشهيد الصدر الطريقة الفنية في كيفية التوفيق بين سنن التاريخ وإرادة الإنسان وكيف استطاع القرآن الكريم أن يجمع بين هذين الأمرين من فحص للصيغ التي يمكن في سياقها صياغة السنة التاريخية قال تعالى : (( إنّ الله لا يغّير مابقوم)) هنا يبين كيف أنّ السنن التاريخية لا تجري من فوق رأس الإنسان بل تجري من تحت يده ، فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماءً غدقا ، إذن هناك مواقف ايجابية للإنسان تمثل حريته واختياره وتصميمه وهذه المواقف تستتبع ضمن علاقات السنن التاريخية تستتبع جزاءاتها المناسبة وتستتبع معلوماتها المناسبة .

الفرق بين الاتجاه الموضوعي والاتجاه اللاهوتي الغيبي في دراسة السنن ....

يقول السيد الصدر قد يتوهم بعضهم أنّ هذا الطابع الغيبي الذي يلبسه القرآن الكريم للتاريخ وللسنن التاريخية يبعد القرآن عن التفسير العلمي الموضوعي للتاريخ ويجعله يتجه اتجاه التفسير الإلهي للتاريخ الذي مثلته مدرسة من مدارس الفكر اللاهوتي على يد عدد من المفكرين المسيحيين اللاهوتيين حيث فسروا تفسيرا إلهياً قد يخلط هذا الاتجاه القرآني بذلك التفسير الإلهي الذي اتجه إليه (اغسطين) وغيره من المفكرين اللاهوتيين فيقال بأنّ إسباغ هذا الطابع الغيبي على السنة التاريخية يحول المسألة إلى مسألة غيبية وعقائدية ويخرج التاريخ عن إطاره العلمي الموضوعي ، لكن الحقيقة أنّّّّ هناك فرقاً أساساً بين الاتجاه القرآني وطريقة القرآن في ربط التاريخ بعالم الغيب في إسباغ الطابع الغيبي على السنة التاريخية ويبين ما يسمى بالتفسير الإلهي للتاريخ الذي تبناه اللاهوت هناك فرق كبير بين هذين الاتجاهين وهاتين النزعتين وحاصل هذا الفرق هو أن الاتجاه اللاهوتي للتفسير الإلهي للتاريخ يتناول الحادثة نفسها ويربط هذه الحادثة بالله سبحانه وتعالى قاطعا صلتها وروابطها مع بقية الحوادث بدلاً عن العلاقات والارتباطات التي تزخر بها الساحة التاريخية التي تمثل السنن والقوانين الموضوعية لهذه الساحة .

بينما القرآن الكريم لا يسبغ الطابع الغيبي على الحادثة بالذات ، لا ينتزع الحادثة التاريخية من سياقها ليربطها مباشرة بالسماء ، لا يطرح صلة الحادثة بالسماء كبديل عن أوجه الانطباق والعلاقات والأسباب والمسببات على هذه الساحة التاريخية بل انه يربط السنة التاريخية بالله ويربط أوجه العلاقات والارتباطات بالله فهو يقرر أوّلاً ويؤمن بوجود روابط وعلاقات بين الحوادث التاريخية هي في الحقيقة تعبر عن حكمة الله سبحانه وتعالى-حسن تقديره وبنائه التكويني للساحة التاريخية ، و القرآن الكريم حينما يسبغ الطابع الرباني على السنة التاريخية لا يريد أن يتجه اتجاه التفسير الإلهي في التاريخ لكنه يريد أن يؤكد أنّ هذه السنن ليست هي خارجة ومن وراء قدرة الله سبحانه وتعالى إنما هي تعبير وتجسيد وتحقيق لقدرة الله فهي كلماته وإرادته وحكمته في الكون كي يبقى الإنسان دائما مشدوداً الى الله لكي تبقى الصلة الوثيقة بين العلم والإيمان فهو في الوقت نفسه الذي نظر فيه إلى هذه السنن نظرة علمية نظر إليها نظرة إيمانية.

الاستخلاف

يرى السيد الصدر أن الاستخلاف هو العلاقة الاجتماعية في زاوية نظر القرآن الكريم وهو عند التحليل ذو أربعة أطراف لأنّ الاستخلاف يفترض مستخلفا أيضاً لابدّ من مستخلف ومستخلف عليه ومستخلف فالشهيد الصدر يرى أنّ نشأة المجتمع نشأة إلهية ما ورائية فظهور المجتمع الإنساني على الأرض كان تعبيراً عن قرار رباني وفقا للتفسير الموضوعي الذي قدمته للآية القرآنية((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )) في هذه الآية الكريمة استخلص الشهيد الصدر حقيقة إنشائية تتصل بالإرادة الإلهية تجلت بقيام مجتمع البشر على الأرض فالله تعالى ينبئ الملائكة بأنه قرّر إنشاء مجتمع على الأرض.

ويتساءل السيد الصدر على العناصر التي يمكن استخلاصها من الآية القرآنية التي تتحدث عن هذه الحقيقة العظمى؟

فيجيب: إن هناك ثلاث عناصر أساس هي :

الإنسان

الأرض والطبيعة

العلاقة المعنوية التي تربط الإنسان بالأرض وتربط من ناحية أخرى الإنسان بأخيه الإنسان.

الشهيد الصدر يقف على مصطلح الاستخلاف من وجهة نظر القرآن الكريم ، ليحلله بعمق فيقول فيه (( انه هو العلاقة الاجتماعية )) ويقوم الاستخلاف بحسب تصور السيد الصدر على أربعة أطراف هي : المستخلف ، وهو البعد الرابع أما الأطراف الثلاثة فهي : (( المستخلف ، والمستخلف عليه ، ومستخلف )) أي: لا يكون هناك استخلاف من دون مستخلف هو (الله) سبحانه وتعالى والمستخلف هو الإنسان أي الإنسانية جمعاء والمستخلف عليه هو الأرض وما عليها.

لم يكتشف الشهيد الصدر بهذه الآية إثبات استخلاف الإنسان على الأرض بل ذكر آيات أخرى تؤكد استيعابها وتمثلها في حياة المجتمع ، وبما ينعكس على سيرته ، وعلى تنمية المجتمعات الإنسانية وتحقيق أمنها وتقدمها في مناحي الحياة كافة؛وهذه الآيات التي أشار إليها الشهيد الصدر تحت عنوان (الخلافة العامة) هي :

قال تعالى ((إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)).

قال تعالى ((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)).

قال تعالى ((يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)).

قال تعالى ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)).

هذه الآيات التي استشهد بها الشهيد الصدر يعدّها من نمط الصيغة الرباعية أو البعد الرابع ، عرضها القرآن الكريم تارة بوصفها فاعلية ربانية من وجهة نظر الإلهية في العطاء وهذا العرض الذي قرأناه في ((إني جاعل في الأرض خليفة)) يعد عطاء من الله تعالى ، وهو دور تكريمي ايجابي من رب العالمين للإنسان ومن وجهة نظر أخرى عرض للبعد الرابع بوصفه ارتباط للإنسان بما هو أمر يتقبله الإنسان ، أي: تقبل الخلافة وذلك في قوله تعالى ((إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض ....) فالأمانة بحسب الشهيد الصدر هي الوجه التقبلي للخلافة والخلافة هي الوجه الفاعل والعطاء للأمانة؛ والأمانة والخلافة هما : الاستخلاف والاستئمان وتحمل الأعباء؛وهو الحد الرابع(أما الصيغة الثلاثية فلا يؤمن بها القرآن الكريم بل آمن بالصيغة الرباعية التي عرض لها الشهيد الصدر ، وعدّها سنّة من سنن التاريخ ، مثلما عدّ الدين سنّة من سنن التاريخ ، لأنّ الدين هو العقبة الرباعية في الحياة . هذه الخلافة للإنسان أو الاستخلاف أو الاستئمان بحسب رأي الشهيد الصدر . ان الله سبحانه وتعالى- شّرف الإنسان فكان متميزا من كل عناصر الكون لأنه خليفة ، وبهذه الخلافة استحق أن تسجد الملائكة له وتدين له بالطاعة كل قوى الكون [1].

إنّ الاستخلاف كما عرض له الشهيد السيد الصدر في أكثر من موضع من كتبه إنما تعني:

انتماء الجماعة الشرعية إلى محور واحد هو المستخلف (الله) بدلا من كل الانتماءات الأخرى ، وهذا هو التوحيد الخالص الذي قام على أساسه الإسلام وحملت لواءه كل ثورات الأنبياء تحت شعار (لا اله إلا الله) .

إقامة العلاقات الاجتماعية على أساس العبودية المخلصة لله ، وتحرير الإنسان من عبودية الأسماء التي تمثل ألوان الاستغلال والجهل والطاغوت .

تجسيد روح الأخوّة العامة في كل العلاقات الاجتماعية ، بعد محو ألوان الاستغلال والتسلط ، فمادام اسم الله تعالى واحداً ولا سيادة إلا له ، والناس

جميعاً متساوون بالنسبة إليه ، فمن الطبيعي أن يكونوا أخوة متكافئين في الكرامة الإنسانية والحقوق ، ولا تفاضل ولا تمييز في الحقوق الإنسانية .

LLLLLLLLLLLL

دور الأمّة في مكافحة الإرهاب.بقلم أد عادل زاير الكعبي

إنّ التعايش مع الأمم ومع التطور الزمني ومع واقعنا يتطلّب من وعياً حقيقياً من لدن الأمة ؛ونحن نرى أنّ الفكر الإسلامي في جميع مفاصله ديناميكي متطوّر تتماشى قوانينه مع كلّ فاصلة زمنية ويحكم كلّ تطوّر يحدث في المفاصل الزمنية،ولكنّ التطوّر الفكري شيء وحركية الأمة مع هذا التطور شيء آخر،لذلك يرمي الاجتهاد في فهم حركية الواقع إلى سدّ الفراغ الذي ينشأ بين الواقع الفكري للإسلام وبين التطور الزمني وتلبية حاجات المسلم في عالم متغيّر على وفق السنن الإلهية ،ولابدّ في هذا المنهاج من غربلة الواقع الاجتماعي وإيجاد المفاصل الجيدة وتطبيق منهاج الرسالة حسب الوقائع والأزمان,ويتطلّب هذا الأمر وجود المجتهد المتنوّر الذي يسهم في بلورة الفكر خدمة للإنسان.

إنّ فكرنا الرسالي يحكم كلّ الإنسان في كلّ شيء،وعلى هذا لايحتاج حامل الرسالة إلى تجاوزات فكرية خارجية ولاإنتماءات أخرى؛وعلى من يريد أن يستنتج أمراً لمعالجة ظاهرة اجتماعية أو سياسية أن يقيّد معالجته ضمن هذا الواقع،ويستلزم هنا خضوع فهم النص إلى الرقابة والحسّاسية في ضوء معايير معينة ترتبط بالواقع لكنها لاتضحّي بالإنسان،وبناءً على هذا الأساس تكون الظواهر التي تدخل في نطاق الفهم الخاطئ لآيات القتال هي ظواهر معزولة عن الأفكار الأساس،ولمّ كانت الجرائم الإرهابية ترمي إلى إزهاق الأرواح من دون استثناء من أجل تحقيق غايات لاعلاقة لها بالسنن الإلهية ؛لأنّ هذه الجرائم لاينتج عنها إلّا قضّ مضاجع الأمن والسلام وبثّ بذور الفتنة والفرقة وشقّ الصفوف.

يجب أن لايظلم الإسلام وأن لايقرن بين جوهر الإسلام؛ وبين أفعال بعض المسلمين،ولاحجّة للإرهاب في وجود مشروع سياسي يتوسّل بالعنف للوصول إلى السلطة،فالهجمات الانتحارية يموت القائمون بها جميعاً،ولايشكّل قادتهم في الخارج بديلاً من أيّ نوع للنظام القائم ونرى أنّ الجماعات الإرهابية لاتضرب المسؤولين السياسيين الذين تحاربهم وإنّما تضرب الشعب وتقتل الأبرياء حتّى يثوروا على السياسيين ويقاتلون نيابة عنها ،ويحكمون البلاد من فنادق الدرجة الأولى أو الشقق الفارهة في دول العالم لأنّ السياسيين المراهنين على هذا الدور يستفيدون منه في إسقاط خصومهم الذين أعطوا الفرصة للعدو لأسباب مختلفة تمتد بعضها إلى فلسفة حب التمسّك بالمناصب والكراسي ،ولأنّ الإرهابيين لايعلنون برنامجاً إصلاحياً أو سياسياً لقيادة البلاد سوى التهديد بشنّ مزيد من العمليات حتّى يبدو برنامجهم الوحيد هو قتل الأبرياء عشوائياً لإحداث مزيد من الرعب والإجرام

إنّ الإصلاحات السياسية والاجتماعية والدستورية لاتتمّ عبر الجرائم الإرهابية؛وإنما تتمّ عبر الحوار والاتفاق وعرض وجهات النظر المتباينة لتصحيح المسارات وتقويم الأداء بلا اتهامات ,وبلا ظلام فكري .

إنّ على مؤسساتنا التشريعية والتنفيذية معالجة الواقع المتخلّف للشعب العراقي وتشغيل العاطلين عن العمل ورعاية عوائل المتضررين من العمليات الإرهابية كي لايتحوّل ردّ فعلهم إلى مقاومة للنظام فيختلط عملهم غير الموزون بتوصيف الإرهاب.

إنّ الظروف الراهنة قد سمحت بوجود فئات كريمة من الشعب العراقي تناهض الاحتلال بشتّى الوسائل ؛وفئات إجرامية استغلّت الواقع العراقي لسرقة أموال الشعب وآثاره ،وقد يعمد بعضهم إلى الوصول إلى السلطة في ضوء سياسة التوافقات وإرضاء بعض السياسيين ،ولذلك نرى أنّ من الضروري أن يقوم مجلس النوّاب القادم بتشريع قانون المحكمة الدستورية التي لها الحق في تفسير القوانين ومراقبة عمل السلطات الثلاث والقضاء على الثغرات في الدستور العراقي التي تولّد أزمات تبيح للإرهاب التدخل وضرب الشعب لتعطيل تحقيق المشروع الوطني العراقي بتشجيع من الأجندات الخارجية التي سمحت لنفسها تحليل الواقع العراقي على وفق أهوائها ونحن نوجّه اللوم للعراقيين المنساقين مع هذه التوجهات لأنهم أدخلوا معهم من تنطبق على بلاده العربية صفة الاحتلال ولا يجرؤ على التصريح بذلك خوفاً من رئيسه أو ملكه أو خلطاً للأوراق لتحقيق غايات سياسية واقتصادية.ونكون واضحين هنا عندما تقول مادور المحلل السياسي المصري أو القطري في نقد الواقع العراقي وهم أشدّ الناس دعماً للتطبيع مع إسرائيل والولايات المتحدة،بل إنّ في قطر أكبر قاعدة أمريكية قيادية؛وأكبر مركز تجاري إسرائيلي؛وفي مصر وصل التطبيع إلى حد حذف الآيات القرآنية التي تخصّ اليهود والنصارى من المصحف وعدم تدريسها في مدراس المصريين،ألا يعدّ هذا إرهاباً صامتاً لايتجرّأ المحلّل السياسي المصري أن يخوض فيه ؛في حين ينتقد مثقفي العراق ويلومهم ويحاول التنظير لهم؟!

إنّ مرحلة عشق صدّام من المستجدين العرب قد انتهت وعليهم أن يبحثوا في مكان آخر ؛ولا يخلطوا بين المقاومة الشريفة ،والإرهاب المنظّم ؛لأنّ قتل الشعوب لن يؤدي إلى الثورة عليهم وملاحقتهم قانونياً؛وعلى القضاء العراقي أن يعيد النظر في سياسة التعامل مع من ثبتت جريمته في قتل الأبرياء؛وعلى الكتل السياسية العراقية الفائزة التي تؤمن بالوطن الواحد أن تعيد مرشحيها الفائزين للسكن في العراق وإدارة العملية السياسية العراقية من عاصمة العراق بغداد ,وليس من جناح فندق في ...........يسكنه من ينادي بقتل الشعب العراقي كي لايمنح الإرهاب أية مشروعية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2010-04-08
ارجوا من براثا الخير ان تنشر هذه المادبه الثقافيه على عموم العراق ليعلم الشعب العراقي برمته ماذا له وماذا عليه والسياسيين ايضا يجب ان يعوا ويفهموا هذا الكلام جيدا وقد ان الاوان لقطع يد الارهاب ايا كان من العراق من داخل وخارج العراق ويجب ان يعيش الشعب العراقي بخير وعافيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك