المقالات

الشعائر الحسينية .. الأثر والأهمية

5409 14:29:00 2009-12-28

* الدكتور سعد الحداد

بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين.للأمم على إختلاف أديانها ومذاهبها وطوائفها شعائرها وطقوسها التي اعتادت على تأديتها وإن اختلفت في الأسلوب والطريقة لتعبر عن مكنوناتها وما تحفل به من ذاكرة مسرةأومترحة .والمسلمون جزء من تلك الأمم ، يمارسون شعائر مقدسة فرضت عليهم في الكتاب المجيد تارة أو في سنة النبي المصطفى (ص) تارة أخرى حتى أصبحت جزءً من حياتهم يرتبطون بها إرتباطاعاطفيا وعقليا ، ويؤدونها أداء تقتضيه حالة الإيمان ، فكلما كان الإيمان متجذرا في النفوس كانت الشعائر ذات أداء حسن يثاب عليه المؤمن من الله رضوانا مباركا.ولما كان أهل البيت ( عليهم السلام) هم أعلام الهدى والعروة الوثقى الموصوفون في القرآن بأوصاف عظيمة فقد كان لهم في ميزان العدل والحكمة دور القيادة البارز في افتراض الطاعة . وعليه فمن الواجب شرعا وعرفا ان يكون المرء تحت سطوة حبهم وعدلهم ، يحمل رايتهم ويركن الى أفعالهم وأقوالهم باعتبار العصمة والإمامة قد حصرت بهم . فهل من بعد ذلك شيء يمنع ان لاتستكين النفوس إليهم ؟ وتميل القلوب نحوهم ؟إذن ..؟من الواجب تعظيمهم، لأنهم الأنوار الربانية والحجج البالغة وسفن نجاة الأمة . ومن أعظم الشعائر عند أتباعهم الشعائر الحسينية التي بدأت عند واقعة كربلاء كفعل أدائي ومن قبلها كإخبار غيبي . ويكفي المرء أنيدقق ويتأمل تلك الواقعة ( النهضة) ووصية الإمام الحسين بن علي ( ع) : (إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي ،أريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ) .في هذا البحث قدمنا عرضا تاريخيا موجزا عن جذور الشعائر الحسينية وما يرتبط بها فضلا عن تقديمنا رؤى وأفكارا تنصب في أهمية الشعائر وأهدافها ودورها في الحياة الإنسانية عامة وحياة أتباع مذهب أهل البيت خاصة.إذ تناول البحث التعريف بمفهومي الشعائر والطقوس وما جسدته شخصية الإمام الحسين (ع) أعقبه بالشعر ودوره في النهضة الحسينية ثم الحزن والبكاء على الحسين (ع) ثم آليات نشر الشعائر الحسينية وتفعيلها ليختم البحث بأهداف الشعائر الحسينية وأهميتها .وآخر دعوانا أن الحمد لله ربَ العالمين .

الشعائر: مفرد شعيرة، وهي سلوك يمارسه الفرد او الجماعة بدلالات خاصة بها، تنشغل تلقائياً بين المجتمعات من جيل لآخر، على وفق التزامات ثابتة لممارستها."وتنطوي تحت الشعائر جميع المراسيم بأشكالها وأنواعها التي تعبر عن نوع من الأنماط السلوكية التي تفرضها القيم والتقاليد الاجتماعية التي تلعب دوراً هاماً في جميع نشاطات الإنسان الاجتماعية، سواء كانت دينية او وضعية - قانونية - هدفها ضبط تتابع بعض السلوكيات او الحركات أو الأقوال الموجهة لتحقيق غاية معينة ينبغي ان تتكرر ومن دون أدنى تغيير في شكلها"( ).ولم تقتصر الشعائر على دين بعينه او مجتمع ما، بل تتعدى إلى ما هو أعم وأشمل، ولما كانت الشعائر تمثل جانباً مهماً من العبادات بنهج عملي فهي أقرب إلى (صفة القدسية). وقد تصنف إلى نوعين (خير) و (شر)، فالارتباط بالله الواحد الأحد يؤدي معه إلى إحياء كامل للشعائر الدينية الباعثة على الخير والرحمة ، أما الارتباط المتعدد البعيد عن الله سبحانه وتعالى كالخرافة والسحر والشعوذة والأساطير القديمة كلها تمارس وفق بواعث شريرة بعيدة عن العقائد الصحيحة السليمة.وهنا لا بد من ذكر للطقوس: (فالطقوس هي رموز لا تحمل دوماً دلالات معينة، وإنما تصطبغ بها في أكثر الأحيان، وترتبط غالباً بالعادات والتقاليد والقصص والأساطير، وتختلط بالشعائر الدينية حيث ترتفع الى مستوى العقيدة وقد تتحول الطقوس الى بدعة، فمن خصائص الطقوس ان لها إمكانية التحوير والتكيف مع متطلبات العصر الحديث أكثر من الشعائر الدينية( ).فالشعائر تكليف شرعي بنص ، ذات خصائص معينة، إذ ورد في القرآن الكريم الكثير من الأحكام الشرعية التي تشكل برمتها منهجاً يتعاطى معه المسلم بانضباط الأداء وعدم الإخلال بالأمر الرباني نحو قوله تعالى (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا)( ).أو ما لم يرد به نص قرآني بيد أنّ السنة النبوية سنته لاعتبارات إيمانية ومنها مثلاً أوقات الصلاة وعدد ركعاتها.

شخصية الإمام الحسين (عليه السلام ): التكوين والتأثيروهذا ينطبق على الشعائر الحسينية بوصفها سنّة فقد روي عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أحاديث شريفة في شخص الإمام الحسين (عليه السلام) تؤسس لمستقبل يروي التضحية والاستشهاد من أجل إعلاء كلمة الدين وحفظ الشريعة الإسلامية وتعاليمها من كل ما يشوبها ويعتريها من ضمور او انحراف وما تتعرض له من مؤامرات او دسائس تعيد الأمة من خلالها الى الجاهلية الأولى.فلم ترد الأحاديث جزافاً عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن شخصية الإمام الحسين (ع) تجسد في طبيعتها التكوينية القيم السماوية العليا باعتباره وريث الأنبياء ونفس النبي الكريم (ص ) بدليل قوله (ص ) : ( حسين مني وأنا من حسين ) ، فكلاهما مخلوقان من نفس واحدة مما هيأ لها أن تنمو نمواً متسارعاً في البيت النبوي الشريف وصولاً إلى الهدف الإلهي المرسوم لها.وقد تكاملت شخصية الإمام الحسين (ع) حتى أخذت امتدادها الطبيعي المتصل بشرعية أهل البيت (ع) فهم الموصوفون على لسان نبي الرحمة (ص): (ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق)( ) فهم بتكامل شخصياتهم يمثلون القدوة والأسوة الحسنة في السلوك والتربية والمنهج، وهم حجج الله على عباده كمالاً وعصمة وهم المطهرون بدليل قوله جل وعلا (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)( ).فالإمام الحسين (ع) كان في شخصيته مذهلاًَ، مرتبطاً بالغيب، ومتصلاً به اتصال عارفٍ،ملتزماً بالأوامر إلتزام عبد مؤمن مطيع لمعبود جبار رحيم، فضلاً عن تعوده لما كان يُخبر به من قبل جده وأبيه عن استشهاده. وقبل ذلك إنه إمام قام أو قعد وهو سيّد شباب أهل الجنة وأحد الثقلين.والتزامه هذا جسده بموقفه مع ابن عباس وابن الزبير حين أشارا إليه بعدم الذهاب الى كربلاء لما فيها من غدر ومكر ولكنه المأمور الملتزم الذي لا يمكن ان يتنصل عن مبدأ وسابقة فضل. تقول الراوية "جاء عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير فأشارا إليه بالإمساك، فقال لهما إنّ رسول الله (ص) قد أمرني بأمر وأنا ماضٍ فيه، قال: فخرج ابن عباس وهو يقول: واحسيناه"( )."لقد اجتمعت في شخصية الإمام الحسين (ع) مقومات الشهادة لا على مستوىً فردي،بل على مستوى العقيدة ككل، وكان النبي (ص) يعدُّ سبطه لتحمل ضنك تلك النقلة الروحية المجددة للصدور حينما تهتز الأرض من تحت أقدام المسلمين وتميد الدنيا بالإسلام ويتزعزع هيكل العقيدة بفعل الضلالات والظلم والتحريف. (اللهم أحبه فإني أحبه) كلمة رجاء من نبي لربه في أن تكلأ عزته ما سينزرع فيه من فضائل نبوية فذة، فيباركه من عليائه ويهديه بإلهامه ليكمل مسيرة رسالة جدّه الوليدة".( )الشعر ودوره في النهضة الحسينيةيعد الشعر كنز العرب الأثير، وخزان بلاغتهم التي أضاف لها القرآن الكريم عمقاً عظيماً في التراث اللغوي والدلالي. فكان ذا تأثير كبير في النفوس والعقول والمشاعر ما زال يؤدي وظيفته الإعلامية المؤثرة. فهو يعبر عن موقف ويعبر عن منهج، وفيه رسم صورة لأوضاع اجتماعية او سياسية مما يجعله فعلاً قابلاً للاضطهاد والتحدي من جانب، وفعلاً قادراً في التغيير والتأثير من جانب آخر. فكم وقفت أنظمة الحكم المستبدة تعلن رفضها المطلق لكل شاعر يمدح أو يرثي أهل البيت (ع) بل عمدت الى ملاحقتهم والتنكيل بهم وزجهم في السجون أو قتلهم اعتقاداً بتكميم أفواههم الصادحة بحب أهل البيت (ع).وإذا كان النبي (ص) قد سمع الشعر وشجع عليه لنصرة الدين الجديد وتلقيبه لبعض شعراء عصره المدافعين عن الإسلام بألقاب ظلت خالدة لهم، وإكرامه للشعراء المادحين مادياً ومعنوياً، فهذا يمثل وضع الأساس الذي أنطلق منه الشعراء وهم يدافعون وينافحون ببلاغة قصائدهم معبرين عن ولائهم للبيت النبوي الشريف، متحدين كل أنواع الظلم والتعسف وقمع الحريات التي فرضتها الأنظمة الحاكمة.ولما جسدته هذه الشخصية العظيمة في موقعها الروحي وموقفها التاريخي البطولي وقف الشعر ينثال شلالاً من اللغة الساحرة على مر القرون والأزمنة، يوقظ المشاعر ويفجّر طاقات الغضب ضد التيارات المنحرفة بما تلهمه شخصية الحسين (ع) وتضحيته بنفسه وأهل بيته وأصحابه فتوقظ فيه كوامن الخلق الإبداعي لتظل كربلاء أنشودة خالدة في ضمير الإنسانية.إنّ ما قيل بحق الحسين (ع) من الشعر لم تحفل به أية شخصية في تاريخ الإنسانية (مدحاً ورثاءً) ولم تحضَ واقعة في التاريخ مثلما حضيت به واقعة الطف من تسجيل دقيق ما زالت أقلام الكتاب والمؤلفين والشعراء تسطّر بمدادها أصفى الصور وأنقاها وبمختلف اللغات واللهجات.وإذا كانت واقعة الطف قد تمكنت من استملاك الوجدان الجمعي للأمة بصورتها المأساوية فإن الحسين (ع) وهو محور المأساة وقمة هرم الواقعة، قد خلق نموذجاً فريداً ومؤثراً في ضمير الأمة بل في ضمير الإنسانية، وهذا ناتج عن عوامل التلقي والإلهام الروحي والفكري والوجداني أثمرتها دعوة جده الرسول الكريم (ص) بقوله :(اللهم أحبه فإني أحبه)، وهي دعوة رجاء ولدت من خلال نقلة روحية عظيمة.

والشعر يكمن في خطورته حتى (أدركت السلطات الحاكمة على اختلاف العهود السياسي، في العصر الأموي، ثم في العصر العباسي وما تلاه خطورة هذا اللون من الشعر، فهو يؤجج الحمية الدينية، ويعزز العلاقة العقيدية والعاطفية بالمعارضة ويثير الشبهات حول شرعية الحكم القائم)( ).ولذا فقد روي عن الإمام الصادق (ع) قوله لجعفر بن عفان الطائي: (ما من أحد قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى إلا أوجب الله له الجنة وغفر له)( ) وتشير المصادر التاريخية ان أول من رثى الإمام الحسين (ع) هو عقبة بن عمرو السهمي بقوله:مررت على قبر الحسين بكربلاففاض عليه من دموعي غزيرها

وما زلتُ أسكبه وأرثي لشجوهويسعد عيني دمعها وزفيرها

ولا نريد هنا الإسهاب في ذكر ما قيل من الشعر الولائي فقد ألفت في هذا الباب العشرات من المؤلفات التي درست الشعر الحسيني منذ القرن الأول الهجري حتى يومنا هذا. وطُبعت مئات الدواوين التي جسدت الولاء بروح إيمانية متجذرة وامتازت بكونها عوامل مهمة في إذكاء جذوة الواقعة عاطفياً ونفسياً مما يجعلها ركيزة مهمة من ركائز الشعائر الحسينية.

الحزن والبكاء على الحسينإنّ الحزن والبكاء هما نتاج طبيعي وغريزي لدى الإنسان، ففيهما يفرغ الإنسان بعض آلامه وأشجانه المكبوتة معبراً عن حالة مؤلمة تعرّض لها أو تأثّر بها مما دفعه الى التعبير عن مكنونات عواطفه ومشاعره.

وقد ورد في القرآن الكريم أنً نبي الله يعقوب (ع) اشتد به الحزن حتى ذهبت عيناه جراء تألمه على يوسف (ع) (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)( ). والحزن أكثر ايلاماً من البكاء لما فيه من كبت خفي وتغيير في ملامح شخصية المحزون وقد يؤدي الحزن الى البكاء، وكلاهما من السنن الشريفة التي مارسها الأنبياء (ع) منذ بكاء آدم (ع) على ولده هابيل حتى بكاء النبي المصطفى (ص) على ولده إبراهيم وعلى عمه الحمزة (ع) وقد ورد عنه (ص) فيما روى ابن مسعود (رض): (ما رأينا رسول الله (ص) باكياً أشد من بكائه على حمزة)( ). ثم على الحسين (ع) ولكن قبل استشهاده وتلك من المواقف المؤثرة في التاريخ الإنساني، وهي مصداق نبوة الرسول الأعظم (ص) فقد أوحى الله سبحانه وتعالى لنبيه (ص) بمقتل سبطه في كربلاء في شهر محرم الحرام. والروايات كثيرة صحيحة الإسناد، فعن الإمام الباقر (ع) قال: (كان النبي (ص) في بيت أم سلمة فقال لها: لا يدخل عليّ أحد فجاء الحسين وهو طفل فما ملكت معه شيئاً حتى دخل على النبي (ص). فدخلت أم سلمة على أثره، فإذا الحسين على صدره، وإذا النبي (ص) يبكي وإذا في يده شيء يقبّله، فقال النبي (ص) يا أم سلمة، إن هذا جبريل يخبرني ان ابني هذا مقتول وهذه التربة التي يقتل عليها فضعيها عندك فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي. .)( )."ولا بد أن يكون الصحابة لما رأوا رسول الله (ص) يبكي لقتل ولده وتربته بيده وأخبرهم بما أخبره جبرائيل من قتل وأراهم تربته التي جاء بها جبرائيل أخذتهم الرقة الشديدة فبكوا لبكائه وواسوه في حزنه على ولده، فإن ذلك مما يبعث على أشد الحزن والبكاء لو كانت هذه الواقعة مع غير النبي والصحابة فكيف بهم معه؟! فهذا أول مأتم أقيم على الحسين (ع) يشبه مآتمنا التي تقام عليه، وكان الذاكر فيه للمصيبة رسول الله (ص) والمستمعون أصحابه"( ).بل إنّ الإمام علي بن أبي طالب (ع) بكى ولده الحسين (ع) فقد روى الشيخ الصدوق في أماليه بسنده عن ابن عباس قال: "كنت مع أمير المؤمنين علي (ع) في خروجه الى صفين، فلما نزل نينوى وهي بشط الفرات، قال بأعلى صوته، يابن عباس أتعرف هذا الموضع؟ قلت له: ما أعرفه يا أمير المؤمنين، فقال (ع): لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي، قـال: فبكى كثيراً حتى اخضلّت لحيته وسالت الدموع على صـدره، وبكينا معه وهو يقول: آهٍ آهٍ، مالي ولآل أبي سفيان (. . . .) صبراً يا أبا عبد الله، فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم"( ).وقد روى أبو حمزة الثمالي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي (ع) فإنه فيه مأجور"( ).ولهذا التزم المسلمون من مذهب آل البيت بتلك الوصية وتنفيذها في إبداء الحزن والبكاء والجزع على الحسين (ع) فقد كتب السيد رضي الدين علي بن طاووس (رحمه الله) قائلاً: "ولولا إمتثال أمر السُنّة والكتاب في لبس شعار الجزع والمصاب لأجل ما طمس من أعلام الهداية، وأُسّس من أركان الغواية، وتأسّفاً على ما فاتنا من السعادة، وتلهفاً على إمتثال تلك الشهادة، وإلا كُنّا قد لبسنا لتلك النعمة الكبرى أثواب المسرّة والبشرى، وحيث في الجزع رضاً لسلطان المعاد، وغرض لإبراز العباد، فها نحن قد لبسنا سربال الجزوع وأنسنا بإرسال الدموع"( )."ويبدو أنً السرّ في مشروعية هذا البكاء، وهذا الجزع مع كراهة ما عداه وتحريم بعض أفراده هو ان البكاء والجزع ليس أمراً شخصياّ يتعلق بعاطفة بشرية تتفجّر بالأسف على ما فات، وإنما هو حزن على قضية دينية عامة تتمثّل بالإمام الحسين (ع) وثورته، فالحزن ليس موقفاً عاطفياً وإنما هو موقف مبدئي يُعبّر المزمن عن التحامه به، واعتناقه له بهذا التعبير العاطفي"( ).ولذا قال الإمام الرضا (ع): "من تذكر مصائبنا وبكى لما أرتكب منا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر مصابنا فبكى وأبكى، لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".وهذا الحثّ على البكاء على الحسين (ع)هو المقصود الأول من قول الإمام الرضا(ع) وان كان الأئمة الأطهار (ع) قد واجهوا مصائب جمّة كالاغتيال ودس السمّ والتعذيب والسجن والمطاردة وغيرها من ألوان المصائب الأخرى، غير ان مصيبة الإمام الحسين (ع) هي الأعظم في تاريخ أهل البيت(ع) لذا وجب عليها البكاء بأمر إلهي عن طريق الإمام المعصوم ويعد ذلك أمراً عبادياً يجب العمل به.

ومما روي بالأمر عن الأئمة الأطهار في هذا الباب ماجاء عن الإمام الباقر (ع) حيث قال: "يا علقمة اندبوا الحسين (ع) وأبكوه وليأمر أحدكم من في داره بالبكاء عليه وليقم عليه في داره المصيبة بإظهار الجزع والبكاء وتلاقوا يومئذٍ بالبكاء بعضكم الى بعض في البيوت ومتى تلاقيتم ولعزّ بعضكم بعضاً لمصاب الحسين (ع). قلت: صلحك الله كيف يعزي بعضنا بعضاً؟ قال: تقولون أحسن الله أجورنا بمصابنا بأبي عبد الله الحسين (ع) وجعلنا من الطالبين بثأره مع الإمام المهدي إلى الحق من آل محمد صلى الله عليه وآله أجمعين وان استطاع أحدكم ان لا يمضي يومه في حاجة فافعلوا فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن وان قضيت لم يبارك فيها ولم يرشد ولا يدّخرن أحدكم لمنزله في ذلك اليوم شيئاً فإنه من فعل ذلك لم يبارك فيه. قال الباقر (ع): أنا ضامن لمن فعل ذلك له عند الله (عز وجل) ما تقدم به ذكر من عظيم الثواب وحشره الله في جملة المستشهدين مع الحسين(ع)"( ).

آليات نشر الشعائر الحسينية وتفعيلهاالشعائر الحسينية هي مصداق قوله تعالى "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"( ). وهذه المصداقية في التعظيم لم تأتِ اعتباطاً، بل جاءت مليئة بالمضمون الذي عمل من أجله الإمام الحسين (ع)، وما تحقق من هدف منشود في إحياء الشريعة المحمدية.وإذا كان البعض ممن يدعي العلم يرى في الشعائر الحسينية بدعة، وعليها يترتب من الآثام شيء كبير فقد جهل تماماً إنّ الشعائر طاقة هائلة مختزنة في جوهرها القرآني وسنّة فاعلة في عمقها الرسالي. فالتعظيم للذات المقدسة من خلال الأداء الواعي للشعائر يعزز الممارسة الإيمانية البعيدة عن الرياء والخداع، الذاكرة لله سبحانه وتعالى بالتمجيد والتهليل والتكبير والتسبيح وبكل أسلوب لا يعارض العقل او العرف.وبالممارسات الصحيحة فإننا نعبّر عن ارتباط روحي وعاطفي مع الله سبحانه وتعالى لأن في ذلك صفاء للقلب ونقاء للضمير، وما الممارسة إلا آلية من آليات التعظيم والتقديس لله عزّ وجل.

ومن أجل الوقوف على آليات نشر الشعائر الحسينية لتلعب دورها الصحيح الهادف في شحن الأمة وإيقاظها الدائم. وبما أننا اليوم بحاجة ماسة إلى كل ما يوفر لنا طريقاً لخدمة القضية الحسينية فنرى في الصفحات القادمة بعض المقترحات التي يمكن الاستفادة منها في نشر الوعي للشعائر الحسينية من خلال آليات متعددة:1) الشعر. . كنا قد تطرقنا إلى الشعر وأثره في الشعائر الحسينية وما جاء على لسان النبي (ص) والأئمة المعصومين من أهمية فائقة للشعر في دعم مشروعية القضية الحسينية والتحبيب للنظم وما يترتب عليه من عطاء دنيوي وأخروي. وخاصة إذا كان مقروناً بالبكاء.وعليه فنحن إذا أردنا أن نقيم الشعائر الحسينية في هذا المجال فعليه ان يصار إلى تفعيل الحركة الشعرية في البلد إحياءً للقضية الحسينية من خلال:أ‌. إقامة المهرجانات الشعرية المتواصلة في كل محفل من المحافل الثقافية والاجتماعية.ب‌. تكريم الشعراء المتميزين تشجيعاً لهم في تقديم المزيد من الإبداع والعطاء الشعري الخلاق المؤثر في النفوس.ت‌. إقامة المسابقات الشعرية الخاصة بالقضية الحسينية وعلى نطاق واسع في العالم.ث‌. الحث على الدراسات النقدية في شرح مضامين القصائد الشعرية وما تحمله من رؤى وأفكار بشأن القضية الحسينية.ج‌. إصدار الدواوين الشعرية الخاصة بالإمام الحسين (ع) وثورته العظيمة.ح‌. تحقيق المخطوطات الخاصة بالدواوين الشعرية المتضمنة مديح ورثاء أهل البيت (ع) ونشرها بدلاً من ركنها على رفوف المكتبات أوفي خزائنها.

2) الأدب. . وفي هذا الباب الواسع يمكن الاستفادة من الإبداع الأدبي في مجالات القصة والرواية والمقال. وتفعيل ذلك يتأتى من الحثّ على إقامة المسابقات ونشر النتاج الجيد الهادف في مجاميع مستقلة ، فضلاً عن إقامة الحلقات النقدية الخاصة بهذه الشعائر، و اصدار سلاسل خاصة تحمل عناوين مثل (من أدب الطف)أو (في النهضة الحسينية)أو (قصص من النهضة)أو (سلسلة القصة القصيرة الخاصة بالثورة الحسينية). . . الخ.وإنًنا سوف نرى نتاجاً ضخماً يؤرخ ويؤرشف للأحداث بصورة أدبية راقية، تظهر الملامح البطولية للشخصيات التي جاهدت مع الإمام الحسين (ع) وغيرها من المواقف البطولية في الواقعة.3) الفنون. . ولا بد من استثمار المساحة الواسعة للفنون بأنواعها المختلفة في إقامة الشعائر الحسينية وتوظيفها توظيفاً فنياً حديثاً يوصل للعالم بعض ملامح القضية الحسينية مجسدة في طرائق مختلفة من الإبداع الفني.ففي المسرح مجال رحب لإبراز القضية الحسينية ومسرحة الواقعة برؤى جديدة تتلاءم مع روح العصر. بل بالإمكان إنتاج أعمال مسرحية في محاور متعددة ومن زوايا مختلفة. وعليه، يجب ان نعمل على دعم الشعائر الحسينية من خلال المسرح في:1. إقامة مسرح حسيني بعيداً عن التهريج قريباً من نشر أهداف النهضة الحسينية وما انطوت عليه من أبعاد كبرى.2. إقامة المهرجانات المسرحية وتفعيل حركة المسرح الحسيني من خلال بناء و إنشاء المسارح الخاصة.3. تكريم المبدعين من المسرحيين العاملين في هذا المجال.4. اصدار المسرحيات في كتب خاصة أنيقة وتعميم تلك الأعمال على مساحة أكبر للقراءة مما يؤدي إلى إخراج الأعمال المسرحية المطبوعة في أكثر من مدينة أو بلد.5. التركيز على مسرح الطفل لما له من أهمية في تنشئة الجيل الجديد على معرفة النهضة الحسينية.

وفي مجال الفن التشكيلي: يمكن الاستفادة من هذا الفن وتوظيفه توظيفاً يخدم الشعائر الحسينية في اللوحة والعمل الفني النحتي لإبراز جمالية الروح المؤمنة وحالة الاستشهاد العظيمة والفريدة في التاريخ. ويمكن تفعيل ذلك من خلال:أ‌. إقامة المعارض الفنية الشخصية والمشتركة للفنانين التشكيليين او النحاتين.ب‌. تكريم المبدعين منهم بجوائز مشجعة.ت‌. إنشاء متاحف خاصة للعرض الدائم، وقاعات فنية متعددة للعروض المستمرة.ث‌. إصدار الملصقات والفولدرات التعريفية بذلك.ويضاف إلى تلك الفنون (الخط والزخرفة) لما فيهما من قدسية للحرف العربي واستثمارهما استثمارا إبداعيا يخلد القضية الحسينية من أبعاد متعددة جماليا وشعائريا.4) المنبر الحسيني.يعد المنبر الحسيني من أعظم الآليات التي حافظت على الشعائر الحسينية، فقد مارس المنبر دوراً كبيراً في نشر القضية الحسينية ليس في الوسط الشيعي وإنما تعدى إلى أوساط مجتمعية أخرى خارج نطاق العالم الإسلامي وأخذ المنبر من خلال خطبائه المتزايدين يوماً بعد يوم يتسع في عطائه وفقا للتطور الحاصل في عالم وسائل الإعلام المرئية والسمعية.وللاستفادة من الدور المهم للمنبر الحسيني نقترح:1- إرساء قواعد جديدة للخطباء تتوافق مع أهداف الشعائر في نشرها على مساحة كبيرة في العالم، ومنها الاهتمام باللغة والقراءة الجيدة الواعية لمختلف الفنون والعلوم الشرعية. من أجل التأثير المباشر في المجتمع وفي طريقة الإلقاء وقوة الإقناع استمراراً على منهجية المدارس المنبرية التي قادها الرواد المثقفون أمثال المرحوم الدكتور أحمد الوائلي.2- إنشاء المدارس الخاصة بتعليم فن الخطابة وما يتعلق بها من فنون أخرى وتخريج جيل واعٍ متمكن يواصل مسيرة إحياء الشعائر الحسينية في كل مكان من العالم.3- عدم اقتصار المنبر الحسيني على شهري محرم وصفر والاستمرار الممنهج في إقامة المراسيم الخطابية على مدار السنة مع التكييف للمناسبات المختلفة التي من خلالها يتم إحياء الشعائر كالولادات والوفيات والمناسبات الدينية والتاريخية الأخرى.

5) الكتب. . للكتاب أهمية بالغة في إيصال المعلومات الدقيقة والحقائق الناصعة عبر منافذ التأليف المهتمة في إحياء الشعائر الحسينية ومنها ما يؤلف مباشرة كتاريخ للواقعة مثل (المقتل)، او ما يؤلف للتعريف العام بالواقعة وأسبابها ونتائجها مضافاً إلى ما رافق أو أعقب الواقعة من أحداث مرتبطة بالواقعة. أو ما يؤلف من دراسات في مسيرة النبي وآله الأطهار (ع) وفي الرجال والأعلام أو الوعظ والإرشاد والحكمة المستفادة من علوم أهل البيت فضلاً عن نشر مبادئ الإسلام الحنيف التي من أجلها كانت نهضة الإمام الحسين (ع) في واقعة كربلاء ضد الطغاة المستبدين. ومن اجل الاستفادة من هذا الباب في نشر الشعائر الحسينية نقترح ان يصار إلى:أ‌. إقامة مسابقة في تأليف الكتب الخاصة بالإمام الحسين (ع) ونهضته الخالدة.ب‌. تشجيع المؤلفين في رصد جوائز تشجيعية لهم وطبع النتاجات المهمة منها.ت‌. إقامة المعارض الخاصة بهذا المجال مع دعم في الأسعار لغرض نشر الكتاب على مساحات أكبر من القراء.6) التحقيق:إذا كانت المؤلفات تشكل أهمية بالغة، فإن عدداً كبيراً من تلك المؤلفات ما زالت مخطوطة في المكتبات والبيوت لم تمتد لها يد التحقيق العلمي لإخراجها إلى النور لتكون بمتناول أيدي القراء.إنً إخراج المخطوطات التراثية الخاصة بأهل البيت (ع) عامة والإمام الحسين (ع) على وجه الخصوص يشكل ملمحاً مهماً في إطار إحياء الشعائر الحسينية، فهذا المحور يضيف دعماً معنوياً كبيراً ويكشف عن أفكار من سبق من المؤلفين في العصور السالفة وعليه يصار إلى:أ‌. إقامة مراكز للتحقيق العلمي للمخطوطات الخاصة بهذا المجال.ب‌. تشجيع المحققين ورصد جوائز مهمة للتحقيق العلمي الجيد.ت‌. طبع المخطوطات المحققة ونشرها للاستفادة منها و احياءً للشعائر الحسينية.

7) الإعلام . . (المسموع والمرئي والمقروء).يشكل الإعلام على اختلاف أنواعه اليوم حالة من الرقي في التواصل الإنساني، ويمكن استثماره استثماراً جيداً فهو الأسرع والأكثر استخداماً على النطاق الشعبي العام في العالم. . وتأثيره كبير جداً في نقل الخبر بالصوت والصورة مباشرة مما يعطي مساحة للاستثمار الأمثل في خلق وعي شعبي للقضية الحسينية في برامج متنوعة وكثيرة متعددة وليست لفئة بعينها او طبقة دون أخرى أو شريحة دون شريحة.وفي هذا الجانب منافع كثيرة لا حصر لها وعليه يجب الاهتمام بكل وسائل الإعلام من إذاعات أو فضائيات أو مواقع انترنت او صحافة (صحف ومجلات ونشرات خاصة).وأود الإشارة إلى التعريف بمواقع شبكة الانترنيت التي تعنى بنشر فكر النهضة الحسينية بكل أبعادها وأصنافها ،وتفعيلها وتغذيتها بإشراك أقلام النخب المثقفة وتزويدها بالمعلومات المختلفة( تاريخا وفلسفة وأدبا وعقائد وغيرها) فضلا عن إصدار كراس خاص للتعريف بتلك المواقع لغرض تصفحها والاستفادة منها والمشاركة في أبوابها أو التعرف على ماتجود به الأقلام الحسينية في كل أرجاء الأرض . المواكب الحسينيةتأتي أهمية المواكب الحسينية إنطلاقاً من عظم فعاليتها الشعبية وأدائها الجمعي المنظم في إقامة الشعائر.وتنقسم المواكب الحسينية إلى أنماط معروفة:1. مجالس العزاء.2. مواكب الزنجيل.3. مواكب اللطم.4. مواكب التطبير.ان للمواكب الحسينية تأثير فاعل على المستوى الشعبي والحكومي، لذلك نجد جميع الأنظمة الحاكمة عبر العصور إلا في فترات معينة كانت تعارض إقامة مثل تلك التجمعات باعتبارها أهدافاً سياسية معارضة لها. لأنها تبث باستمرار روح الثورة وإثارة غضب الناس ضد الطغاة والجبابرة، مستلهمة دروس الواقعة بأبعادها المختلفة وعرضها بوسائل بسيطة وأداء معلوم قوامها مظلومية أهل البيت (ع).وإننا لا نريد ان نستعرض تاريخ المواكب الحسينية، إنما نذكّر بضرورة الاهتمام الخاص بها والبحث عن استراتيجية واضحة في تنظيم تلك المواكب التي أخذت بالتزايد على امتداد مدن العراق وأقضيته ونواحيه وقراه، فما من منطقة إلا وفيها من المواكب الحسينية ما تنبئ عن إقبال واسع للمساهمة والمشاركة في مراسيمها.وضرورة إيجاد وسائل كفيلة بإدامة تلك المواكب لأنها قادرة على خلق أجيال متواصلة تتذكر مظلومية الإمام الحسين (ع) وأهل بيته ونهضته الخالدة.ويمكن تطوير أداء المواكب بانضباطية عالية إذا توافرت عوامل عدة هي :1.إنتخاب المشرفين القادرين على مسك زمام القيادة في المواكب.2.إنشاء مركز يدير شؤون المواكب في المحافظة الواحدة ثم تتفرع منه مجالس أخرى للأقضية والنواحي والقرى. . الخ.3.تشكيل هيئة عليا تشرف على ذلك المركز (هيئة شعبية) لها ثقلها ووجاهتها مسؤولة عن إعداد البرامج الخاصة بالمواكب وتهيئة المستلزمات كافة التي تؤمن استمرارية المواكب في أداء فعالياته المختلفة. (وتحدد مسؤولياتها ضمن نظام داخلي يعد لذلك).4.إعداد الخطباء والمبلغين إعداداً صحيحاً وعلمياً بإشراف مختصين في شؤون الخطابة وقراء المجالس الحسينية (الرواديد)، فضلاً عن إقامة دورات مستمرة بهذا الشأن.5.اعتماد آليات عمل في منهجة أداء المواكب وعدم الركون إلى تشكيل تجمعات إنشقاقية تذهب هيبة الموكب لأمور شخصية تهدف إلى أمور دنيوية بعيدة عن الهدف العام للشعائر الحسينية التي من أجلها أقيمت المجالس وأنشأت المواكب.

أهداف الشعائر الحسينية وأهميتها1. التمسك بالنص القرآني الخاص بأهل البيت والالتزام بالتعاليم السماوية في قوله تعالى (قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)( ).2. كشف الظلامات التي تعرض لها أهل البيت في العصرين الأموي والعباسي وما لحقهم من تزييف للروايات التي رويت بحقهم وما تعرضوا له من إقصاء حتى من قبل رواة الحديث المعروفين.3. تهدف الشعائر الحسينية إلى جمع وحدة الكلمة بين صفوف المؤدين لها مما يزيد في قلوبهم المحبة وقيم الخير والرأفة والتعاون والتماسك، فالشعيرة دلالة قوة وتماسك بين الحسينيين.4. يهدف الاستمرار في أداء الشعائر إلى ترويض النفس وخلق حالة من التسامي ضد النزوات والشهوات والغرائز بكل أنواعها.5. تهدف الشعائر الحسينية إلى خلق جيل واعٍ بقضية إنسانية.6. في الشعائر الحسينية قوة مانعة أمام كل التحديات التي يتعرض لها أبناء الطائفة، وإقامتها واجب شرعي أكد عليه كل علمائنا ومراجعنا على اختلاف مشاربهم وأزمنتهم.وتكمن أهمية الشعائر الحسينية في الحفاظ على الدين الإسلامي إذا ما روعيت تأديتها مراعاة صحيحة بعيداً عن الرياء والمظاهر الخادعة. ويمكن إجمالها بالآتي:1. ترسيخ المفاهيم الإسلامية وإدامة صلتها روحياً بين العبد المؤمن وخالقه سبحانه وتعالى.2. فتح آفاق جديدة للمسلمين غير الملتزمين دينياً والإسقاط التتابعي لكل صنوف الإخلال بالعمل العبادي.3. ترسيخ مفاهيم العدل والمساواة في المجتمع الإسلامي والوقوف بوجه الطغاة وأشباههم.4. العمل على إدامة مفهوم (الجهاد) وفق الرؤى الإسلامية والممنهج ضمن الإطار العام للمذهب الشيعي.5. تولد الشعائر استمراراً جاداً في التصدي لقوى الشر والظلام.6. تهيئ القلوب والضمائر في الدوام على ممارستها الممارسة العبادية الصادقة مما ينتج إحياءً لكل أعمال البر والإحسان والفضائل الحميدة والسعي إلى الإكثار من العمل الصالح والتقوى والورع عن المحارم.7. تنتج بيئة طاهرة ذات علاقات حسينية قادرة على تخطي الصعاب مهما عظمت، في وحدتها وقوة كلمتها أي خلق بيئة صالحة تنمو في بذور الخير وتميت الرذائل وأردان المجتمع.8. تنتج رقة في العواطف والمشاعر والأحاسيس وتذيب الصلف والعنف وكل أنواع القهر والجور، فالشعائر الحسينية تعبر عن مظلومية حقّة مما يجعلها بعيدة عن الظلم بكل أنواعه لبني البشر.9. تحفز في النفس المؤمنة قوة الصبر والشكيمة والاعتداد بالنفس السائرة على الخط الحسيني.10. تأتي أهميتها من إعادة قراءة التاريخ بصورة متأنية وكشف الزيف الذي لحق بكتابته وفق منظور السلطة بكل أدوارها وما لحق به من تشويه للحقائق ومهادنة لقوى التسلط الحاكمة وإشباع رغباتهم في طمس الحقائق الجوهرية فيه.11. تشكل الشعائر الحسينية منطلقاً مهماً يتمثل بالنداء الدائم لمشروعية الولاية وعدم الاحتكام إلى روايات مزورة لفقها وعاظ السلاطين. مما أدى إلى عدم تنفيذ وصايا بيعة الغدير.12. وتأتي أهميتها في التحضير والاستعداد لإقامة دولة العدل الإلهي الممثلة بظهور الإمام الحجة (عج) والتمهيد له بخلق المؤمنين بالرجعة والعاملين على مبدأ الانتظار.13. وتأتي أهميتها في نشر مشروعيتها إلى الأمم والشعوب الأخرى لإيقاظ الوجدان، مما يهيئ بسط مساحة تنويرية من الوعي والثقافة التي لم تصل إليها وعبر طرق متعددة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د. حيدر عامر السلطاني
2013-12-01
بوركت دكتور على هذا الطرح الجميل. وشكرا لوكالة انباء براثا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك