المقالات

المجلس الأعلى .. لا يساوم دماء العراقيين برضا البعثيين

657 12:01:00 2009-11-19

الدكتور مصعب الجوراني

واجه العراقيون منذ أكثر من نصف قرن تحدي كبير لا يفقه سوى لغة القتل والتدمير والتسلط ويسعى للسيطرة على كل مقدرات البلاد بدون الرجوع لرأي الشعب معتمدا نظرية التفرد في الحكم والتي استنسخها من الحكومات الديكتاتورية السابقة وإضافة عليها الكثير من الاجتهادات الفردية والتي ضيعت حقوق الشعب بكامله ذلك هو الفكر البعثي - الصدامي، والذي نما وتربى في أحضان الدوائر الاستخبارية الدولية ليصل إلى أوج عظمته أبان عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي حيث تشير الإحصائيات إلى إن أكثر من ثلاثة ملايين عراقي قد راح ضحية ديكتاتورية هذا النظام وبأساليب متعددة منها نتيجة الحروب الظالمة أو الإعدامات أو في السجون أو من خلال التهجير والإبادة الجماعية أو نتيجة الإمراض الوبائية ومخلفات المواد المحظورة بالإضافة إلى أكثر من خمسة ملايين مهجر ومهاجر من العراق جراء السياسات التعسفية التي أدارا بها نظام البعث الصدامي الحياة العامة في العراق.لكن بعد التغيير الذي حصل في العراق نتيجة الإطاحة بالنظام الحاكم واعدم الطاغية صدام وبسبب الدعم الخارجي لعصابات البعث المتأثرة بالأساليب الديكتاتورية ذهب هولاء ومن خلفهم الحكومات المتوافقة معهم بشن حملة ظالمة على الشعب العراق يسعون من خلالها إلى إرباك العملية السياسية وزعزعة ثقة المواطن العراق بالقائمين عليها على مختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية في محاولة لإرجاع البعثيين إلى الحكم ، فيما كانت الحكومة العراقية الحالية تحكم كل تصرفاتهم الماضية ضمن (قانون اجتثاث البعث) أو (قانون المسائلة والعدالة) البديل والذي ينص على إن حزب البعث محظور إجمالا وجميع أعضاءه من درجة شعبة فما فوق مشاركين في إبادة الشعب العراقي بكافة الوسائل وان أياديهم ملطخة بدماء العراقيين والسبب يعود -أن من يصل إلى هذه الدرجة في التسلسل الحزبي لم يخلو من ارتكابه لجريمة بحق الأبرياء- أما دون ذلك فقد تم الإعفاء عنهم وان حقوقهم مضمون قانونا ألا من يستثنى من ذلك والذي أيضا قد لطخت أياديهم بدماء الأبرياء وان المحاكم العراقية مستعدة لأخذ القصاص منهم أنصاف أهل الحق.ولكن مع اقتراب إجراء الانتخابات البرلمانية في العراق ولأهمية هذه المرحلة باعتبارها فاصل لوقوف إمام التحديات التي باتت تتراكم على العراق وأهمها الدعم العربي والإقليمي لعصابات البعث لذا نشاهد أن العلاقات الإقليمية - العراقية لم تستتب بشكل كامل نتيجة للمخاوف من تعرض مصالحها للخطر لذا قام السيد عمار الحكيم رئيس المجلس العلى بجولة عربية إقليمية لتوضيح الالتباس الحاصل نتيجة القوانين التي تحظر البعث داعيا هذه الدول إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع العراق ورفع الشكوك اتجاه العملية السياسية الجارية، إلا أن الوسائل الإعلامية قامت وكما العادة بتحريك مشاعر البسطاء من خلال تحريف تصريحات رئيس المجلس الأعلى واعتبرتها دعم للبعثيين مقابل تفريط ومساومة بحقوق العراقيين مع أن هذه الجهات الإعلامية هي من تحاول تقوية عزيمة العصابات البعثية للتمهيد لها من خلال إظهار العلامات الفارقة في العملية السياسية مستفيدة من الأخطاء التي تقع فيها الحكومة .لذا على الجميع أن لا ينجر خلف ادعاءات والأباطيل التي تبثها الجهات الإعلامية الداعمة للبعثيين مقابل زعزعة الثقة بالشخصيات والجهات السياسية العراقية والتي قدمت الكثير مقابل عدم عودة حكم العراق بالمعادلة الظالمة وتسعى إلى عدم تمكين إعادة البعثيين لاسيما الملطخة أياديهم بدماء العراقيين إلى دائرة الضوء من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك