المقالات

متطلبات نجاح مهمة البعثات الدبلوماسية العراقية سفارة جمهورية العراق في دمشق نموذجاً

1482 14:36:00 2009-10-13

بقلم : احمد عبد الله باحث في الشؤون السياسية

بحكم اهتمامي ومتابعتي لقضايا السياسة الخارجية العراقية واحوال السفارات العراقية وكوني اصلا مقيم حاليا في سورية / دمشق تابعت الحوار المتمدن بين السيدين ياسين البدراني ومحمد الشمري حول كيفية نجاح العمل الوطني.ابتدا الحوار من تقيم دور السفير العراقي في دمشق الدكتور علاء الجوادي واستمر تبادل الافكار بينهما. ولكن الشئ الجيد الذي لاحظته ان اتجاه النقاش بينهما تحول من الشخص الى الموضوع . سابقاً لم ارغب في الكتابة وكنت متخذ جانب القراءة دون تعليق ولكني اثرت هذه المرة ان اكتب واشارك الاخوة الافاضل النقاش وسبب اقدامي على الكتابة عدة امور اولها تواجدي لسنوات عدة في سورية ومعرفتي على قدر ما باوضاع السفارة العراقية والجالية العراقية في دمشق ومتابعتي الدقيقة لعمل السفارة لا سيما بعد استلام السفير الدكتور علاء الجوادي لمهام عمله وملاحظتي لمقدار التقدم في العلاقات مع سورية وتصاعدها حتى حصلت النكسة الاخيرة التي لم يكن السفير مسؤلاً عنها انما جاءت في سياقات حراك سياسي في المنطقة والعالم يقابله صراع سياسي داخلي جر الامور الى تلك المنعطفات. هذا من جهة ومن جهة ثانية تطور علاقة السفارة مع الجالية. كما ان الحوار العقلاني المتمدن والكتابة بروح البناء وليس الهدم والنقد المنطقي الذي يقصد من وراءه تحقيق التقدم في عمل مؤسسات الدولة حيث قمت بقراءة مقالات الاخوين البدراني والشمري واعجبني طبيعة الحوار القائم بينهما بعيدا عن الشخصانية وبعيدا عن التهجم وبعيدا عن تبادل التهم وبعيدا عن الانتماء لهذه الجهة او تلك لكليهما وانما كان الانتماء وهذا ماتلمسته في حوارهما للعراق كوطن ودولة ومؤسسات. شجعني لادلو بدلو بين الدلاء. وقبل ان ادخل في محاورتي حول مهمة البعثات الدبلوماسية وكيف يمكن ان تنجح اود ان اشير انني كنت اتابع المقالات والكتابات التي تصدر عن الخارجية العراقية وعن الاداء الدبلوماسي من قبل بعض الاقلام الماجورة او التي تكتب بلا وعي ولا ادراك وتنتقص من كل شيء في العراق دون تمحيص وهي بذلك تستهين ليس من عمل الدولة ومؤسساتها فحسب ، وانما تستهين بعقل القارئ العراقي ايضا وهي لاتعلم ان القارئ العراقي اصبح لا يكترث بهذه الكتابات التي هدفها السب والشتم والكتابة دون هدف . ولكني عندما وجدت ان هناك كتابات تعمل من اجل بناء الدولة وتحاول تشخيص الاخطاء واعطاء الحلول والمعالجات اثرت على نفسي ان انضم الى هذا الفريق الذي يقوم بمحاكاة الواقع بعقلانية ومنطق وتقييم عمل المؤسسات وتحديد مواطن الضعف ومكامن القوة وكيف يمكن ان نتخلص تدريجيا من نقاط الضعف ونعزز نقاط القوة ، فما تحتاجه الدولة ومؤسساتها وماتحتاجه وزارة الخارجية وبعثاتها في الخارج على وجه التحديد وما تحتاجه سفارة جمهورية العراق في دمشق بعبارة ادق هو كيف نحدد ونشخص نقاط الضعف واين تتواجد في داخل هذه المؤسسة الدبلوماسية ام في خارجها وكيف نعطي الحلول والمعالجات . لذلك اردت من خلال الكتاب هنا مناقشة بعض الافكار التي طرحها السيد البدراني في ورقته حول ما الذي ينبغي علمه في حال رجوع السفير العراقي في دمشق الدكتور علاء الجوادي لتسلمه مهام عمله من جديد، والتي اعتقد انها سوف لا تحصل لا سيما مع ما يصل من اشاعات عن احتمال ترشيحه لبلد اوربي. انا اشارك السيد البدراني الرأي في معظم ماذهب اليه بخصوص مقومات نجاح السفير وماهي المتطلبات المادية والفكرية التي يحتاجها لاداءه مهمته بصورة كاملة. واود التأكيد على نقاط اشار اليها واسعى ان اوضحها وهي:1- ضرورة ان تكون عند الدولة رؤية واضحة في سياستها الخارجية لا تتقلب بصورة غير واضحة الاسباب والاتجاهات.2- ضرورة دعم الدولة لسفرائها لا سيما في البلدان ذات الطبيعة الخاصة ومن ابرزها سوريا. وان يكون السفير مدعوما بحق من قبل الجميع لانه يمثل البلد ويمثل الجميع.3- ضرورة ان يكون عند السفير جهازا وظيفيا قادرا على حمل مسؤولياته المهنية والوطنية ويؤمن بالعراق الجديد ويحرص على رعاية مصالحة. وان لا يكون طابورا خامسا ضد دولته او مندسا عن طرف من الاطراف القديمة او الجديدة4- ان يوفر للسفير الغطاء المالي المناسب بعيدا عن الاساليب الروتينية المملة والمعرقلة للعمل لاسيما في بلد يعيش به مليون ونصف عراقي 95% منهم دون حد الفقر.واضيف لهذه النقاط نقاطا اخرى اغفلها الاخ البدراني وهي:1- ان لا تظهر قيادات الدولة بمظهر المتعارض بالتصريحات والمواقف مما يضع سفراء البلد بمواقف صعبة للغاية تعيق عملهم وتضعف من هيبة دولتهم امام الاخرين.2- ان تكون هناك خطة اعلامية في ايقاف التصريحات غير المسؤولة التي يطلقها بعض المسؤولين او البرلمانيين والتي تزيد الطين بلة وتشوش الصورة على الصعيد الداخلي والخارجي.3- مشاورة السفير باتخاذ المواقف العادية والطارئة المتعلقة بساحة عمله وان لا يوضع بموقف مجرد فيكون السفير اخر من يعلم او انه يسمع ادق الاخبار عن عمله وتطوراته من خلال الاعلام.وهنا أُاكد على مسالة مهمة واساسية في العمل اشار اليها السيد الشمري عندما كتب عن مالذي يحتاجه منا العراق ولاضير من تكرار ماقاله اذا تحققت الفائدة المرجوة، فقد اصاب السيد الشمري عندما ركز على موضوع النشاط الاعلامي وشَخص الضعف لدى مؤسسات الدولة المختلفة في تغية نشاطاتها اعلاميا وهنا اود ان اشير الى الحقائق الاتية :• ان سفار جمهورية العراق في دمشق تعاني للاسف من ضعف في النشاط الاعلامي لجهودها ولنشاطاتها حيث لاتوجد هناك آلية وبرنامج عمل اعلامي يسَوق لتلك النشاطات وانا على يقين ومن خلال اتصالاتي مع بعض الاصدقاء وزملاء المقيمين في عدة دول عربية واجنبية بتميز سفارتنا في دمشق. فقد وجدت في سوريا ان العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية والاجتماعية والمناسبات الوطنية مغطاة بشكل واضح وناجح من قبل السفارة من خلال عدد الحضور ونوعية الحاضرين. ولكن للاسف ما يسجل نقطة على السفارة في هذا الجانب هو ضعف وصول هذا النشاط الى المواطن العراقي في الداخل والخارج وهنا مكمن المشكلة . ويبدو ان هناك ضعف في المؤسسسة الاعلامية الرسمية التابعة للدولة في تغطية نشاطات السفارة في دمشق ونخص بالذكر قناة العراقية التي لم تنقل العديد من النشاطات المهمة للسفارة مثل الاسبوع الثقافي العراقي والاحتفال بيوم السيادة في 30 حزيران والحفل التأبيني لضحايا تفجيرات الاربعاء في 19 آب وسبب اختيارنا لهذه النشاطات انها كانت نشاطات نوعية وسجلت اعجابا كبيرا لدى العديد من ابناء الجالية ولكنها لم تغطى من قبل اعلام الدولة الرسمي. وعندما استفسرنا عن السبب وعدم تغطية العراقية لهذه النشاطات في حين ان قنوات مثل الشرقية والبغدادية والفيحاء والقناة السورية وقنوات اجنبية وغيرها من القنوات تسارع في تغطية هذه النشاطات رغم اختلاف توجهاتها عن توجههات الحكومة العراقية. وقد اشار الينا البعض ان السبب يعود لان العراقية لا تملك مكتباً في سورية ولم تحصل على الترخيص ، ولكن هل هذا سبب مقنع لعدم قيام مؤسسة اعلامية رسمية مهمة بتغطية نشاطات مؤسسة للدولة العراقية في اهم المناطق التي تؤثر على العراق وهي سوريا. الرد على ذلك بكل بساطة وعلى حسب علمنا ان هناك دائرة اعلامية في وزارة الخارجية العراقية وان هذه الدائرة تصلها نشاطات البعثات بالخارج وبالتالي فان قناة العراقية بامكاننا طلب تلك النشاطات من اجل عرضها وهو في صلب عملها كونها تبحث عن الحقيقة وليس العكس. هذه المسالة نكتبها ونرجو من المسؤولين في هذه القناة وشبكة الاعلام العراقي وهيئة الامناء في الشبكة - ونحن نعلم ان هناك تغييرا جديدا في ملاك الشبكة وفي برنامج عملها- نرجو ان تضع الشبكة وقناة العراقية هذا الموضوع جزء من برنامجها الجديد ونريد ان نقول لهم اننا عندما اشرنا هذا الخلل ليس القصد الاساءة او تبيان الضعف وانما التفكير بصوت عال معهم من اجل التوصل الى مخرجات تخدم عملية بناء الدولة. • المسألة الاخرى المهمة في نشاطات السفارة وهذه حقيقة لابد ان تقال وخلال مشاركتي في العديد من النشاطات الي اقامتها السفارة وجدت ان هناك مشاركة وبفاعلية من قبل ابناء الجالية بل وكان العديد منهم يصر على ان يقدم مساهمة بقصيدة شعرية او اغنية وطنية او اي شيء من هذا القبيل وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان السفارة استطاعت من خلال هذه الفعاليات ان تخلق حالة من لم الشمل العراقي وعززت العلاقة بينها وبين ابناء الجالية بل والاكثر من ذلك ان منبر السفارة هنا اصبح منبراً لاكتشاف المواهب والطاقات وتحفيز المبدعين وهذه نقطة تسجل لصالح السفارة. • نشير ايضا وفي اطار الحديث عن السفارة العراقية ووزارة الخارجية الى الدبلوماسية العراقية فسفارة جمهورية العراق في دمشق كما هو معلوم جزء من مؤسسة اكبر هي وزارة الخارجية والاخيرة جزء من حكومة جمهورية العراق ، وبالتالي فالنجاح الذي حققته السفارة في نشاطاتها من دون شك هو انعكاس لسياسة الحكومة ولسياسة الدبلوماسية العراقية المتمثلة بوزارة الخارجية. وهنا لابد من الاشارة ان وزراة الخارجية العراقية حققت تقدما من المهم الاشادة به سواء بشخص وزيرها السيد هوشيار زيباري او بالقيادات الدبلوماسية في الوزارة من خلال القدرة على التواصل مع المجتمع الدولي. ولانريد ان نسرد كلاما مجردا وانما ان نعطي امثلة بسيطة ونحن نخاطب العقل السياسي العراقي القادر على التمييز والتدقيق بين الصالح والطالح في العمل ومن تلك الامثلة نجاح المفاوض العراقي والدبلوماسي العراقي في تحقيق امتيازات مهمة لصالح الدولة خلال السنوات الاخيرة الماضية منها توقيع بعض الاتفاقيات المهمة التي تعزز مكانة العراق بالشكل الذي اعجب الاوساط الدبلوماسية الدولية ومنها اتفاقية سحب القوات الامريكية من العراق وماتمتع به المفاوض العراقي من وطنية عالية في التفاوض والدفاع عن مصالح العراق رغم محاولات البعض التشكيك في ذلك ، فضلا عن العديد من الاتفاقيات في مجال التجارة مع الاتحاد الاوربي والعلاقة مع المؤسسات الدولية مثل الامم المتحدة وحلف الناتو واخيرا التفاوض بشان اخراج العراق من طائلة البند السابع وقرارات مجلس الامن لعام 1991. • المسالة الاخرى التي تسجل للدبلوماسية العراقية وهي توسع عمل البعثات العراقية في الخارج وعمل البعثات الاجنبية داخل العراق وهنا نقول مقارنة بسيطة تكفي للاشارة الى عدد تلك البعثات بين زمن النظام السابق من عام 1980- 2003 اي اكثر من عشرين سنة وبين عدد تلك البعثات خلال ست سنوات فقط من 2003 -2009 وللقارئ العراقي الحكم ليس فقط على نجاح او عدم نجاح المؤسسة الدبلوماسية العراقية فحسب وانما الرد على تخرصات بعض الاقلام وسعيها للتشويه بلا وعي ولا ادراك. • ننهي حديثنا بالقول ان نجاح الدبلوماسية العراقية خلال السنوات الماضية من جملة اسبابه وجود القيادة الدبلوماسية الكفوءة والتي تتميز بميزتين اساسيتين الاولى المهنية العالية والثانية الوعي السياسي والقدرة على التواصل مع الافكار والطروحات السياسية الدولية وهذا من دون شك يعود الى النجاح في اختيار هذه القيادة وتوفير كل الجهود والسبل من اجل انجاح مهمتها وهنا لابد ان نسجل في ختام حديثنا الشكر بذلك لدولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق وللسيد هوشيار زيباري رئيس الدبلوماسية العراقية الجديدة. واخيرا كلمة لمن يقرأ كلامنا هذا ولا يعجبه ونحن على ثقة انه لن يعي هذا الكلام ويتصوره تملقا او غير ذلك من النعوت نقول اننا نكتب من اجل بناء المؤسسة ومن اجل المساهمة بالفكرة والرأي في خلق دولة المؤسسات وليس البكاء على الاطلال وندب حظ الدولة العراقية وعندما تكون هناك ايجابيات لابد من ذكرها والتشجيع على تواصلها وعندما تكون هناك سلبيات من المهم الاشارة اليها من اجل تجاوزها . وللحديث بقية مادام هناك جهد خير يسعى لبناء وطن اسمه العراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك