المقالات

شيعة العراق بين احتلالين ج6

1316 00:23:00 2009-10-12

هشام حيدر

رتبت الولايات المتحدة لمرحلة مابعد الكويت جعل شمال العراق منطقة بعيدة عن سلطة الطاغية الذي انسحب منها طواعية رغم انه كان قد شن هجومه عليها للتو واجبر الكرد على زيارة تركيا !

برز هناك الحزبين الكرديين بقيادة مسعود بارزاني وجلال طالباني الذي سيطر على السليمانية واربيل وابقى دهوك بيد مسعود الامر الذي لايخدم مصالح الكبار !

اندلعت عدة حروب بين مليشيات الحزبين كانت قوات بدر تتدخل فيها بين الفصيلين لاجبارهما على وقف القتال !

لكن ماحدث عام 96كان مباغتا حيث تقدمت قوات الحرس الصدامي الى اربيل فجأة يوجهها عناصر الحزب الديمقراطي لتصبح اربيل بعدها وحتى الان تحت سلطة مسعود ونفوذه !

كان ذلك جزءا من المشروع الذي يتطلب نفوذا اكبر لمسعود على حساب جلال الذي تشن عليه في الفترة الاخيرة حملات شعواء وقد تم كسب بعض القياديين في حزبه لاجل الانشقاق عليه والذي يتابع الاعلام البعثي العروبي يرى ان حملاته تركز على طالباني دون البارزاني الذي يعد المنظر الاكبر للدولة الكردية !

ولكن الشارع الكردي والطبيعة الكردية المتعصبة لقوميتها بسبب تراكمات الماضي ادت الى تحالف الحزبين في العراق الجديد يضاف الى ذلك الجهود الامريكية التي تريد كتلة قوية تؤثر في المشهد العراقي الا ان ذلك اختلف لاحقا اذ ان المصلحة الامريكية الان تقضي بتقليص نفوذ الحزبين لاسيما الاتحاد الوطني وبروز قوى اخرى !

وهنا وجهت الاتهامات الى عبد العزيز الحكيم (الذي باع العراق للكرد) رغم ان علاوي هومن منح الكرد نسبة الـ17% في الوقت الذي كانت الامم المتحدة قد قررت نسبتهم بحدود 13%!

ورغم ان المالكي هومن وقع معهم اتفاقا سريا اعلنه الكرد لاحقا يقضي بحق الكرد في توقيع عقود النفط اذا مافشل البرلمان في اقرار قانون النفط والغاز في فترة حددت في الاتفاقية !

لكن حيث تملك قلما او (كيبورد) يمكنك ان تقول ان الكرد يبغضون (فلان) لانه لم يوافق على (منحهم) كركوك وانهم يحبون (فلان) لانه(سيمنحهم)كركوك !!. وكان كركوك قطعة ارض يمكن تغيير مالكها في دائرة التسجيل العقاري اوكاننا زمنالطاغية حيث تصدر القرارات بجرة قلم بلا دستور وبرلمان !!... المهم ان هناك من يصدق...ويروج !

عموما !

لقد حقق تحالف الحزبين انجازات للكرد لم يكونوا يحلمون بها ورفعت المستوى المعيشي للمواطن الكردي كثيرا وانجزت الكثير من البنى التحتية وخلاصة الامر ان مدن كردستان تختلف جذريا عن نظيراتها العربية ولولا الفساد الاداري هناك وتفشي المحسوبية لكان لكردستان شان اخر !

ان المخاضات التي عانت منها كردستان في التسعينيات من القرن المنصرم عانت منها مدن وسط وجنوب العراق في العراق الجديد ولو قدر ان تكون التجربة متشابهة او ان قيادات المجلس والتيار نجحت في تخطي حقبة (المخاضات) لكان لمدن الوسط والجنوب اليوم شان كبير لايمكن تخيله !

وقد لعب حزب الدعوة (وهو المحترف) على وتر الخلاف المجلسي الصدري باحتراف رغم ان غالبية الشارع الشيعي منقسمة بينهما في الوقت الذي دخلت الدعوة فيه العراق لتجد ان رصيدها فيه يقترب من الصفر !!!

وقد اثبتت نتائج انتخابات مجالس المحافظات الاولى ذلك حيث كان المجلس الاعلى الفائز الاول في هذه المحافظات عدا كربلاء لاسباب مناطقية ولوكان التيار الصدري مشتركا في العملية السياسية منذ انطلاقها بجدارة وحنكة بدلا من التصرفات السابقة لكان الامر مختلفا تماما عما هو عليه الان ولاقتسم النتائج بالتبادل اولاوثانيا مع المجلس !

لقد تخاصم اثنين فكانت النتائج من نصيب الثالث كما يقول المثل العراقي عليه كانت نتائج ذلك الخلاف الذي لم يعدم من يصب الزيت على ناره كلما خبت تحت شعار الخلاف والعداء (التاريخي) بين ال الصدر وال الحكيم !

حقيقة الامر ان كل هذا كان جزءا من المشروع وينفذ باشراف رجال المشروع خير تنفيذ ولعل الايام الاخيرة والتصريحات التي رشحت ابان المفاوضات لتشكيل الائتلاف تشير الى تراجع واضح في ذلك النجاح لرجال المشروع !

نجحت (الدعوة) التي قالت في الانتخابات الاولى (فيها يااخفيها) نجحت في الثانية بالتحضير جيدا من خلال اجتذاب الصدريين وتمويلهم والتنازل لهم عن خمسة مقاعد لتضمن تصويتهم لصالح مرشحها مع تهديدهم بالسلاح فيما اذا كانت النتائج خلاف ذلك !!

وبعد انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة نجح المالكي في التحالف مع التيار الصدري والفضيلة وتيار الجعفري وبالتالي عزل المجلس الاعلى الذي كان سنده الوحيد طيلة اربع سنوات شاركه فيها سلطة ادارة المحافظات التي حاز فيها المرتبة الاولى ! فخرج علينا سامي العسكري بفمه العجيب ليخبرنا فرحا ان ائتلاف (دولة القانون) شكل تحالفات في تسع محافظات لم يكن المجلس الاعلى طرفا في واحد منها !

ورحم الله الغزالي يوم كتب (مذهب ذوي العاهات)!

كان المالكي يحسب ان الامور تسير وفق ماخطط له منذ سنين وهو يقول ان الائتلاف هو خيارنا الوحيد وانه سفينة نجاة للعراق والعراقيين !!!

لكن التصريحات المفاجئة للصدريين بان اعادة ترشيح المالكي لولاية ثانية يعد خطا احمر بالنسبة للكتلة الصدرية جعلت الائتلاف( طائفيا )ودفعت بالمالكي وسامي العسكري وحسن السنيد للبحث عن ائتلاف( وطني ) يضمن لهم رئاسة الوزراء ورئاسة الائتلاف وكل شيء يبدا بكلمة... رئاسة !!

كان يحسب وهو في نشوة تذوق ثمار لعبة الانتخابات الاخيرة مدفوعا بما تنفثه العربية والشرقية وما تزوقه الحرة والبغدادية اللتان لم تجدا اعمارا في محافظة الا في كربلاء .... كان يحسب انه سيكون الامر الناهي وان الكل سيكون خاضعا له وللحزب القائد !

وفات القائد الملهم والحزب الغائد ان القوم قد وقفوا الى جانبه حيث كان المجلس الاعلى منافسه..... اما اليوم فان الامر مختلف بالكامل ولو كان لديه بين فوج المستشارين مستشار (زغيرون) لمتابعة بوصلة الاعلام لوجد ان الحرة والعربية والشرقية والبغدادية قد انحرفت عنه وان درجة الانحراف وصلت احيانا..... 180 درجة !!

لقد شقوا الائتلاف ..... واوصلوا عددا كبيرا من ناخبيه الى قناعة تقول (ان الوضع زمن صدام كان افضل)! وان لاجدوى من الانتخابات !!

ورغم وجود مغالطات كبيرة في هذه (القناعات) اذ لايمكن باية حال مقارنة الحقبة البعثية بغيرها كما لايمكن ان تكون مقاطعة الانتخابات هي الحل اذ قد تكون النتائج اسوا لكن عدم حصول تقدم كبير في قطاع الخدمات ساهم في تعزيز هذه القناعات رغم توفر الحرية وحصول ارتفاع هائل في مستوى الدخل وغياب معظم الازمات لاسيما ازمة الوقود وقد ساهم في حصول هذا اثنين

الاول قرار دولي غير معلن حيث تتقدم كثير من الشركات وتفوز بكثير من المناقصات ثم تنكل عن ذلك وتدفع الشرط الجزائي لاسيما في قطاع الكهرباء !!

والامر واضح جداولايحتاج الى بحث اواستنتاج !!

الثاني هو النجاح الذي تحقق في خلق الفتن والازمات التي ادت الى اختلال الامن وحدوث المعارك في معظم المدن في الوسط والجنوب مما ادى الى عرقلة حملات الاعمار المحلية وتكبد الخسائر الفادحة في كل معركة وايضا كان قطاع الكهرباء هوالخاسر الاكبر لما تتعرض له المحولات والمغذيات واسلاك نقل الطاقة الى التخريب !

ولو تخيلنا ان سياسيي وقياديي التيار اليوم كانوا يحملون نفس القناعات الحالية ويتصرفون بالطريقةالحالية تجاه الخلافات وماشابه كما هو الحال بين الحزبين الكرديين ........ لترتب على ذلك امرين غاية في الاهمية

الاول ان التيار الصدري والمجلس الاعلى يتقاسمان الشارع والائتلاف بلا منازع ولعله برصيد اكبر في البرلمان ومجالس المحافظات !

الثاني معززا للاول لتحقق التقدم الكبير في قطاع الاعمار والخدمات وانجاز البنى التحتية بل ودخول بعض الشركات الاقليمية غير الخاضعة للمشروع والنفوذ الدولي كبعض الشركات الخليجية والتركية والايرانية وهانحن نراها تدخل كردستان بلا تحفظ !

خلاصة القول ان اللاعب الامريكي وحلفاؤه قد نجحوا في تحقيق الكثير من الاهداف وانجاز الكثير من المشاريع والخطط التي اعدوها سابقا !!

وختاما انا احيي الدكتور وديع بتي حنا الذي قرا الاحداث التي نعيشها اليوم قبل اربع سنوات من الان اذ كتب في مطلع 2005 مقاله الذي اقل مايمكن ان يعبر عنه بان يقال انه...مقال رائع !

ارجعوا الى مقال الدكتور حنا...... الائتلاف العراقي الموحد في الفخ ! وننتظر الاجابة على سؤال يقول

هل سنستمر بدخول الفخ بانفسنا ام اننا سنفهم اللعبة جيدا ونتجاوز الفخ...؟؟؟؟

هذا ماستجيب عنه الايام والانتخابات القادمة بلا شك !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك