الشيخ اكرم البهادلي
لم يكن حديث رحيل السيد الحكيم حدثا عابرا وحزنا يقف عنده الانسان ثم يغادره لان هذا الرحيل هو علامة فارقة من علامات تاريخ العراق ، فعلى الرغم من ان القيادات التي خلفت السيد الحكيم في المجلس الاعلى هي قيادات كبيرة وواعية وهي التي صنعت مع السيد الحكيم ما صنع لكن يبقى السيد الحكيم ذلك الرمز الذي استطاع قيادة العراق في مرحلة هي من اعقد المراحل ، واعتقد ان الله تعالى جعل لهذا المجلس المبارك دورا هام وكبيرا ولو تتبعنا سيرة هذا المجلس لوقفنا عند نقاط مهمة فمن الغريب ان يستشهد السيد محمد باقر الحكيم (قدس) بعد دخوله العراق باشهر وهو الذي تزعم حركة الجهاد ضد الطغيان الصدامي والعجيب انه كان يدري انه ذاهب الى ربه وكأنه يعلم ان عليه ان يعطي الدور لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم ثم ما ان انتهت تلك الفترة العصيبة من سنوات العراق الست التي كانت طويلة وموجعة
حتى بدأت مرحلة جديدة وجدنا فيها السيد عبد العزيز (رضوان الله تعالى عليه ) يغادر الدنيا طائعا ممتثلا امر ربه وكأنه يعني ان دورا اخر انيط برجل اخر وهي مرحلة جديدة لن تكون يسيرة وسهلة على القائد القادم وربما ستكون اقسى ولكن يبدو ان هذه العائلة اختارها الله لتكون عائلة نورانية تقود العمل السياسي في العراق وهي مكلفة من الله في قيادة هذا العمل والمتتبع الرشيد والعاقل المتدبر يجد ان لكل رجل من رجال هذه العائلة تكليفا ينتقل من رجل الى رجل من رجالاتها ضمن المراحل المختلفة مرحلة الجهاد ومقاومة الطغيان ومرحلة بناء عملية سياسية في افق مظلم وملبد بالغيوم ومرحلة ثالثة سيقودها السيد عمار الحكيم اليوم وهي مرحلة استكمال بناء الدولة العراقية على اساس العملية السياسية الجديدة التي اعطى السيد محمد باقر الحكيم (قدس ) دمه من اجلها واعطى السيد عبد العزيز رضوان الله تعالى عليه صحته منها وسيقى ال الحكيم يعطون من انفسهم من اجل دين الله ووطنهم لانها رسالتهم ورحيلهم رحيل النور .
https://telegram.me/buratha