المقالات

من هم قتلة الشعب العراقي

1214 15:45:00 2009-08-20

باسم العلي

سؤال لابد من ان نبحثه حتى نعرف اعدائنا الحقيقين ولكي يتسنى لنا التعامل معهم وافشال جميع مخططاتهم الاجرامية.

من يخطاء خطاء بسيط مرة واحدة ربما يعود لعمله مرة اخرى. ومن يرتكب جريمة صغيرة وربما عنده ذرة من دين او ضمير يندم عليها, اما اذا وجد فيها لذة فانه يعاود على مثلها مرة اخرى. فما ان يكرر عمله الاجرامي البسيط مرة ثانية يصبح ذلك الاجرام جزء من حياته. فالسارق ,مثلا, ربما يؤنب نفسه في المرة الاولى ولكن بعد فترة ربما يسرق مرة اخرى وفي هذه المرة لايجد عنده تانيب ضمير بل متعة, وامثال تلك الجرائم عديدة لااريد ان اضيع الوقت بسردها.

ان المجرم الذي لايمتلك قيمة انسانية او احترام للنفس البشرية المقدسة لايبالي في ان يقتل ويسفك دماء الابرياء ارضاء لنفسه الشريرة او من اجل بضعة دولارات. فالمتمرس بالقتل لايجد صعوبة اواشكال في اية جريمة يرتكبها بل يمكن القول انه لايرتاح حتى ينفذها.

من يراجع تاريخ البعث والبعثيين في العراق يجد تاريخهم اسود, دموي وقاسي ولاتوجد فيه ذرة من رحمة. في زمان عبد الكريم قاسم ارتكبوا الكثير من اعمال العنف وفي جميع المحاور وكمثال على ذلك: في اخر ايام عبد الكريم عملوا اضراب واجبروا الطلاب بالقوة على الخروج من المدارس... لم يتركوا طلاب مدرستنا الصفوف, فدخل على صفنا احد شقاوات البعث, وامر الطلاب بالخروج فلم يخرج احد, فصار ذلك الشقي يقلب الرحلات ويدفع الطلاب بعنف نحو باب الصف لاخراجهم عنوة من الصف. عنذ ذلك الوقت دخل مدير المدرسة وقال للبعثي لماذا تعمل ذلك؟ فاجابه البعثي انه من اجل الطلاب؟ فقال المدير هل من اجل الطلاب تكسر رحلاتهم... واعلم عزيزي القارئ لم يصلوا انذاك للسلطة بعد ولم يكونوا سوى مجاميع شقاوات سفلة.

واستلموا السلطة بعد عبد الكريم قاسم فكانت باكورة اعمالهم اباحة قتل الناس في الشوارع وفي الدوائروالاسواق وحتى في بيوتهم وامام اخوتهم واخواتهم وامهاتهم وابنائم وازواجهم... من عايش تلك الفترة بالتاكيد يمكنه سرد الكثير من تلك الحوادث. قتلوا وارعبوا وهتكوا اعراض... وكلها من اجل" الشعب العراقي العظيم".

ان انسى لاانسى قصة سردها لي احد البعثيين القدامى والذي بعد ان تلطخت يده بالدم (ربما) او على الاقل ما يدعيه انه قد تاب. فقال "جمعت الفرقة الحزبية في حينا بعض شباب الحي وطلبوا منا ان نعدم كل الذين جمعوهم... ومن سوء حضه(كما يدعي) ان كان نصيبه احد اصدقائه. فيقول توسلت بمسؤولي لكي يسمح لي قتل اي شخص اخر عدى صديقي فاجابه مسؤوله اذا لم تقتله اقتلك. وعندما سالته وماذ عملت! اجاب قتلت صديقي.

لقد تلوث جميع من انضم الى هذا الحزب لان اقل ما عمله "اشرف البعثيين" هوان كتب تقريرا على انسان ما, وفي كثير من الاحيان ظلما وعدونا اما ليبرء نفسه اوحقدا وكراهية او ليحصل على مكتسبات ومنفعة شخصية.

ان سياسة الحزب كانت مبنية على تلويث كل فرد من افراده... فاذا تلوث ذلك العضو يكون ارتباطه ارتباطا عضويا بالحزب وبصدام, فيكون مصيره ومصير صدام والحزب واحد.

انا لاانكر ان هنالك من البعثيين من انضم الى الحزب من اجل ان يتخلص من الملاحقة والتقارير المستمرة عليه ضنا منه بان الانضمام الى الحزب سوف يخلصه من تلك الملاحقة, امثال هولاء البعثيين لم يتقدموا بالحزب وكان تحرير العراق انعتاقا لهم من الحزب. اما البعثيين الذين حصلوا على مناصب حزبية او حكومية فان اياديهم ملطخة لامحالة بذنب او باخر.

ان فدائي صدام واعضاء الاجهزة الامنية الصدامية (وما اكثرها) فيهم النسبة الاكبر من مجرمي البعث, فترى فيهم القتلة والمعذبين المحترفين الذين كانوا ضليعين في ابتداع انواع القتل والتعذيب.

بعد هذه المقدمة المختصرة جدا عن البعث يكون السؤال من هم قتلة الشعب العراقي فاقول وكنت قد قلت في السنين السابقة وفي مقالات سابقة ان البعث هو الافة الرئيسية والعرب والقاعدة هم مجهزي وخازني خراف الذبح التي يضحي بها البعث والقاعدة والعرب مجتمعين من اجل اعادة البعث مرة اخرى للتسلط على رقاب وحكم العراقيين .

ان تحالف البعث والقاعدة هو تحالف مصيري كتحالف عبد العزيز ملك السعودية مع محمد عبد الوهاب. لقد بني ذلك التحالف على اساسين: حكم دنيوي لابن سعود وحكم رجعي متخلف متطرف وغير ديني لعبد الوهاب. فالبعثيون وجدوا ان تحالفا مثل هذا التحالف يمكن ان يرجعهم الى حكم العراق مرة اخرى, فتحالفوا مع القاعدة فهو حلف فيه مصلحة دنيوية للبعث ومصلحة تكفيرية معادية للاسلام وباسم الاسلام.

نتيجة هذا التحالف اجتمع اكبر شرين في العالم: شر البعث المجرم القاتل الذي لايؤمن الا بفرض ارادته بالقوة والقتل والتدمير من اجل ان يتحكم برقاب الناس ويتمتع بخيرات البلاد ولايشارك الشعب العراقي خيرات بلاده(صدام والبعثيين يعيشون في بحبوحة والشعب العراقي يموت جوعا ومرضا في ايام الحصار) وبين حركة ارهابية دولية تدعي الاسلام والاسلام براء منها براء الذئب من دم يوسف. ان ادعائهم للاسلام بعيد كل البعد عن الحقيقة لانه لو نضرنا الى نشاطاتهم نجد ان اوجها هو في بلاد الاسلام وليس في اي مكان اخر, جملتها في العراق والجزائر وافغانستان ولكن حتى الدول الحاضنة لهم لم تسلم منهم فنرى السعودية والاردن ومصر مشمولة بارهابهم.

هل من المعقول ان نترك هؤلاء المجرمين يتحكمون برقاب الناس مرة اخرى,؟وهل يمكن ان نستمر في قول عفى الله عما سلف ؟ وهل نترك البعثيين المجرمين يسرحون ويمرحون في خارج العراق ويبعثون الموت للعراق؟ وهل يمكن قبول رجوع البعثيين الى دوائر الدولة لكي يخربوا الدولة من داخلها؟ وهل وهل؟

هل نتعجب لماذا لم يجهز العراق بالكهرباء بصورة افضل رغم ان هنالك بعض التطور في المنظومة الكهربائية ورغم ان هنالك طرق اخرى يمكن ان تحسن وضع الكهرباء؟ وهل نتعجب لماذا المحروقات مازالت شحيحة ؟ وهل نتعجب لماذا دوائر الدولة كافة مازالت مشلولة؟ وهل نتعجب من ان الدوائر الاستخباراتية تفشل في مواقع عديدة ؟ وهل نتعجب ان القوات الامنية المناط بها حماية مواقع معينة تفشل في الحفاظ على امن تلك المواقع؟

هنالك اسئلة كثيرة يمكن ان نسالها والسؤال الاهم هو من هم وراء الحملة الشرسة الجديدة ضد الشعب العراقي؟ ولو قارنا هذا اليوم بايام الحصار الاقتصادي العالمي على العرق نجد فيهما تشابها كبيرا. فلقد ترك البعث وصدام العراقيون يموتون من الجوع وبدون اية حياء, يعرضون الاطفال العراقيون في حالات سوء تغذية عالية على شاشات التلفزيون ليقولوا للعالم ان العراقيين يموتون من الجوع وفي الوقت نفسه صدام يبني قصورا خيالية ويعيش مع البعثيين في بحبوحة خيالية بحيث يطبخ الطعام في جميع قصور صدام وفي كل وجبة يومية على اساس ان صدام سوف يتناول ذلك الطعام ويكون مصير كل ذلك الاكل المزبلة ولايحق لمن يشتغل في تلك القصور ان ياخذ شئ منه... وتحفظ الادوية لكي تفسد ولاتعطى للمرضى لكي يموت اكبر عدد ممكن منهم. وتاتي الاوامر الى المستشفيات بطلب كذا عدد من الاموات لكي تخرج جنائز جماعية تطوف شوارع بغداد لكي يجلب عطف العالم على" العراقيين المساكين".

واليوم يستعملون نفس الاساليب الحقيرة, الدنيئة والوضيعة فبعد ان بطلت كذبة محاربة المحتل والجهاد ضد المحتل لان المحتل في معسكرات خارج المدن ولا "مجاهد" يتصدى لهم. وهم يتضرعون للمحتل كي يسمح لهم للعودة الى الحكم.وفشلت دعوة طائفية الحكومة فها ان الائتلاف الجديد يضم كتل سنية, مسيحية وكردية... فماذا بقى لهم؟ لم يبقى الا ان يرجعوا الى اساليبهم الهمجية السابقة والتي هي سلاح ذو حدين : الاول ان الشعب العراقي سوف يخضع لهم ,وكما خضع لهم في السابق, اذا تعاملوا معه بقسوة متناهية. فقتل جماعي مرعب وعمليات كبير وبشعة ومتعددة سوف تؤدي بهم الى الوصول الى هذفهم. والحد الثاني يضهر للعراقيين وللعالم على ان الحكومة ضعيفة وغير قادرة على السيطرة والحفاظ على الامن ونتيجة لذلك سوف يعزل العراق عن العالم وتتوقف الشركات العالمية من الدخول الى العراق وتتوقف عملية التطور او تتراجع . " فهنالك نصل الى خيار عالمي عراقي مفاده لااستقرار الا بعودة البعثيين".

من الناحية النظرية ممكن القول بامكانية نجاح هذه الخطة. ولكن الذي نسوه او تناسوه ولم يضعوه في حساباتهم هو: ان العراق والعراقيون اليوم هم ليسوا كعراقي الامس فعراقيوا اليوم ذهبوا الى الانتخابات في كل مرة منذ التصويت على الدستور الى انتخابات المجالس البلدية وفوق رؤسهم النيران ولم يهابوا او يرتعبوا. ان العراقيون اليوم ورغم امتعاضهم من قلة الخدمات فانهم مازالوا متمسكين بالحرية والديمقراطية التي لم يعرفوها قبل هذا اليوم ومنذ الف واربعمائة سنة او على مر تاريخهم, ونسوا ان هنالك رجال في عراق اليوم لايهابون الموت فلايهمهم ان وقعوا على الموت او وقع الموت عليهم. وخير دليل على ذلك ما عرضه تلفزيون العراقية وفي اجتماعين قريبين من وزارة الخارجية, الاول في فندق الرشيد والاخر في مجلس محافظة بغداد . يتكلم المتكلم ويحدث انفجار تتساقط الاتربة والقطع المتناثرة على مكان الاجتماع ويستمر المتحدث بالكلام ويشير الى الاجرام الارهابي بمثال حي, ويستمر الاجتماعين وكان شيء لم يكن لاغباء ولكن عزما وتصميما على مواصلة المسيرة.

خلاصة المقال يجب التاكيد على ان تحالف البعث والقاعدة تحالف لايمكن السكوت عنه او التهاون معه. انهم لايفهمون ولاينصاعون الا بمنطق القوة. فعلى الحكومة والاجهزة الامنية ان تضرب بقوة وبيد من حديد على كل من تسول له نفسه لكي يساعد, ويحصن,ويسهل,وينفذ عمليات ارهابية ضد ابناء الشعب العراقي لكي يصار الا توقف تدفق نهر الدم العراقي الذي يريد اعداء العراق استمراره.باسم العلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي
2009-08-21
كل ما قلته يدور في خلدي ليس اليوم بسبب هذه التفجيرات ولكن من 2003 و للاسف هناك من العراقيين من يحلل بطريقة اخرى و هذا حقهم طبعا و لكن يلقون بالائمة على جهات اخرى نحن نطلب من السيد المالكي ان يضرب بيد من حديد و ان يفضح المتورطين و تسليمهم للعدالة و سيرى ان كل الشعب معه.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك