عمار احمد
اخر خبر تداولته عدد من المواقع الالكترونية حول الدور السعودي في العراق، هو قيام جهاز الامن القومي السعودي الذي يرأسه السفير السابق في الولايات المتحدة الاميركية بندر بن سلطان بتشكيل لجنة لدراسة تقديم الدعم المالي واللوجيستي لعدد من القوى والتيارات السياسية العراقية وذلك للتأثير في نتائج الانتخابات البرلمانية العامة المقبلة واضعاف الائتلاف الشيعي الذي تعكف بعض القوى وفي مقدمتها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على تشكيله، وكذلك اضعاف التحالف الكردستاني، تمهيدا لتغيير المعادلات السياسية القائمة في العراق، بما ينسجم ويتوافق مع الرؤية السعودية ذات البعد الطائفي المقيت. ولم يكن بعيدا عن الواقع ما تناقلته بعض وسائل الاعلام قبل بضعة اسابيع عن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز قوله (اذا كنا قد انفقنا مليار دولار لتغيير الواقع السياسي اللبناني فأننا على استعداد لانفاق مائة مليار دولار لفعل نفس الشيء في العراق).
ويبدو ان ضخ الملايين والمليارات السعودية الى العراق بدأ منذ وقت مبكر، من اجل تفكيك التحالفات القائمة، والحيلولة دون تشكيل اية ائتلافات او تحالفات قوية تشكل دعامة للوضع السياسي بصيغته الحالية.والهدف السعودي الرئيسي يتمثل في هذه المرحلة منع تشكيل ائتلاف واسع يضم القوى السياسية الشيعية الكبيرة والمؤثرة، او بتعبير اخر الحؤول دون توافق المجلس الاعلى وحزب الدعوة وانضوائهما تحت عنوان ائتلافي واحد.لذلك راحت تدفع قوى ومكونات سنية الى تشجيع رئيس الوزراء وحزب الدعوة بصورة غير مباشرة على عدم الدخول في الائتلاف الوطني العراقي، او الائتلاف الشيعي كما يحلو للبعض توصيفه، وتشكيل ائتلاف وطني محوره ائتلاف دولة القانون، ليضم مكونات مختلفة بعيدا عن التصنيفات الطائفية.
واذا نجحت السعودية في تلك الخطوة، فأنها ذلك سيتيح لها اللعب على مختلف الحبال، واحداث تصدعات وتناقضات واختلافات كبيرة في الساحة العراقية، وهذا ما يجب ان يلتفت اليه اصحاب الشأن والقرار السياسي العراقي.فالسعودية التي تجند الارهابيين وترسلهم الى العراق، وتنفق الاموال الطائلة لقتل العراقيين، في نفس الوقت الذي تتحدث بأستمرار عن المصالحة الوطنية واهمية استيعاب الجميع ، حتى القتلة والمجرمين البعثيين، فأنها تتبنى مع اليمن منهجا اخر ، ولاتؤمن بالمصالحة الوطنية هناك، وانما تؤمن وتروج لمبدأ القضاء على المعارضة الحوثية لانها ذات هوية شيعية، واكبر دليل على النهج السعودي المختلف هو مشاركة السعودية بطائراتها ومختلف اسلحتها في قتال الحوثيين الى جانب القوات اليمنية الحكومية، وقبلها مشاركتها اسرائيل في قتال حزب الله اللبناني، ويبقى ما خفي اعظم، وما على العراقيون الا ان يتيقضوا ويتنبهوا من الافعى السعودية التي تسعى لبث كل سمومها الى الجسد العراقي.
عمار احمد -بغداد
https://telegram.me/buratha