المقالات

في ذكرى شهادة الحساني

847 11:39:00 2009-08-19

بقلم :سعيد البدري

قد لايعرف الكثير من العراقيين من هو المجاهد الشهيد محمد علي الحساني وللتعريف بهذا الرجل ينبغي ان اذكر عنوانا دالا واحدا عليه يعيد الى الذاكرة صورا مشرقة عن رجل سطر تأريخه بأحرف من ذهب ولست ادعي شيئا عندما اقول انه واحد من قلائل سخروا مناصبهم لخدمة المحرومين في محافظة السماوة بعد سقوط النظام البائدفي وقت اعتبر فيه المنصب ولايزال غنيمة لاينبغي التفريط بها .... اذن هو محمد علي الحساني محافظ المثنى الاسبق و(ابي احمد الرميثي) المجاهد الكبيروهذا الاسم هو الاحب الى نفسه على حد علمي كونه مقترن بحركيته ودالا على مدينته الرميثه وما عرف عنها من مواقف مشرفة في تاريخ العراق الحديث ابو احمد الذي تشهد له اهوار الناصريه والعمارة وصحراء الجزيرة وبادية السماوة رجل من طراز خاص لم يعرف الكلل والملل في مقارعته لذلك النظام المتجبر منذ هجرته من العراق وحتى سقوط صنم البعث المجرم العام 2003

فلم يكن من طلاب المال والجاه بقدر طلبه لمرضاة الله وحبه لتراب هذا الوطن مدركا لحقيقة ما يتعرض له ابناء شعبه على يد المجرمين من مرتزقة البعث وهمه كهم غيره من المجاهدين الاصلاء هو اسقاط هذا النظام لذا كانت كل خطوة من خطواته الى العمق العراقي في المناطق المذكورة انفا تمثل مخاطرة حقيقيه وتحديا صعبا ولانه كان يتحلى بصفات فريدة اولها الاستعداد لبذل النفس فقد نفذ عشرات العمليات البطوليه التي استهدفت بمجملها رموز النظام وجلاديه و مقراته معلنا تحديه لكل اجراءات النظام القمعيه واساليبه المعروفة في تعقب المجاهدين وهناك العشرات من قصص البطولة والاباء التي سطرها الرميثي ورفاقه من مجاهدي بدر الذين يحاول بعض المحسوبين على العراق الجديد تصويرهم للمجتمع العراقي بشكل مغاير لما كانوا عليه فعلا اذن لم تكن تلك الفترة من حياته والتي امتدت لاكثر من عقدين ونصف مليئة بالسعادة والاحلام الورديه ولم تكن بالتأكيد حياة ترف كما كان يعيشها غيره من اللاجئين في منافي لندن وباريس وستوكهولم وحتى دمشق بل كانت حياة جهاد وعناء طويل يضاف اليها قلة الامكانيات والخيارات في اعلان المعارضة الصريحة لنظام البعث والثأر لمئات الالاف من الشهداء الذين صرعوا بأدواته القمعيه وعلى ذكر الشهداء فبعد سقوط النظام وفي اول انتخابات لسلطة محلية في السماوة كان بعض المحيطين به يتسأل عن الطريقة التي يمكن فيها للمجلس الاعلى قيادة المشروع الوطني والشروع بترتيب وضع المحافظة فلم يكن منه الا الرد (نحن ندخل ونشارك ونبني هذه المحافظة بدماء الشهداء من اراد ان يكون معنا فشرطنا ان يكون الوفاء لدمائهم لانهم الاساس الذي بنينا عليه مشروعنا)

وهكذا وتحت هذا العنوان انتخب كأول محافظ للمثنى واستمرت المسيرة حتى اذا ما اشتدت الظروف ووصل الجميع الى طريق مسدود لاذوا به ليتخذ الموقف ويقول الكلمة الفصل ... رجل خسرناه ليس لحكمته فقط وليس لتأريخه ووضوحه وصراحته فقط بل لانسانيته وقلبه الكبير الذي اتسع للجميع وبعد سنوات اربع قضاها في خدمة ابنائه واخوته في المثنى حاول من خلالها جاهدا مخلصا ان تكون المحافظة امنة مستقرة رغم محاولات البعض زجها في صراعات وعداوات لا فائدة ترجى من ورائها مقدما للوطن نموذجا للمحافظة الامنة القادرة على صيانة امنها بمشاركة جميع ابنائها كخطوة اولى لتتسلم محافظات عراقية اخرى الملف الامني من القوات الاجنبيه المتمركزة فيها والتي مثل وجودها في اغلب الاحيان حالة من عدم الاستقرار وليس هذا ما ميز المحافظة في فترة تصديه لقيادتها بل فرضت واقعيته وحرصه على الكثيرين التعامل بجدية مع اغلب الملفات الخدمية وفي مقدمتها الماء والكهرباء والطرق والخدمات الاساسية الاخرى فلم يكن مجاملا ابدا حيث نقل لي احدالزملاء ممن كانوا يحضرون لتغطية اجتماعات مجلس المحافظة بعد تشكيله انذاك ان البعض من اعضاء المجلس ناقش اقامة بعض المشاريع السياحية في منطقة بحيرة ساوة وبضمنها منتجعات وفنادق سياحية كبرى (خمس نجوم) ومرافق اخرى لايسع المجال لذكرها وبعد احتدام الجدل وبعبارات معهودة كان يكثر من استعمالها قال(ياواشكم ) اريد اسألكم اكو شركات عدنا بالسماوة تبني منتجعات اكو فلوس عدكم تسوي فنادق خمس نجوم الي يريد يسوي مثل هاذي المشاريع قبل الماء والكهرباء والمدارس وعنده مثل هاذي الامكانيه كل المحافظه وياه اخواني انظروا للواقع واتعاملوا وياه بوعي الحجي مو حجي اعلام وتنظير خلونه نعيش الواقع ونحل مشاكل الناس بصراحة وصدق .....

هكذا كان الحساني بصدقه وصراحته المعهودة والحديث عنه يطول فمن يمتلك الجرأة للتضحية بنفسه في سبيل اهله ووطنه ومبادئه التي ناضل من اجلها يستحق منا ان نقف له ولتأريخه وروحه اجلالا ويكفينا انه منا عاش معنا ورحل عنا ولم يبخل علينا بجهد وعمل ونصيحة لم يكن يطلب من وراء هذا العمل المخلص غير مرضاة ربه فنالها شهيدا مخضبا بدمه كما تمنى واراد وها نحن نصل الى ذكرى هذا الاستشهاد العشرين من اب وليس لنا غير ذكريات طيبة نتصفحها لمجاهد يستحق كل هذا الثناء والتبجيل والاعتراف بالجميل وهذه جوانب بسيطة ذكرناها للايضاح لا المجاملة وما لم نتحدث به ونذكره كثير وكثير جدا يتحدث به القاصي والداني ممن عرفوا الحساني وتعاملوا معه في مختلف مراحل حياته فلم يكن الا الصديق الصدوق والاب الكريم والاخ الرحيم والند الشريف الذي احتمل اساءات كل من اساء اليه وتمادى في الاساءة كان كل ذلك لانه تربى ونهل من مدرسة شهيد المحراب (قدس سره) وتخلق بأخلاق الاطهار من ائمة اهل البيت عليهم السلام وبالطبع هذه هي اخلاق العظماء فسلام عليك ابا احمد في ذكرى استشهادك ملتحقا بالصالحين مبينا للجميع ان غاية الشرف هو خدمة الوطن والتضحية من اجله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائز
2009-08-20
كلمة عتب للمجلس ولبدر خاصة لأنها لا تستدكر شهداءها الدين هم شهداء العراق بحق فإول من غبنهم هم إخوانهم فلا برنامج يخصص عنهم وليس الشهيد الحساني وحده بل حتة شهداء الثمانينات لم نعد نسمع لهم دكلراً فقليل من الوفاء الى الشهداء فلا تنسوهم فإدا نيستموهم معناه أنكم نسيتم قضية العراق!!
حيدر السماوي
2009-08-19
رحم الله ابو احمد الرميثي واسكنه فسيح جناته ظلمه القريب قبل البعيد وسيقف يوم المحشر يطلب حقه من كل من شوه سمعته ونال منه بدون دليل وبغير وجه حق. الفاتحة على روحه الطاهرة
ابن السماوة المنكوبة
2009-08-19
هنيئا لك الحساني يا ابو محمد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك