المقالات

الزعيم عبدالكريم قاسم .. رمزا شعبيا للفقراء

1113 17:36:00 2009-07-15

فراس الغضبان الحمداني

بعد مضي أكثر من نصف قرن على قيام مجموعة من الضباط العراقيين بحركة عسكرية لإسقاط النظام الملكي في العراق وإعلان النظام الجمهوري ، مازال الخلاف قائما على تسمية هذه الحركة بالثورة أو الانقلاب ، بل امتد هذا الاختلاف على تفاصيل مجريات هذه الحركة ورموزها ومسارها الذي يراه البعض قد انحرف ويراه طرف آخر ان الآخرين هم الذين انحرفوا وغدروا بالثورة والثائرين .

خلال هذه السنوات صدرت الكثير من الكتب والدراسات والبحوث ونشرت وثائق كان القاسم المشترك بان ما جرى عام 1958 هو حدثا سياسيا نوعيا في العراق ، وان زعيم الثورة عبدالكريم قاسم أصبح رمزا شعبيا رومانسيا للفقراء والحالمين بالتغيير .

لكن الثورة وزعيمها ورغم عمرها القصير قد حققت انجازات كبرى ، لكن هناك من يؤشر أخطاء إستراتيجية نتجت عن حدث التغيير نفسه ، فمجرد قيام الضباط من الجيش العراقي باستخدام السلاح بقوة الجيش بإحداث التغيير فان ذلك يؤكد سابقة ألغت التوجه الديمقراطي للنظام الملكي العراقي وفسحت الطريق إمام المغامرين من العسكر باستخدام القوة لاستلام السلطة وعدم الاعتراف بالتداول السلمي لها .

وهذا ما يفسر سلسلة الانقلابات العسكرية أو المحاولات التي شهدتها البلاد وكان آخرها الانقلاب الدراماتيكي للبعثيين وما تلاه من انقلابات داخلية نفذها صدام حسين .هذا هو المأخذ الأول على الزعيم إما المأخذ الثاني وتشترك معه الأحزاب فانه قرب اليمين فابتلع اليسار ثم قرب اليسار فنكلوا باليمين ، ولكنه نجح بالانتماء إلى الشعب حين رفع شعار اغضب كل الأحزاب ..وتآمروا عليه ، فكان هذا الشعار ( الشعب فوق الميول والاتجاهات ) .

المأخذ الآخر لزعيم الثورة هو عاطفيته وانحيازه الكبير إلى الفقراء فبدلا من رعايتهم وتطوير مناطقهم في الجنوب .. خاصة وانه قد الغى قانون الإقطاع ، لكنه فتح أبواب بغداد لمئات الآلاف من المهاجرين وأسكنهم في كانتونات في مدينة الثورة بعد إن تركوا مزارعهم وبساتينهم وانخرطوا بكامل عوائلهم في مهن لاتتلائم مع الكرامة الإنسانية لابن الريف .

وكان من نتائج هذه الهجرة هو غلق الباب وإنهاء أي عملية للتخطيط العمراني والمدني والتنمية البشرية بجعل مدينة بغداد مدينة متحضرة ، لان الذي حدث وحصدنا ثماره الآن في عام 2009 إن خمسة ملايين مؤريف مزدوج الولاءات لم يهضم التمدن ولم يهضمه التحضر يجثمون الآن على ضفاف دجلة مثل قبيلة بدوية متوحشة تنتظر ضعف الحكومة لتدمر كل البناء وهي تنظر أيضا وكالمعتاد منذ آلاف السنين ظهور زعيم جديد لتبدأ الهتاف باسمه ( بالروح بالدم نفديك يازعيم ) مع اختلاف الأسماء وتعدد الأزمنة .قيل الكثير وسيقال الأكثر عن عبدالكريم قاسم وثورته لكن الذي لانقاش فيه إن الزعيم ويعترف بذلك حتى أعدائه انه كان نزيها محبا للعراق لم يخلف ورائه أطيان وعقارات ومليارات .. بل ترك خلفه ذكرى عطرة وشخصية شجاعة ونبيلة أرادت إن تخدم العراق لكن غدر الأحزاب غدروا الثورة وانقلبوا على زعيمها وحطموا كل أحلام الشعب الذي لم يصدق برحيل زعيمه .

وكان الشعب يتخيل صورته على وجه القمر ويلمس انجازاته في قناة الجيش وفي عدد كبير من الإحياء السكنية في عموم مدن العراق ، ويراه أيضا في القوانين والتشريعات التي انتزعت الأرض من الإقطاعيين ومنحتها للفلاحين ، وأعاد الثروة النفطية للبلاد بعد إن اصدر القانون رقم 80 .

ويكفي الزعيم الأمين هذه الانجازات وشجاعته النادرة وهو يواجه برجولة وبسالة الانقلابيين ويجعل أيدي فرقة الإعدام ترتجف من هيبة الزعيم فأين لنا بهكذا رجال مازال الشعب يرى فيهم الأسطورة والأمنيات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيد مغير
2009-07-17
أخوتي قراء هذا الموقع الأغر,,فقط للتنويه ..في الزمن الملكي كان في أي دولة عربية حينما يتهندم أي شخص يقال له ( اليوم متبغدد) وكاظم الساهر المغني غنى اغنية تذكر الناس بالرفاهية البغدادية العراقية , وبالنسبة لأمجاد العراق في العهد الملكلي كان اعظم نظام مصرفي بالعالم لدينا واحسن خطوط سكك وبدالات وأحسن جسور والباص ذو الطابقين وأول دولة في الشرق يدخلها التلفزيون وأول إذاعة و و و كنا وبعد ثورة غبد الكريم بدأ العد التنازلي حتى جاء الجرذ التكريتي ليحطم حتى اخلاق الناس بحزبه النجس
زيد مغير
2009-07-17
أخي فراس , مع تقديري اليك ..من صفات الأقطاع هو في حالة بيع أرض فإن القلاح يباع معها ,لم يكن في العراق إقطاع وإنما نظام ملكية الأرض , وملاكين الأراضي في العراق هم رؤساء العشائر ومعروفين بالتسابق نحو الفضيلة ولا داعي لضرب الأمثال , وليسو كشيوخ التسعينيات مثل الكاولي محمد جواد العنيفص وغيره , قرار عبد الكريم كان غبي ولم يكن سياسي فقد عطل الدستور واتجه الى السوفييت الجوعانين ودمر الزراعة ..يطبق المثل بحقه(الما يعرف تدابيرة حنطته تاكل شعيرة) وقتل بسبب عدم درايته السياسية ولم يهتم لقتل الملك الشاب رحم
زيد مغير
2009-07-17
عبد الكريم قاسم كان فعلا نزيه ومات بسيط فقير ولكن للأسف لم يكن سياسي فقد نفذ خطة المقبور جمال عبد الناصر بثورته السوداء بسبب حلف بغداد الذي أرعب القومجية وخافوا من أن يكون العراق أكبر قوة في الشرق بعد خروج اليابان محطمة في الحرب العالمية الثانية , رجاءا ً دعوا العواطف وراجعوا التاريخ , فلقد كانت ثورة 14 تموز عبارة عن رصاصة في صدر العراق وأتمها جمال الملعون بتأهيل صدام ليكمل رصاصة الرحمة في رأس العراق ..فما علينا إلا أن نتكاتف من أجل بناء الوطن وأهم شيء هو إجتثاث البعث والأبتعاد عن العرب
ابو ايمن الركابي
2009-07-15
ـ تتمة ـ مما اضطر الفلاحين للهجرة على نحو واسع من جنوب العراق الى بغداد وسكنوا في صرائف على محيط بغداد بدون اية خدمات ومرت عليهم ظروف معيشية قاهرة ونتيجة لذلك اراد عبد الكريم تقليل الابعاد السلبية لقرار الاصلاح الزراعي سيء الصيت فوزع قطع سكنية على الفلاحين في مدينة الصدر والشعلة وغيرها ، بدلا من ان يضع خطط بديلة لتحسين الزراعة واعادة المهاجرين الى مناطق سكناهم الاصلية. وجاء الشيوعيون فرفعوا لافتات التأييد لأنجاز عبد الكريم بتوزيع الاراضي للتعمية على الخطأ الجسيم تجاه الانتاج الزراعي في العراق.
ابو ايمن الركابي
2009-07-15
بسم الله الرحمن الرحيم الافلاس الفكري هو الدافع للتشيييد بأمجاد موهومة منسوبة لعبد الكريم قاسم ، فاما توزيعه للاراضي فهي نتيجة الاخطاء الجسمية التي اقترفها تجاه القطاع الزراعي بعد انقلابه المشؤوم ، حيث سلب الاراضي من اصحابها الشرعيين واعطاها قطع صغيرة للفلاحين بعد تقسيمها وهم ليس لهم خبرة بتجهيز المواد والاسمدة والبذور والتسويق ورعاية الماشية على نحو واسع ، فأصبح الانتاج الزراعي باوطأ مستوياته في فترة حكمه ، واصبح العراق مستوردا بعد ان كان منتجاً وفقد الفلاحون عملهم ومصدر رزقهم ـ يتبع رجاءاً ـ
Army
2009-07-15
اي نظام ديمقراطي كان يمثله الملوك لقد كان اكثر من ثلاثة ارباع الشعب جياع وفي الصرائف وبيوت الطين وبيوت الصفيح. لقد كان يمثل ذلك النظام نظام النبلاء والارستقراطيين . ثم كان نظام طائفياً مقيتاً بمعنى الكلمة ظهرت نتائجة لاحقاً فمناطق الطارمية والمشاهدة واليوسفية والدورة وغيرها لمن كانت ولمن اصبحت؟ لم يكن للملك اي دور وانما كان نظام عاد من خلاله العثمانيين الى التسلط في العراق عن طريق انكار الاصول والانتساب الى العروبة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك