طالب عباس الظاهر
من البديهي أن يكون لكل جهة سياسية مجموعة من المبادئ والمفاهيم التي تنطلق في العمل من خلالها ولا تسمح للآخرين التجاوز عليها مهما تكن الأسباب، ويمكن تسميتها بالثوابت الوطنية كما هو شأن الأعراف العشائرية على سبيل المثال فيما يسمى بـ(السنينة)، لكن السؤال الذي نحاول طرحه على ساسة العراق وقادته اليوم من أصحاب الحل والعقد فيه ومفاده:هل لديكم خطوط حمر في عملكم السياسي؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب؛ وهو قطعاً ينبغي أن يكون كذلك.. وإلا فأي عمل سياسي ذاك الذي لا يستند إلى برنامج سياسي واضح! أقول؛ إذا كان الأمر هكذا..فما هي أولاً تلك الثوابت - أي الخطوط الحمر- في برامجكم ؟ وبماذا تختص ثانياً ؟ ولمصلحة من تصب ثالثاً ؟
مما لاشك فيه ضرورة عملها من اجل وحدة العراق ومن اجل سيادته، ومن اجل خدمة مواطنيه..لا من اجل الإرضاء للأطراف الخارجية التي لاتهمها مصلحة البلد بقدر تنفيذها لأجنداتها المعادية له أو المراعية لمصالحها في اقل التقادير في الوقت الذي ينبغي أن تكون كل تلك الأشياء في برامجنا السياسية كخطوط حمر لا يمكن أن نسمح لأنفسنا تجاوزها فضلا عن الآخرين من الإخوة أو الأصدقاء! لكن مما يؤسف له إن نرى البعض - وأشدد على كلمة البعض- يحاول أن يحمّل تبعات خلافاته السياسية مع هذا الطرف أو ذاك أو مع هذه الجهة أو تلك..بل ويعلقها على شماعة قضايانا المصيرية وثوابتنا الوطنية ويتجاوز الخطوط الحمر كوسيلة للضغط ، ويعبث بأمن البلد وسلامة مواطنيه، ويضرّ بمصالحه العليا ، سبيلا إلى تحقيق بعض المكاسب السياسية الرخيصة مهما عظمت.نعم..قد نختلف في الرأي حول هذه القضية أو تلك ولكن لماذا ننسى المشتركات وهي كثيرة جدا ؟ وبالتالي يؤثر هذا الخلاف على أداءنا لمهمتنا الرئيسية وهي خدمة العراق والعراقيين،إذ لا نعد نفرق بين وظيفتنا السياسية وواجباتنا الخدمية ؛ فنرى هذا البعض يجامل هذا البلد أو ذاك على حساب مصلحة العراق ؛ فأي وفاء نحمله حينما يكون الوطن ومصالحه العليا يأتي في برامجنا بعد مصالحنا الحزبية أو الفئوية أو الشخصية ؟! كما يحدث حينما يزور مسؤولينا بعض البلدان ، فنستغرب مواقفهم ونتساءل : أهم عراقيون أم من تلك البلدان التي يجاملونها على مصلحة بلدهم وشعبهم بأكثر حرقة وحرصاً من بعض ساسة ذلك البلد نفسه!!
أخيراً أقول لهذا البعض وأسأله؛ ألا نكون أكثر مسؤولية وأكثر وفاء للثقة والأمانة التي حمّلها إيانا أبناء الشعب العراقي بتضحياته والكثير الكثير من دمائه ودمعه وعرقه حينما تحدوا الموت لينصبونا على كراسي الحكم والمسؤولية؛ فيكون العراق وسيادته ووحدة أبنائه وأراضيه، والسهر على خدمة مواطنيه- بمعزل تماماً عن كل خلافاتنا السياسية- وعدم السماع للأصوات الناعقة من الخارج، والسماح لها على تحريك أذنابها في الداخل، كونهم لا يريدون للعراق وأهله الخير والاستقرار.. نعم وأن تكون كل تلك الأشياء من ثوابتنا الوطنية ومن الخطوط الحمر في برامجنا السياسية للنهوض بالعراق من جديد بوحدتنا وقوتنا ..لا عن طريق تمسحنا بأذيال الآخرين نستجديهم عزتنا! .
https://telegram.me/buratha