سالم مدلول الحسيني
بسم الله الرحمن الرحيميا أيتها النَّفْسُ المُطْمَئِنَةُ * ارجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً * وادْخُلِي في عِبادِي * وادْخُلِي جَنَّتِييالها من مصيبةٍ ثَلمَتْ من الإسلامِ ثلمةً لايسِدُّها شيء , يوم إذْ باغتَ الدهرُ شيخنا مباغتةً فجحدلَهُ وصَتعَه , بعد ان بسرَهُ الرَّدى بسببِ الزَّمامةِ التي ابتلاهُ اللهُ بها فيالَلهِ ولِلخطبِ الفضيعِ ... الذي أسجمَ الدمعَ فاعسف ... وأسدل الليلَ فاسْجف ... وأبكى ملائكةَ السماءِ , وبقاعَ الأرضِ التي كان يعبدُ اللهَ عليها ..أَرابِعُ مهلاً بعضَ هذا واجْــمِلي ففي اليأسِ ناهٍ والعزاءُ جميلُفإنَّ الذي تبكينَ قد حـال دونـهُ ترابٌ وزوراءُ المقامِ دَحُولُلئنْ ماتَ او وافى لوقــتِ حِمامِهِ فقد كان شيخاً للتُقاةِ سليلُوقد كان بسَّاماً اذا ما القومُ أُدلجوا وكان زادُ الركبِ وهو قليلُسيدي ماذا اقول ؟ وقد حال الجريضُ دونَ القريض ... ماذا أٌقول ؟ وقد حال الأجلُ دون الأمل .......وهبني رميتُ ياسيدي فما كلُّ رامي غرضٍ يُصيب ... وهبني كتبتُ ياسيدي .. فماذا أَقولُ ؟ وكلُّ الكلامِ انت وقد رحلت ...رحلتَ ياسيدي فجفتْ لرحيلِكَ بحورُ العرفان , وشَغُرتْ أرضُ الفقه , وتَزَمَّلَ صوتُ الوحي ومزاميرُ داوودَ وصحيفةُ السجادِ وفقهُ الصادقِ .رحلتَ ياسيدي بعد أن ارتقيتَ مدارجَ الكمالِ فبلغتَ أعلاها .. وتربعتَ على عرشِ الحكمةِ فنلتَ أسناها .. فكان لك من التقى النصيبُ الأوفرُ .. ومن العرفان ِالحظُّ الأوفرُ .. رحلتَ ياسيدي فَتَجَمَّرَتْ لرحيلِك قلوبُ عاشِقِيك , وتعسفَ بهم الطريقُ , وظْطَلَمَ لَيلُهُم , وتَقَمَّعَتْ عُقُولُهُم , بل وتَقَمَّعُوا .......سيدي المقدس ٍ... ايُّها الشَيِّخُ الأشمُّ ... ايُّها الغِطْريفُ الغِطَم ... يامن لم تكن كَهْكَاهةً ولاكهَما .. يامن لم تُزَلْزِلْهُ القَواصِفُ ... ولم تُثْنِ عَزْمَه العَواصِفُ ... يامنْ لا ترقأُ دمعتُه من خشيةِ اللهِ .. ولا تهدأُ زفرتُه على ما فرطَ في جنبِ اللهِ .. وأنَّى له التفريط وقد أفنى وجودَه المقدَّسَ في ذاتِ الله , وخدمةِ دينِه ، وإعلاءِ كلمتِه .. باعَ نفسَه للهِ .. مطلِّقاً بالثلاثةِ دُنياه .. لم يأسَ يوماً على ما فاتََ.. ولم يفرحْ بما أُوتي وزن نفسَه قبلَ ان يُوزَن ، وحاسبَها قبل ان يُحاسب ، لم يُسلِس لها القِياد ، ولم يُرخِ لها العِنان ، وتَنفَّسَ قبل ضيقِ الخناقِ ، وانقادَ قبلَ عُنفِ السِّياقِ ، عالم عاملٌ .. وفاضلٌ كاملٌ .. وحيدُ عصرِهِ .. وفريدُ دهرِهِ .. البَسَهُ العلمُ ثوبَ الفخارِ .. وقمَّصَهُ الحِلمُ سِربالَ الوقارِ .. ذا هيبة كان وذا جلال .. كأنما يقصده الشاعر حيث قال :- سألت التقى الفقهَ مالي أراكُما ............ تبدلتمـا ذُلاَّ بـعزٍّ مؤبدِ وما بال ركنُ المجدِ أمسى مهدَّماً ............ فقال رزئنا بالتقي محمـدِ فقلت فهلا متما بعد موته ........... فقد كنتُما عبديهِ في كلِّ مشهدي فقال أقمنا كي نُعزى بفقدِه .......... مسافةَ يوم ثم نتـلوهُ في غـدِاسكنَهُ اللهُ فسيحَ الجنان ، والهمَ ذويهِ الصبرَ والسِّلوانَ ، وإنَّا على فَقدِه لمحزونون ، ولكنَّ عزائَنا فيه إنَّكَ ميِّتٌ وإنَّهم ميِّتونَ ، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون .والسلام عليه يوم ولد ، ويوم رحل ، ويوم يبعث حيَّاً .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha