المقالات

مصر ...مواقف عدائية من التجربة العراقية

1037 20:31:00 2009-04-19

جميل الحسن

العداء المصري للنظام السياسي الحالي في العراق واضح ومكشوف لم يحرص المصريون على اخفائه بدليل التجاهل الواضح لاي زيارة يقوم بها اي مسؤول عراقي الى مصر وعدم قيام الصحف المصرية بنشر اية اخبار عن هذه الزيارات حتى لوكانت مقتضبة في حين نجد انها تفرد مساحات واسعة لتغطية اخبار الزعماء الاسرائيلين خلال زياراتهم الودية الى احبائهم واصدقائهم من المسؤولين المصريين .كما ان القاهرة ما زالت تتستضيف وتتعامل مع شخصيات عراقية متهمة من قبل القضاء العراقي بتورطها في الارهاب ومناهضتها للعملية السياسية في البلاد وهذه الشخصيات ما تزال تقيم المؤتمرات والندوات السياسية التي تهاجم الحكم في العراق وتتهمه بالعمالة للاحتلال وللرموز السياسية وخاصة الشيعية منها بانها جاءت الى السلطة على متن الدبابات الامريكية بينما لا تخجل من حقيقة انها تقييم انشطتها برعاية استخبارية مصرية .

كما ان الرئيس المصري لم يتورع عن وصف الطاغية المقبور صدام بالشهيد بعد اعدامه من قبل الحكومة العراقية ووصفه للشيعة في العراق والمنطقة بانهم عملاء لايران وهو نفسه الذي وصفه صدام ذات يوم بحسني الخفيف.هذا التحامل المصري الذي بلغ ذروته على الحكومة العراقية الحالية ووصفها بالطائفية ياتي في الواقع من خشية مصرية من تقلص دورها ونفوذها في المنطقة وزعامتها فيها ولخوفها من مزاحمة عراقية لها في هذا المجال بعد ان شهدت السنوات الاخيرة تراجع الدور المصري نتيجة لظهور منافسين اقوياء جدد على السلاحة كالقطريين والسعوديين الذين لم يعودوا حريصين على احترام مشاعر المصريين وهم يتوغلون في عمق النفوذ المصري في المنطقة بعد ان تاكل الدور المصري فيها ولم يعد قادرا على التجدد والتطور .النظرة القاصرة للحكومة المصرية للعراقيين ما زالت موجودة بدليل ان مصر لم تكن جادة في تعاملها مع الحكومة العراقية وحرصها على اسقاط الديون المصرية على لعراق وتاخرها كثيرا في اعادة فتح سفارتها في بغداد والتي ما زالت معطلة ومؤجلة منذ فترة طويلة .

بالاضافة الى الرئيس المصري حسني مبارك لم يفكر او يعلن يوما برغبته في زيارة بغداد هذه الايام ومساندة الحكم الجديد في العراق كما فعل العديد من رؤساء الدول في المنطقة .هذا الحرص المصري على عدم اخفاء مشاعره العدائية المناهضة للعراقيين يعكس مخاوف المصريين من مزاحمة عراقية قادمة اورغبة مصرية في ابقاء العراق ضعيفا لكي لا يتسنى له النهوض من جديد ويفتح الباب امام هيمنة مصرية جديدة كما كان موجودا ايام حكم الرئيس عارف عندما كان السفير المصري في بغداد حاكما مطلقا له سلطته وهيبته ونفوذه الواضح ومصر هي من ضغطت على عبد السلام عارف في وقتها على تطبيق قوانين التاميم الجائرة التي دمرت الاقتصاد العراقي وزادته ضعفا ولم تفلح في تطويره , بالاضافة الى دور مصر المشبوه وتدخلها في الشان العراقي اثناء حكم الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ومساندتها لانقلاب الشواف وانقلاب الثامن من شباط ,

فضلا عن حرمان العراقييين من فرصة تاريخية لوصول اول حاكم مدني في تاريخ العراق الحديث وذلك عندما عارضت وصول عبد الرحمن البزاز الى منصب رئاسة الجمهورية بعد مصرع عبد السلام عارف ومجيء عبد الحكيم عامر الى بغداد لافشال هذا القرار وتنصيب ضابط عسكري هو عبد الرحمن عارف رغم عدم اهليته ليصبح رئيسا للعراق والذي يعد الاضعف في تاريخه والسهولة والبساطة التي سقط بها خير شاهد على ذلك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أحمد الناجي
2009-04-20
السلام عليكم هذا أمر طبيعي لأن حسني هو توأم الطاغية المقبور من حيث كل الإعتبارات من تمسكه بالسلطة ....... إلى سياسة التوريث حيث يعد ولده جمال لإستلام الحكم بعده وبعد هذا كله تريدون أن لايزعل ( باللهجة المصرية ) طبعا هو يزعل أوي أوي أوي .....منا الباجر من الأويات ). لأن شمس الدمقراطية الناصعة في العراق تزغلل العين من بعيد ؟ أخوكم أحمد الناجي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك