المقالات

الفوز والخسارة في معركة الانتخابات

1143 16:35:00 2009-01-22

( بقلم : أبو باقر الموسوي )

الكثير ينظر إلى الانتخابات المقبلة والتي يحدد من خلالها شكل الحكومات المحلية للمحافظات على أنها مسألة فوز وخسارة ومن هنا يأتي السؤال المهم في هذه القضية ما الفوز وما الخسارة في هذه المعركة ؟؟ هل أن الفوز هو الحصول على مركز مرموق في مجلس المحافظة أو عنوان راقي مثل عضو مجلس محافظة أو رئيس مجلس أو المحافظ أو أي عنوان أخر تشعر من خلاله بعض النفوس بأنها قد فازت بالحصول عليه ؟؟ وهل أن الخسارة هي الحرمان من الوصول إلى تلك المراكز والألقاب بعد أن بذلوا ما بذلوا من أجل الحصول عليها ؟ أم أن الفوز والخسارة مبني على أسس ومرتكزات كبيرة تحدد من خلالها صورة تلك المحافظات وترسم منها حاضر و مستقبل الشعب ...

نعم التجربة التي عاشها العراقيين تدل على كل تلك العناوين المذكورة كلها فقد فازت قوائم وكتل مختلفة في الانتخابات السابقة وكل من هذه الكتل تعامل مع الفوز أو الخسارة من واقع المتبنيات والرؤى التي بني عليها كيانه أو قائمته , فمنهم الوصولي الذي يريد من خلال الانتخابات الوصول إلى مراكز ومواقع يجد نفسه من خلالها متناسي تلك الجموع من الجماهير المخلصة التي أوصلته إلى دفة الحكم لا بل أكثر من ذلك كان بعضهم على استعداد أن يدمر كل شيء من أجل الوصول إلى المركز والمنصب الذي يطمع فيه بجشع وإفراط بل وهستيريا , فكما تعلمون أن أحد الرموز الذي وصل إلى قمة الحكومة أنخرط من حزبه وكيانه الذي نشاء ووجدت نفسه فيه بسبب فقدانه ذلك المنصب فكيف لا يتخلى عن شعبه من أجل ذلك المركز .

ومن هنا يجب علينا أن نبحث ومن خلال التجربة الحقيقية البعيدة عن المجاملات والانحياز عن أولئك الذين رضوا بكل شيء من أجل المصلحة العليا للشعب ولو أمعنا النظر أكثر وكشفنا الأمور بمعول الصراحة والصدق وأتينا إلى قائمة الائتلاف العراقي الموحد ونظرنا من ينطبق عليه نظرية الانتهازي والوصولي ومن ضحى بحقه في كثير من المناصب والعناوين من أجل المصلحة العامة وهو في نفس الوقت أهلاً لتلك المناصب ولكن خوفه من تشظي البيت الشيعي وطاعته للمرجعية تنازل عن حقوقه بكل طيبة نفس وساند الحكومة بغية تحقيق المكاسب الكبيرة للشعب والحفاظ على هيبة الدولة وتفضيل مصلحة الأمة على مصلحة كيانه السياسي.

حتماً سنجد أن تيار شهيد المحراب هو الوحيد الذي تعامل بهذه الروحية فعلى دورتين متتاليتين كانت رئاسة الحكومة من حقه , ولكن تشبث الغير بالعناوين وجريهم وراء المناصب جعل منه المضحي من أجل الحفاظ على هيبة المذهب وقوة الحكومة وتنازل عن الكثير وما زال باستطاعته أن يتنازل من أجل تحقيق المصالح العليا للشعب فكان دوره كأم الولد التي قالت ( خذيه من أجل أن يبقى حياً ) .

ومن هنا يتبين لنا معنى سامي للفوز والخسارة فالفوز هو حصة المخلص والمضحي من أجل شعبه في كل الحالات فهو يعتبر نفسه فائزاً سواء وصل إلى الكرسي أو لا سامح الله لم يصل فهو طالما عرض نفسه لخدمة المجتمع فهو فائز وبذلك يكون من الصالح العام أن يصل مثل هؤلاء إلى مقاليد الأمور وإدارة الدولة.  بينما الخسران هو الذي يفكر بنظرة ضيقة مبنية على مصالح فئوية وشخصية يكون عدم وصوله إلى الكرسي أو المنصب هو الخسارة وهذا في كل الأحوال خاسر والأمة التي يتحكم في زمام أمورها مثل هؤلاء حتماً ستكون والعياذ بالله خاسرة .

وهنا يأتي معنى أخر للفوز والخسارة مبني على أرادة الشعب فنستطيع القول بأن الخسارة هي خسارة الشعب والفوز هو فوز الشعب والأمر متروك له من خلال اختيار المخلصين الأمناء على مصالحه الذين لهم القدرة في الارتقاء بتلك الشعوب إلى أفضل مستوى من الرقي والعمران في بلد آمن ومستقر ونسأل الله العلي القدير أن يفوز الشعب العراقي في اختياره فقد خسر الكثير وقد آن له أن يذوق طعم الفوز بأذن العلي القدير ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائز
2009-01-22
للاسف فان الاتخابات هي اسهل سوق للانتفاعيين والمصلحيين الدين يجيدون اللعب بالحجر والبيضة على قول المصريين.ولبساطة كثير من الناس فانه تاخده الضحكة الماكرة من هدا او داك او يستحي من هده المساعدة او تلك حتى لو شك بانها ليست في سبيل الله ان البلد بحاجة الى رجال شجعان امناء بعيدين عن منطق الحزب او الجماعة بل يساعد البعيد عنه سياييا قبل القريب فادا حصل هدا فنحن بخير او بعض الشيء من هدا اي لو فقط 20بالمئة منهم صالحين فلا زلنا بخيرو عافية بالتداريج دعاءنا للمخلصين بالموفقية وللفاسدين بالصلاح او الانقلاع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك