المقالات

عاشوراء .... والانتخابات

1248 09:58:00 2009-01-02

( بقلم : ابو باقر الموسوي )

الكل يعرف أن عاشوراء هي مدرسة متجددة تصلح لكل زمان ومكان فهي ( سياسية – عسكرية – اجتماعية – فقهية – أخلاقية – وغيرها من الدروس الوجدانية والمثل الأدبية ) وهي للرجال كما هي للنساء و للأطفال كما للشباب والشيوخ فلكل درس ولكل عبره .  وهذا السبب الرئيسي الذي جعل قضية الإمام الحسين ( ع ) سبب في ديمومة الإسلام وبقائه حيث قيل ( الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء ) ومسيرة الإمام الحسين مشيئة إلهية وتنفيذ بشري وهذا ما نستنتجه من قول الإمام الحسين ( ع ) حينما سؤل عن سبب اصطحاب النساء والأطفال معه حيث قال (ع ) (( شاء الله أن يراني مقتول وشاء الله أن يراهن سبايا )) شاء الله لهذه المدرسة أن تكون متكاملة العبر والدروس... شاء الله أن تكون رسالة ذات أبعاد مختلفة ومتكاملة.. فالرسالة الزينبية هي مكملة للرسالة الحسينية في تحصيل النتيجة وتحقيق الهدف من هذه المسيرة الربانية .

وقد يسأل سائل أو يعترض معترض ما علاقة كربلاء بموضوع الانتخابات ولماذا يطرح هذا الموضوع على المنبر الحسيني ؟؟  أقولها وبكل ثقة أن قضية الانتخابات واختيار الأصلح في قيادة الأمة هي من أبرز الدروس التي أستخلصناها من قضية الإمام الحسين ( ع ) , فلو كان الاختيار صحيح في زمن الإمام الحسين لقادة الأمة لما حدثت مصيبة كربلاء ولو كانت الأمة آنذاك تدرك هذه المسألة جيداً لما خالفت الإمام الحسين أو قد يكون الضعف والخوف هو العامل في عدم اختيار الأصلح والنتيجة كانت واحدة .

واليوم يجب على الأمة أن تستلهم الدروس والعبر من هذه المدرسة وتحسن اختيار قادتها وباعتقادي أن المنبر الحسيني الذي لا ينبه الأمة إلى القضايا المصيرية التي تمس في وجودها وحياتها ودينها لا يعتبر منبر حسيني بمعنى الكلمة فالحسين عَبرة بقدر ما هو عِبره وكل من يحاول الفصل بين القضيتين لا يمت للحسين بصلة بل هو متجني على قضية الإمام الحسين ( ع ) فالله سبحانه وتعالى لم يشاء من قضية الإمام الحسين أن ينشر مظلومة عبر التاريخ من أجل التباكي عليها فقط , بل شاء سبحانه وتعالى أن تكون هذه القضية واعز للأمم في رفض الظلم والجور والتمسك بدينها واختيار الصالحين لقيادتها بما يرضيه عز وجل .

فقد ابتليت الأمة بسوء الاختيار منذ شهادة النبي الأعظم ( ص ) ومنذ السقيفة المشؤمة والى اليوم الأمة الإسلامية تعاني من ذلك الاختيار الخاطئ فقضية الإمام الحسين هي بالأساس قضية اختيار الأصلح في قيادة الأمة وعلى هذا الأساس سار المخلصين من أتباع مذهب أهل البيت ( عليهم السلام) على مر العصور والمتتبع لتاريخهم يرى جيداً كيف أعطوا قوافل من الشهداء ضد حكام الجور والذين قادوا الأمة بالمكر والخديعة والوصول إلى الحكم بالتعسف والقهر .

ومن هنا يجب علينا أن لا نتخلف عن قضية الانتخابات وأن نستلهم من الحسين عدم التفريط بقضايا الأمة الأساسية مستفيدين من أجراء الانتخابات في أيام الحسين عليه السلام معتبرينها شعيره حسينية للحفاظ على حقوق العراقيين بصورة عامة وأتباع أهل البت ( عليهم السلام ) بصورة خاصة مبتعدين عن كل من يريد أن يفرق بين القضيتين من أجل تحقيق مأرب مشبوهة . وفي الختام أقولها كلمة أنصاف للدين والمذهب معكم ... معكم .. لا مع عدوكم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك