المقالات

الاصلاح السياسي

1056 11:57:00 2008-11-30

( بقلم : علاء الموسوي )

يتبادر للذهن وللوهلة الاولى في مطالعة مفردة الاصلاح التي تناولتها (وثيقة الاصلاح السياسي) بين المكونات في مجلس النواب، ان المشهد البرلماني والحكومي يشهد فسادا سياسيا، لتأتي تلك الوثيقة لتصلح ما افسده الدهر، ونسي البعض تجنب المحذور في العملية السياسية!. الا ان المناخ العراقي المتخم بالديمقراطية التوافقية وضريبة المشاركة الوطنية في الحكم والادارة والقرار الامني والسياسي... يجعل من استخدام تلك المصطلحات السياسية هينا على المراقب العراقي وتفسيراته المنطقية. وثيقة الاصلاح السياسي التي طالبت بها بعض الكيانات السياسية وجعلتها ورقة ضغط على الحكومة والبرلمان قبل التفاوض على رفض او قبول اتفاقية سحب القوات، هي في الحقيقة ليست جديدة العهد على المفاوضات والمناقشات الداخلية لمجلس النواب، فهي حاضرة في كل محفل سياسي يسمح به شرعا في ظل تنامي فضاء المزايدة والمقايضة السياسية، بل تصل احيانا الى وجوب التداول بها في بعض الحالات. لسنا من المعارضين لاي مشروع يتضمن التوفيق بحصول الاجماع الوطني والسياسي لاية قضية مختلف فيها بين المكونات والاطراف السياسية، سواء كان هذا المشروع عبارة عن وثيقة ام معاهدة او حتى اتفاقية، مادام عنصر المحافظة على الدستور واحترام الثوابت الوطنية حاضر بين ثنايا تلك المعاهدات والمكاتبات السياسية بين الفرقاء.

ولكن ما يثير الغرابة ويطلق فضاء العقل التفسيري الى العنان، هو اللجوء الى وثيقة تعنى بـ(الاصلاح السياسي) للمشهد العراقي بعد خمس سنوات من ممارسة مارثون الديمقراطية بشتى انواعها. والانكى من ذلك ان تُطلق تلك الوثيقة وبشكلها العلني قبل اقرار اكبر القضايا واكثرها اهمية لدى المواطن العراقي ومستقبل ثرواته، الا وهي (قانون النفط والغاز والموازنة المالية للعام المقبل)، ناهيك عن علاقة هذين القانونين بتثبيت النظام السياسي الجديد للبلاد في تضمين النظام اللامركزي لمستقبل الحكم في العراق، وتعزيز توسيع صلاحيات مجالس المحافظات والاقاليم.

نأمل ان يلتفت القائمون على تفعيل تلك الوثيقة، للمحاذير السياسية وحتى الامنية التي قد تفرزها تنازلات الطرف الواحد، بذريعة الحفاظ على الاجماع الوطني، والذي هو في الغالب لايمكن تطبيقه في ظل انعدام المقومات الاساسية لحصول هذا الاجماع. الامر الذي سيفرض واقعا سياسيا جديدا في المشهد العراقي لايقل خطورة عن المشهد الاول لسيناريو التنازلات السياسية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
alnasiry
2008-12-01
والذين كانوا ابان عهد النظام البائد جزءاً من القوة النظامية التي كانت مرتبطة بالاجهزة الامنية والمخابراتية للنظام السابق. ان هؤلاء الأشخاص - وبعضهم كانوا من رؤساء العشائر في ..... - قد حملوا السلاح ضد ابناء جلدتهم، فشاركوا الاجهزة الامنية والعسكرية القمعية في عهد النظام البائد في انتفاضة عام 1991
Ayad
2008-11-30
الى متى نخضع ل الابتزاز السياسي ولكون المجلس الاعلى وحزب الدعوة عراقيين اصلاء ويعملان فقط للعراق فيتهمان بالعمل لايران وبسبب عدالة ايران ودعمها للعراق الامريكان والعرب انشاءو حزب مقتدى لالصاقه بايران زورا وليحارب داخل العراق المجلس والدعوة فهل من المعقول ايران تدعم تيار مع جبهة النفاق الوهابية وضد المجلس والدعوة ولكون تيار مقتدى وجبهة النفاق سياسيا وماديا ينتمون لدول الاعراب ل الارهاب تراهم يعملون بالارهاب واثارة المشاكل والابتزاز السياسي فلانهم عملاء يتهمونا بالعمالة لايران كاسرة عين الاعراب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك