المقالات

المصالح الوطنية فوق كل شيء وقبل كل شيء

1140 13:21:00 2008-11-29

( بقلم : احمد عبد الرحمن )

اذا كان الاختلاف في المواقف والتوجهات السياسية امر طبيعي، فأن حدود الاختلاف وسقفه لابد ان يكون محددا، ولابد ان تكون هناك نقاط تحسم عندها القضايا المختلف عليها. المصالح والثوابت الوطنية، غالبا ما تمثل تلك الحدود وذلك السقف، فهي البوصلة التي ينبغي ان تؤشر الى المواقف الصحيحة والسليمة والصائبة، او بعبارة اخرى هي المثابة التي ينبغي ان تتحرك وتتجه اليها المواقف، وهي-المصالح والثواب الوطنية-النقطة المحورية التي تحسم عندها القضايا المختلف وتتخذ على ضوئها القرارات، وترسم السياسات.

واذا لم تكن هناك بوصلة، واذا لم تتوفر مثابة، واذا لم ينتهي أي حراك او جدل او نقاش عند نقطة ما، فحينذاك ستتبدد الجهود وتتبعثر الطاقات والامكانيات، وتتلاشى الحدود والضوابط والمعايير، وتنعدم الثقة، ويبقى الجميع يدورون في حلقة مفرغة لابداية لها ولانهاية، وهذا هو الطريق المسدود بعينه، والسير في الطريق المسدود يمثل الخيار الاسوأ لانه يفضي الى لا شيء.  ولاشك ان المصالح والثوابت الوطنية تمثل اطارا عاما وشاملا يمكن له ان يستوعب ظاهرة التنوع والاختلاف السياسي والمذهبي والطائفي والقومي والديني للمجتمع العراقي، وما يترتب على تلك الظاهرة-او الحالة-من استحقاقات كبيرة وكثيرة.

ان التفكير والعمل والتحرك بأطر وزوايا وسياقات واجندات فئوية ضيقة لايعود بأي نفع او فائدة على العراق، كدولة وشعب، ناهيك عن كونه لايعود بالنفع والفائدة على من يتبناه. ولعل تجربة الاعوام الخمسة والنصف المنصرمة، وما شهدته من احداث ووقائع حساسة وخطيرة بمختلف الصعد والمستويات اثبتت فشل الاطروحات والمناهج التي تنطلق من حسابات ومصالح انية ضيقة في مقابل الاطروحات والمناهج ذات الافق الواسع المبنية على مصالح وثوابت وطنية تتجاوز كل العناوين والحدود السياسية والدينية والقومية والمذهبية والطائفية الضيقة، والتي يمثل احترامها ومراعاتها وعدم التجاوز عليها واحدا من الثوابت الوطنية، وتعبيرا وترجمة واقعية لمنهج حفظ المصالح الوطنية وصيانتها.المكسب الحقيقي ليس بمصادرة الاخر وتهميشه وتغييبه، بل بأشراكه ومشاركته في كل شيء، ووفق ما ترتبه العملية الديمقراطية من معطيات ونتائج.والمكسب الحقيقي ليس بالانفراد والاستئثار، وانما بالانفتاح على الجميع بما يضمن ويصون مصالح الجميع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك