المقالات

الانفتاح على الجماهير سر نجاح العملية الديمقراطية

1110 16:06:00 2008-11-28

( بقلم : محمود الربيعي )

مما لاشك فيه ان عملية تغيير النظام السابق لم تلبي حاجة الجماهير لاسباب عديدة منها الاخلال بالسيادة لمدة طويلة من قبل قوى الاحتلال وتدخل تلك القوات في اهم الملفات ومنها الملفات السياسية والامنية والاقتصادية في الوقت الذي اصبح الشعب رهين سياسات الاحزاب الهزيلة ومشاركة اصحاب المصالح بشتى اشكالهم وصورهم فوقع هذا الشعب ضحية بين سياستي الاحتلال وتللك الاحزاب خلال تلك الفترة.

واذ يمر شعبنا بازمات حادة بسبب خطط الاعداء وسياسات الاحزاب الضعيفة وقع العراق اسيرا للطامعين وانكشف زيف الكثيرمن الادعياء الذين لبسوا ثوب الوطنية وابطنوا في انفسهم رغبتهم في السلطة والمال فلاخلاص لمان يعاد النظر في امر الديمقراطية وآلياتها والعمل على تغيير الوجوه التي ثبت انها غير كفوءة وغير قادرة على تحقيق مطالب الجماهير وحماية الثروات وضمان حقوق الانسان.

لقد خلقت التكتلات السياسية مجموعة من الصراعات الداخلية على السلطة وعكست رود افعال غير متوازنة لما كان يجري في زمن النظام السابق كرد فعل طبيعي لما وقع عليها من الظلم الذي شاركت فيه الشبكات الدولية وسياسات حكام المنطقة فلم يعد يرى المواطن العراقي اداءا وطنيا صادقا. ان الديمقراطية التي يحتاجها شعبنا العراقي هي الديمقراطية المنفتحة على الجماهير والتي تحقق الخيارات الوطنية وتحافظ على حقوق الشعب، ولن تتحقق الاحلام بتضييع اصوات المواطنين الذين لايثقون اليوم بالمشهد السياسي الهزيل الذي انتقدته المرجعية الرشيدة التي ادانت السلوك غير المنضبط لممثلي الكتل السياسية.

ان على قيادات الاحزاب الكبيرة ان تنظر بجدية الى تغيير نوعي في هيكلية احزابها وعلاج الخلل في جهازها الحزبي واعادة تقييم الاعضاء من جديد لترشيد قياداتها واعادة صيغ العمل الحزبي قبل ان يفوت الاوان اذ ليس من السهل ان نعود الجماهير على الشعارات والوعود فقط ولابد من حساب ردة فعل الجماهير التي لابد من اعتماد خيارها وتحقيق رغباتها المشروعة.

ان الازمة التي تمر بها البلاد وهي تحاول الخروج من مازق الاحتلال وتحقيق السيادة الكاملة يدعو الى اعتماد الاجماع الوطني في القرارات المصيرية واللجوء الى الخيارات الشعبية المباشرة عن طريق التصويت في القضايا المصيرية وتحقيق الرضا الشعبي الكامل بانتقاء الاكفاء الاوفياء في عملية الانتخابات المقبلة الذين يمكنهم الحفاظ على الثوابت الوطنية وصيانة المصالح العليا للجماهير.

ان التجربة الديمقراطية الاخيرة في العراق تمربمرحلة عسيرة وهي بين خيارين.. اما ان تنجح او ان تنحسر فان ارادت خيار النجاح فعليها ان تحسن الاداء وتخرج من دائرة الصراع على السلطة والمغنم وليس لها اي خيار غير الشراكة الحقيقية والتعايش داخل الاسرة العراقية بعيدا عن المزايدات والمساومات التي تجري على حساب المبادئ الوطنية ولابد لممثلي الشعب ان يذوبوا في حب العراق والحفاظ على مصالحه العليا.ان الرغبة الحقيقية الصادقة لانجاز المهمات الوطنية العادلة لاتتحقق الا بنكران الذات وتذكر حساب التاريخ الذي لن يرحم المسيئين ولن يغفر للظالمين.

وفي الاخير فاننا اذ نقيم الحالة السياسية داخل العراق لاجل اصلاح العملية الديمقراطية وتحقيق رضا الشعب ندعو الى التمسك بالوحدة الوطنية ونؤكد على جملة من الامور منها:

اولا: الاهتمام بمصالح العراق العليا، ورعاية حقوق الجماهير، وتحقيق وحدة المواقف السياسية لممثلي الشعب وبالاتجاه الذي يراعى ويرعى المبادئ والقيم الوطنية .

ثانيا: اصلاح الوضع الديمقراطي واعادة النظر في شكل الديمقراطية ومحاولة رسم خطوط جديدة لها.

ثالثا: بناء الدولة العراقية على اسس انسانية وتقليص التشعبات السياسية والتكتلات الفائضة داخل البرلمان.

رابعا:ضرورة الانفتاح على الجماهير لانها الاهم في عملية بناء الدولة.

خامسا: تنشيط الحركة الجماهيرية بالاتجاه الذي يعمل على صيانة العملية الديمقراطية وحماية البلد .

واخيرا ندعو الله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراق وشعبه ومرجعياته الدينية ويسدد حكومته من اجل عراق حر مستقل ومزدهر لتحقيق العدل التام ورعاية مصالح الجماهير في جو من السلم والسعادة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك