المقالات

مجلس النواب ونكران الذات؟

1191 15:08:00 2008-11-25

( بقلم : علي الخياط )

نكران الذات هي أهم صفة لا بُدَّ من توفرها عند من يتصدى لزعامة الأمة ،فعليه إيثار مصلحتها على كل شيء ، وعدم الاستئثار بالقرار والرأي وان يشاور الاخرين بالقضايا المصيرية.. .و هذه الظاهرة كانت من أبرز ما عُرِف وتميز بها الإمام ( عليه السلام ) أيام خلافته، فلم يعرف المسلمون ولا غيرهم خليفة تَنَكَّر لجميع مصالحه الخاصة مثل امير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلم يَدَّخِر لنفسه ولا لأهل بيته ( عليهم السلام ) شيئاً من أموال الدولة ، فكان جل اهتمامه(ع) هو حفظ المبادىء الاسلامية و مراعاة مصلحة الامة، فقضى على مبدأ القرابة و العشيرة و الطبقية الذي كان سائدا، فلم يقبل التفاوض مع سارقي اموال الشعب، و ظلت مبدئية الامام و صلابته في الاسلام اصيل ورثها من رسول الله(ص) الى ان استشهد في سبيل مبادئه و قيمه، لأن المهم لديه هو ان يرضي الله سبحانه و تعالى سواء رضي الناس او لم يرضوا، فقضى حياته(ع) ناكرا لذاته، زاهدا في كل شيء، مترفعا عن الدنيا، بل مطلقها ثلاثا لا رجعة له فيها.

كنت احدث نفسي واتساءل.. ترى ما الذي غير موقف البعض من الكتل السياسية والشخصيات الاخرى ،والتي كانت تطالب بقوة بجدولة انسحاب القوات الامريكية ،حتى ل (عشر سنوات) ولعل الاتفاقية طويلة الامد مع الولايات المتحدة تستحق ان توصف بانها فارقة مهمة في التاريخ السياسي الحديث للعراق ويقع عليها جملة نتائج في المستقبل المنظور.؟ ولم افاجأ حين تحدث السيد المالكي الى الشعب مبينا بعض تفاصيل الاتفاقية.. ومن جملة ما قاله. (لا وجود لبنود وملاحق سرية في الاتفاقية) وهو ما هلل له وطبل العديد من السياسيين والبرلمانيين، واشخاص يحملون صفات ورتب متنوعة...قال ايضاً( ان القادة السياسيين كانوا على معرفة بما دار في المفاوضات بين الوفدين العراقي والامريكي) وهي اشارة الى بعض من تحدث به عن اسرار تكتنف المفاوضات وتنازلات تخل بالسيادة الوطنية قدمها المفاوضون العراقيون لنظرائهم الامريكيين، مع ما في هذا من قدح بوطنية المفاوض العراقي، ومهنيته وحرصه على مصالح بلاده. وكأن هؤلاء المنتقدين الذين يجهلون بنود الاتفاقية هم الوطنيون الحريصون على بلدهم دون سواهم.

قال: ابدي اسفي على كل من كان يعارض الاتفاقية من دون ان يطلع على محاورها، فيما راح البعض يمارس ازدواجية سياسية في مواقفه منها ويعمل على تضليل الرأي العام من خلال الادعاء بوجود بنود في الاتفاقية تتحكم من خلالها الولايات المتحدة بوزارتي الدفاع والداخلية والسيطرة على التفط والثروات.. ويبدو ان البعض لا يجيد سوى الرفض حتى مع تلبية متطلباته، وبالامس كان عدنان الدليمي زعيم التوافق ينادي بحتمية التوقيع على الاتفاقية لانها تضمن مستقبل العراق، ثم عاد بعد ان صار التوقيع قريبا ليقول.. انه لن يوقع، والاسباب معروفة مع انه اثنى على المالكي وعلى الاتفاقية في اجتماع الكتل السياسية ،وآخرون طالبوا بجدولة الانسحاب، وحين تحقق ذلك، رفضوا وكانوا يعدونه شرطاً، واخرون ابدوا تحفظهم على بنود الاتفاقية (القائمة العراقية) بينما كان ابرز قادتهم (عزت الشابندر) يهتف في كل محفل.. ان الذي لا يوقع على الاتفاقية شخص خائن..والاغرب من ذلك مايتصوره البعض من الجهلاء والدخلاء على السياسة ان الاتفاقية للمالكي وليست للشعب العراقي وهؤلاء الذين بدت مقاعدهم تهتز ،وهذا قصور واضح يدل على غياب الرؤية الحقيقية ،للواقع السياسي (الخطر)الذي يمر به العراق حاليا. ذلك يذكرني بقول امير المؤمنين (ع)حين خاطب اهل العراق( لقد ملئتم قلبي قيحاً) والقيح قد يملأ قلوب اخرين وذلك متاح للمالكي قبل انتهاء ولايته..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك