المقالات

هل الانقلاب العسكري حقيقه ام دعايه يراد منه الضغط على الحكومه العراقيه

1333 15:42:00 2008-10-21

( بقلم : شريف الشامي . اذاعة صوت العراق الجديد امريكا)

الانقلاب العسكري ذلك المسطلح المتداول في اغلب دول العالم الثالث التي تسمى الدول الناميه.بحيث انك لم تسمع بهذا المسطلح في الدول المتقدمه او الدول التي تحكم بواسطة الدستور والية الانتخاب الديمقراطي .فعندما تتابع التحاليل السياسيه اوالاخباريه لم تسمع ان انقلاب عسكري او بيان رقم واحد الذي اعتاد عليه الانقلابيون في واقعنا المرير.لم يقع في احدى الدول الا وربيه حتي في ا لاحلام لكن هذ ا لانقلاب قد يكون امر مألوف في الدول الناميه بل انه شئ طبيعي جدا حتى العامه تتداول هذا المفهوم في الجلسات الخاصه لافراد المجتمع بل انه قد يكون احياناًَ جزء من ثقافة المجتمع اليوميه.من هنا ياتي السوال هل فعلا ان هناك انقلاب يحاك له ضد حكومة الما لكي ام انه مجرد اداة ضغط يراد منها تمرير بعض الاجنده الخاصه وبعض المصالح التي تتناغم مع مروجي فكرة الانقلاب سواء كان ما يتعلق منها بالقوه السياسيه او صانع القرار الامريكي.

 في الاونه الاخيره تناقلت بعض الصحف الغربيه والامريكيه أنباء تتحدث عن انقلاب عسكري في العراق وقد كتب بعض المفلسون باسهاب عن هذا الموضوع الحساس وكأننا نعيش في افريقيا باعتبارها موطن الانقلابات العسكريه وانه من الامور المسلم بهافي ذلك المجتمع المتطبع بروح الانقلاب . لكن السوال الذي يطرح نفسه على الساحه السياسه لماذا هذه التسريبات الاعلاميه بخصوص الانقلاب في هذا الوقت بالذات بالرغم من النجاحات الامنيه والسياسيه وتحسن علاقات العراق بشكل ملحوظ مع المحيط الدولي والاقليمي والعربي مع مؤشرات تنافس بعض الاطراف العربيه بالوصول للعراق قبل الاخر وحتى العالميه منها من اجل ايجاد موطئ قدم وفرصه استثماريه قبل غيرها وان حالة الجمود والترقب قد أنكسرت وتحطمت امام اصرار العراقيين وتحديهم الواضح والصريح لقوى الارهاب بحيث ان كل المؤشرات تشير عكس التقارير والتحاليل الاخباريه التي تتبنى هكذا مشاريع.اذن فمن هو المستفيد الحقيقي وراء مثل هكذا انباء في مثل هذه المرحله ؟. من هنا فان الانقلاب العسكري ماهو الا وسيلة ضغط يراد من خلاله تمرير بعض الاجند ه الخاصه ولان الدول الناميه موطن الاشاعات تقوم بعض الدوائر بتسريب هكذا اخبار فيتناقلها العامه والخاصه اصحاب الاختصاص وغيرهم وهي في طبيعة الحال جزء من الثقافه المتدواله اليوميه في المجتمعات الناميه .

لذلك ان الحديث عن انقلاب عسكري في العراق يتعارض مع الواقع والمعطيات التي حصلت بعد سقوط نظام صدام ويتعارض مع فكرة مروجي الانقلاب انفسهم لانهم في المحصله النهائيه هم اصحاب فكرة النظام الديقراطي في الشرق الاوسط ثم انه كيف يتم الانقلاب ومن هو الطرف المنفذ هل هي القوات الامريكيه ام الجيش العراقي هل هو انقلاب على قائد القوات في العراق ام انه حاكم عسكري . ان هذه التحاليل كانت مطروحه قبل سقوط الصنم ففكرة الحاكم العسكري كانت من الخيارات لدى الاداره الامريكيه قبل سقوط نظام صدام المقبور.

لكن هذه الامورتغيرت بعد سقوط النظام المقبوربل انها تحطمت امام الاصرار الشعبي والقوه السياسيه العامله على الساحه العراقيه. لذلك فان فكرة الانقلاب هي اداة يراد منها الضغط على الحكومه العراقيه من اجل توقيع الاتفاقيه الامنيه وهي مجرد وسيله لتحقيق بعض المصالح السياسيه قبل الانتخابات الامريكيه خاصه لدى الساسه في الحزب الجمهوري من هنا فان على الحكومه العراقيه استغلال الظرف السياسي الحالي في الولايات المتحده لتحقيق قدر كبير من السياده والاستقلاليه في هذا الظرف المهم والحساس بلنسبة للولايات المتحده . انها فرصه ذهيه يجب فيها اعتماد الذكاء والحنكه السياسيه . لان الاداره الحاليه تريد توقيع الاتفاقيه باي ثمن و لعدة اسباب اولها انتهاء فترة الرئيس وثانيهما الانتخابات التي هي على الابواب. اما اولئك الذين يعيشون على هوس الانقلاب والحالمين في العوده للسلطه فأنها لهم مجرد احلام واحيانا تسمى احلام اليقظه لذلك عليهم ان لايحلموا بهذا الانقلاب المزعوم الذي يروه وسيله للتنفيس عن انفسهم المريضه والمشبعه بطعم الانقلاب . لان وبكل بساطه زمن الانقلابات ذهب وبلا رجعه بحيث على الشعب والساسه العراقيين ان يمحوها من ذاكرتهم حتى لمجرد التفكير بهكذا امر.

اذن علينا ان لا نكون اداة للاشاعه سواء كنا من السياسين او من عامة المجتمع. وان ننمي ثقافة المشاركه في السلطه على اساس ديقراطي وليس على اساس سياسة القائد الاوحد والقائد الضروه ونخرج من اطار التفكير الانطوائي الى افاق العالم بروح الثقه والثبات .ولتنتهي فكرة الدبابه التي تقتحم القصر وتنتهي با صحابها على ظهر ا لحماله . وليعش العراق على اساس ثقافة المشاركه في العمليه السياسيه بعيدا عن فكرة الانقلاب وعسكرة المجتمع وبناء دولة القانون وفق معطيات العصر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك