المقالات

هل تعد الحرب الشيعية الأمريكية أمرا محتملا ؟

2652 03:51:00 2006-03-28

وبذلك أصبح المجتمع الشيعي بمراجعه ونخبه السياسية ومواطنيه أمام صورة واضحة كانت معروفة ومتوقعة ان الأمريكان يقفون بشدة أمام الخيار الشيعي وهذا يعني غياب وضياع الفرصة التاريخية أمام الشيعة في ان يستعيدوا مكانتهم ودورهم وحقهم في الحياة ، ( بقلم : جواد النادر )

السيناريوهات المستقبلية في قراءة المستقر السياسي للعملية السياسية في العراق كثيرة وكل منها له مبرراتها وظروفها وعواملها ، وارى ان هناك ثلاث احتمالات او سيناريوهات محتملة متوقعة هما حرب أمريكية شيعية وهي متوقعة وقد تكون قريبة أولا وحرب أهلية شيعية سنية ثانيا وحرب كردية عراقية مؤجلة لوقت بعيد نوعما ثالثا. والخوض في هذا الأمر لا يجعلنا نكتفي بالقول نعم او لا متوقع او غير متوقع ، بل يجب ان يقرأ قراءة علمية إستراتيجية ، فضلا ان هذا الأمر ليس أمنية او رغبة في ان نشهد ذلك السيناريو ، بل نتمنى ان لا نعيشه ونواجهه .أحاول في هذه المقالة أن أتحدث عن الاحتمال المتوقع الأول وهو الوصول إلى درجة القطيعة والحرب بين الشيعة في العراق والولايات المتحدة البلد المحتل للعراق ، وأنا اعلم وأكاد ان اجزم انه لم يكن هناك وفاق او مراهنة من قبل شيعة العراق على دور المحتل ، فضلا عن إن الفكر والنهج الشيعي ليس سهلا عليه القبول او المراهنة على دور المحتل والتفاؤل بإمكانية ان يقدم شئ ايجابي للعراق ، فضلا عن البرنامج الشيعي بخطيه السلمي والمقاوم كلاهما يؤدي الى إزاحة الاحتلال واستكمال الاستقلال الناجز للعراق ، وهذا الأمر تدركه الولايات المتحدة، فضلا عن ذلك فأن الخشية الأمريكية من ما تدعي انه نفوذ إيراني بين الشيعة في العراق والخشية من قيام حكومة دينية في العراق على غرار إيران، كل ذلك يجعل الأمريكان لا يرغبون في حكومة عراقية يقودها الشيعة الإسلاميين ، وقد خيب الشيعة ظن الولايات المتحدة بإفشالهم الخيار الشيعي العلماني الذي قدمته الولايات المتحدة في الساحة السياسية العراقية المتمثل بالدكتور اياد علاوي ، جعل الولايات المتحدة تلعب وتقدم كل اوراقها من اجل افشال التجربة الشيعية ووضع العراقيل امامها ، وذلك من خلال خطين اولهما سياسي وذلك بتعطيل العملية السياسية ووضع العقبات أمام قيامها من خلال توظيف ودفع السنة الى المشاركة من اجل العرقلة والرفض واقتراحات وسياقات جديدة بعيدة كل البعد عن الديمقراطية مثل تشكيل مجلس الأمن الوطني او الاعتراض على مرشح الائتلاف ، وثانيهم عسكري من خلال إفساح المجال أمام الإرهابيين والمشاركة معهم في انفلات الأوضاع الأمنية وعرقلة عمل وزارة الداخلية، لذا نلاحظ ان هذين المسارين تصاعد فيهنا العمل منذ ظهور نتائج الانتخابات وتقدم الشيعة فيها ، وكان أخر عمل قامت به قوات الاحتلال الأمريكية هو العدوان السافر على حسينية المصطفى في منطقة الشعب .وبذلك أصبح المجتمع الشيعي بمراجعه ونخبه السياسية ومواطنيه أمام صورة واضحة كانت معروفة ومتوقعة ان الأمريكان يقفون بشدة أمام الخيار الشيعي وهذا يعني غياب وضياع الفرصة التاريخية أمام الشيعة في ان يستعيدوا مكانتهم ودورهم وحقهم في الحياة ، مما يجعل من المتوقع والمرجح أن هذا يدفع إلى الاصطدام بين الشيعة وقوات الاحتلال الأمريكية ، وهذا الأمر ليس خطرا بالقدر نفسه الذي يشكله موقف المتفرج او السكوت عن هذه السياسة الأمريكية والسكوت امام هذه اللعبة الخطيرة التي تلعبها الولايات المتحدة ، اذ ليس أمام الشيعة سوى الدفاع عن حقهم وفرصتهم وعليهم جعل الأمريكان يقتنعون ويتأكدون بانهم قادرين على إفشال المخططات الأمريكية والمشروع الأمريكي في العراق ، لذلك أقول إن خيار المواجهة مرجح ومتوقع والمطلوب من القيادات السياسية والدينية ان تعد العدة له وان لا تتفا جئ به .وتكمن الخطورة فيما لو حدثت المواجهة ان يخوضها طرفا شيعيا واحدا لوحده مثلما حدث للتيار الصدري ، المطلوب من النخب السياسية والدينية الشيعية ان لا تفكر في خوض مواجهة إلا عندما تكون موحدة في موقف تاريخي موحد ، فضلا عن ذلك ضرورة أن يختار الشيعة توقيتها لا ان تفرض عليهم فرضا والنقطة الثالثة ان تكون المواجهة المحتملة تحت السيطرة ولا تسمح بانفلات أوضاع المجتمع وتجعل منها مواجهة مفتوحة .وإذا ما أردنا ان نبحث في وسيلة تمنع المواجهة المتوقعة من جهة وتحقق الأهداف المطلوبة من جهة أخرى علينا ان نزيد من تماسكنا ووحدة موقفنا ، وان نكشف الأوراق ونبين للمجتمع العراقي تجاوزات وممارسات القوات الأمريكية ومخططاتها في المراهنة على إشعال الفتنة الطائفية ، وان نضغط بممارسات سياسية وتعبوية وجماهيرية واعتصامات تجبر الأمريكان على إعادة النظر في سياستهم تجاه الشيعة، وان تدعم الحوزة الدينية في النجف الاشرف هذه السياسات الضاغطة على الأمريكان بموقف يؤكد قدرة العراقيين على الدفاع عن أنفسهم وردع المعتدين ، وفي كل الأحوال فان حدث ذلك فأن الإخوة السنة الذين يرفعون شعارات الوحدة والتحرير الزائفة سيتفرجون علينا ان لم يشاركون مع الأمريكان في محاربتنا.

جواد النادر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك