وبذلك أصبح المجتمع الشيعي بمراجعه ونخبه السياسية ومواطنيه أمام صورة واضحة كانت معروفة ومتوقعة ان الأمريكان يقفون بشدة أمام الخيار الشيعي وهذا يعني غياب وضياع الفرصة التاريخية أمام الشيعة في ان يستعيدوا مكانتهم ودورهم وحقهم في الحياة ، ( بقلم : جواد النادر )
السيناريوهات المستقبلية في قراءة المستقر السياسي للعملية السياسية في العراق كثيرة وكل منها له مبرراتها وظروفها وعواملها ، وارى ان هناك ثلاث احتمالات او سيناريوهات محتملة متوقعة هما حرب أمريكية شيعية وهي متوقعة وقد تكون قريبة أولا وحرب أهلية شيعية سنية ثانيا وحرب كردية عراقية مؤجلة لوقت بعيد نوعما ثالثا. والخوض في هذا الأمر لا يجعلنا نكتفي بالقول نعم او لا متوقع او غير متوقع ، بل يجب ان يقرأ قراءة علمية إستراتيجية ، فضلا ان هذا الأمر ليس أمنية او رغبة في ان نشهد ذلك السيناريو ، بل نتمنى ان لا نعيشه ونواجهه .أحاول في هذه المقالة أن أتحدث عن الاحتمال المتوقع الأول وهو الوصول إلى درجة القطيعة والحرب بين الشيعة في العراق والولايات المتحدة البلد المحتل للعراق ، وأنا اعلم وأكاد ان اجزم انه لم يكن هناك وفاق او مراهنة من قبل شيعة العراق على دور المحتل ، فضلا عن إن الفكر والنهج الشيعي ليس سهلا عليه القبول او المراهنة على دور المحتل والتفاؤل بإمكانية ان يقدم شئ ايجابي للعراق ، فضلا عن البرنامج الشيعي بخطيه السلمي والمقاوم كلاهما يؤدي الى إزاحة الاحتلال واستكمال الاستقلال الناجز للعراق ، وهذا الأمر تدركه الولايات المتحدة، فضلا عن ذلك فأن الخشية الأمريكية من ما تدعي انه نفوذ إيراني بين الشيعة في العراق والخشية من قيام حكومة دينية في العراق على غرار إيران، كل ذلك يجعل الأمريكان لا يرغبون في حكومة عراقية يقودها الشيعة الإسلاميين ، وقد خيب الشيعة ظن الولايات المتحدة بإفشالهم الخيار الشيعي العلماني الذي قدمته الولايات المتحدة في الساحة السياسية العراقية المتمثل بالدكتور اياد علاوي ، جعل الولايات المتحدة تلعب وتقدم كل اوراقها من اجل افشال التجربة الشيعية ووضع العراقيل امامها ، وذلك من خلال خطين اولهما سياسي وذلك بتعطيل العملية السياسية ووضع العقبات أمام قيامها من خلال توظيف ودفع السنة الى المشاركة من اجل العرقلة والرفض واقتراحات وسياقات جديدة بعيدة كل البعد عن الديمقراطية مثل تشكيل مجلس الأمن الوطني او الاعتراض على مرشح الائتلاف ، وثانيهم عسكري من خلال إفساح المجال أمام الإرهابيين والمشاركة معهم في انفلات الأوضاع الأمنية وعرقلة عمل وزارة الداخلية، لذا نلاحظ ان هذين المسارين تصاعد فيهنا العمل منذ ظهور نتائج الانتخابات وتقدم الشيعة فيها ، وكان أخر عمل قامت به قوات الاحتلال الأمريكية هو العدوان السافر على حسينية المصطفى في منطقة الشعب .وبذلك أصبح المجتمع الشيعي بمراجعه ونخبه السياسية ومواطنيه أمام صورة واضحة كانت معروفة ومتوقعة ان الأمريكان يقفون بشدة أمام الخيار الشيعي وهذا يعني غياب وضياع الفرصة التاريخية أمام الشيعة في ان يستعيدوا مكانتهم ودورهم وحقهم في الحياة ، مما يجعل من المتوقع والمرجح أن هذا يدفع إلى الاصطدام بين الشيعة وقوات الاحتلال الأمريكية ، وهذا الأمر ليس خطرا بالقدر نفسه الذي يشكله موقف المتفرج او السكوت عن هذه السياسة الأمريكية والسكوت امام هذه اللعبة الخطيرة التي تلعبها الولايات المتحدة ، اذ ليس أمام الشيعة سوى الدفاع عن حقهم وفرصتهم وعليهم جعل الأمريكان يقتنعون ويتأكدون بانهم قادرين على إفشال المخططات الأمريكية والمشروع الأمريكي في العراق ، لذلك أقول إن خيار المواجهة مرجح ومتوقع والمطلوب من القيادات السياسية والدينية ان تعد العدة له وان لا تتفا جئ به .وتكمن الخطورة فيما لو حدثت المواجهة ان يخوضها طرفا شيعيا واحدا لوحده مثلما حدث للتيار الصدري ، المطلوب من النخب السياسية والدينية الشيعية ان لا تفكر في خوض مواجهة إلا عندما تكون موحدة في موقف تاريخي موحد ، فضلا عن ذلك ضرورة أن يختار الشيعة توقيتها لا ان تفرض عليهم فرضا والنقطة الثالثة ان تكون المواجهة المحتملة تحت السيطرة ولا تسمح بانفلات أوضاع المجتمع وتجعل منها مواجهة مفتوحة .وإذا ما أردنا ان نبحث في وسيلة تمنع المواجهة المتوقعة من جهة وتحقق الأهداف المطلوبة من جهة أخرى علينا ان نزيد من تماسكنا ووحدة موقفنا ، وان نكشف الأوراق ونبين للمجتمع العراقي تجاوزات وممارسات القوات الأمريكية ومخططاتها في المراهنة على إشعال الفتنة الطائفية ، وان نضغط بممارسات سياسية وتعبوية وجماهيرية واعتصامات تجبر الأمريكان على إعادة النظر في سياستهم تجاه الشيعة، وان تدعم الحوزة الدينية في النجف الاشرف هذه السياسات الضاغطة على الأمريكان بموقف يؤكد قدرة العراقيين على الدفاع عن أنفسهم وردع المعتدين ، وفي كل الأحوال فان حدث ذلك فأن الإخوة السنة الذين يرفعون شعارات الوحدة والتحرير الزائفة سيتفرجون علينا ان لم يشاركون مع الأمريكان في محاربتنا.جواد النادر
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha