( بقلم : الدكتور عبد الله صباح )
قرأت مقال الكاتب الرائع سامي جواد كاظم-المستبصرون يردون على القرضاوي، ولاحظت الظلم الذي وقع على الإسلام أولا ومن ثم المذهب الإسلامي الشيعي-الجعفري،الذي يرجع نسبة إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام، والذي كان أستاذا لأصحاب المذاهب الأخرى كالحنبلي والشافعي والمالكي الخ، ولاحظت ان الكارثة الحقيقية هو ان الذين يعتدون على المذهب الجعفري-الشيعي، يندحرون بالتدريج، وكأنهم يستدرجون شيء فشيء، وذلك اثر بطشهم وقسوة قلوبهم، فهم يضللون حتى اليوم الحقائق بقصد أو بجهل ويحاولون شق الصف الإسلامي بأي ثمن، إلا ان الأيام تكشف يوم بعد يوم عن حقائق وأكاذيب المتلاعبين بعواطف المسلمين الأبرياء، فأكثر الذين ينخرطون في فخ الوهابية والقرضاوي هم من المساكين، كونهم جاءوا تحت تأثيرات روتينية ولعبة قذرة رسمتها حركات عالمية كبرى، وبجذور تمتد إلى سنوات طوال جدا، ساعية لوقف المد الإسلامي الذي يهددهم دائما، وهو ما أكده الله سبحانه تعالى في القرآن (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)البقرة120، فهذا دون شك دليل قاطع على الأعداء الحقيقيين للإسلام، أما عن النتائج التي سيفرزها هذا الهجوم غير المبرر، فهو بالتأكيد الفشل الذريع، ولسبب بسيط أيضا هو ان الله أكمل آيته في نفس سورة البقرة رقم 120 وقال (قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }فهؤلاء ان لم يتبعوا الله من خلال الرسول وال بيه عليهم الصلاة والسلام فان مصيرهم سيكون مأساوي، لان لا ولي لهم ولا نصير، لذا فان نهايتهم مكشوفة بإذن الله، ومهما حاربوا ال البيت والجعفريين لا ينالوا إلا السوء والخسائر، والدلائل والمعجزات كثيرة جدا ويؤكدها القرآن الكريم مرارا وتكرارا، إلا ان الأمر المخفي هنا هو من هم الذين نقصدهم بالمحاربين للإسلام وللمذهب الجعفري؟
المقصودين هم من أسسوا الحركات الوهابية عبر المكر والخديعة،فاليهود ذهبوا إلى حلفائهم اليهود العرب ممن كانوا ولا يزالوا في الجزيرة العربية، واتفقوا معهم على تأسيس عصابة تحتل المنطقة المسماة الآن بالسعودية ودعمهم بالسلاح والقوة والتخطيط ومن ثم تقوم هذه العصابة المسماة الآن بالحركة الوهابية بصرف كم كبير من الأموال إلى رؤوس المؤسسات الإسلامية المنخورة كالأزهر أو اتحاد علماء المسلمين أو الإخوان المسلمين أو صدام حسين أو الدولة الإسلامية أو القاعدة أو الظواهري الخ من هذه المسميات التي تتلقى ملايين الدولارات شهريا، لمحاربة الإسلام بأحدث صورة تكنولوجية، فراحت تلك الجهات تدرب الخطباء والقادة ممن أخذتهم الضلالة بحكم إغواء الدولارات وأصدرت فتاوى وخطب ومقالات وكتب وكراسات وأقراص فيديو وبرامج تلفزيونية وادعت بل وكذبت، محاولة نسف كل من يتبع رسول الله وال بيته عليهم الصلاة والسلام، ولكن دون أي نجاح يذكر أو تغيير، سوى انها شيدت المؤسسات الماجنة المحاربة والمراقبة والمهددة من داخلها وخارجها، فعلى سبيل المثال القاعدة محاربة علنيا والإخوان المسلمين تحت قبضة حسني مبارك والذي أبرحهم ضربا، والقرضاوي القلق والخوف يساوره كل ليلة ومن كل المؤسسات والتيارات ومجتمعه الذي ينتقده ويشتمه ليل نهار اثر الفتاوى الهزيلة، والزرقاوي مات بشعا وحسين كامل قتل دون أي رحمة وصدام اعدم أمام شاشات العالم،الخ.
الأمر الذي يدعو الطمأنينة هو، كلما تشتد الدعوات لضرب الجعفريين تزداد وتيرة المد للمذهب الشيعي في العالم، وكلما تكثر المحاربة العلنية ضدهم كلما يزيد إيمانهم ويكثر عددهم، والدليل هو ان حسن نصر الله بات القائد الأكثر شعبية في الدول العربية وهو شيعي، بل وهو دعم كبير للشيعة او المذهب الجعفري، والواقع ان هذا الأمر هين على الله لان الله سبحانه قد أكد في كتابه لنصرة الرسول وقال اني ناصر لرسول الله، فالشيعة ينصرون الرسول والله ينصره، وبالطبع هذا الأمر رباني ومن بركات الرسول وال بيته، والدليل ان مكانة الرسول وال بيته في أعظم وأحسن حال، وهي في تطور وتحديث يومي، لأنها من عند الله، ({إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ}التوبة40)، آما الأمر المخجل فهو السعي وراء المال من قبل المرتزقة القادة في المنابر الإسلامية بالدول العربية كالقرضاوي ومن لف لفه، ويا سبحان الله كلما سعوا في الكذب والدجل ضد الشيعة كلما زاد أمرهم سوءا وبؤسا، أولئك ذهبوا في زاوية ضيقة جدا مع الادعاءات الباطلة، فاغلب المسلمين يقولون اليوم نحن نحارب بعضنا البعض وتركنا عدونا الحقيقي إسرائيل واليهود، والكل يشعر الآن ان الوهابية تحاول تسويف الإسلام ودعم القضية الإسرائيلية عبر تنظيم القاعدة الذي فضحته الأيام بأنه تنظيم إسرائيلي يهودي مدعوم من العصابة السعودية الوهابية (بني قينقاع وبني قريظة) التي تزعمت المنطقة اثر اتفاق معروف مع اليهود الانكليز إبان تأسيس الحركة الوهابية، الكل بات يعرف ان بني قينقاع وبني قريظة يتآمرون على المسلمين، ولم يجدوا عدو اكبر يمنعهم أو يفضحهم إلا الشيعة المتوسمين بالرسول وال بيته عليهم الصلاة والسلام، فراحوا يحاربون الشيعة منذ تسليطهم الحكم الملكي على العراق والذي فشل وانتهى نهاية مأساوية، ومن ثم راحوا يحاربون الشيعة عبر صدام حسين وتسليمه منصب رئيس العراق، فذهب يحارب الشيعة عبر مسرحيات وتمثيليات رخيصة طيلة 40 عام، ومن ثم فشل هو الآخر فشلا ذريعا، ونتيجة فشله ان أمريكا عزلته وأعدمته لعدم تمكنه من محي الشيعة، ثم جاءت أمريكا بنفسها إلى مركز الشيعة في العراق وزرعت نماذج جاسوسية داخل المذهب وحوله، بل أنها راحت تخلق نماذج جديدة لمرجعيات جديدة، ومع ذلك فشلت هي الأخرى فشلا ذريعا، ويلاحظ بعد هذا الفشل أنها تحاول اليوم ان تنسحب اثر الضربات الإلهية القاصمة لها جراء الفضائح والكوارث الطبيعة ودونها.
لابد ان ننتظر مصير أولئك الأقزام ممن يعادون الرسول وال بيته عليهم الصلاة والسلام، انظروا إلى نهاية صدام حسين وحسين كامل والملك الذي حكم العراق وعائلته، انظروا إلى الزرقاوي الذي حارب الشيعة، والى عدنان الدليمي الذي لا ينام ووو الخ، ألا تكفي هذه الأمثلة أم ترغبوا بالمزيد، المصير قد ذكره الله مسبقا في سورة البقرة، ثمة شيء علينا ان نعرفه وندركه جيدا، ان أمريكا وإسرائيل تراقب وتعرف من نحن شيعة ال البيت، بل وتهابنا وتؤمن بقوتنا الروحية واستجابة الله سبحانه لدعواتنا كوننا مظلومين، بل تحاول ان تتحاشنا بان تضربنا بمن هم من داخلنا، ولذلك لو إننا تابعنا بدقة قي برنامج تلفزيوني عرض على الفوكس نيوز، سنجد انهم يؤمنون جدا بالمهدي المنتظر (عج) مثلا الذي يتناولوه بالبرنامج علنا ويقولون بأنه سيأتي لينقذ العالم، بل ان مواقعهم الالكترونية الخاصة بالتنبؤات تذكر الإمام المنتظر والسيد المسيح عليه السلام كثيرا جدا، هنا لابد من ان نشعر بالراحة والثقة لأننا عرفنا الحق وتشبثنا به، ولا بد أيضا ان ناسف على أولئك الذين أخذتهم الضلالة وراحوا يتشدقون بادعاءات كاذبة.
https://telegram.me/buratha
