المقالات

آل الحكيم بين كتاب المقالات وكتاب التقارير

1125 19:47:00 2008-09-09

( بقلم : باسم العوادي )

لم يعد خافيا ان اي شخصية سياسية أو إجتماعية بارزه في الوضع العراقي الجديد سيكون لها منتقدين ومعارضين ومخالفين وحاسدين وناقمين وعلى تلك الشخصية ـ أي شخصية ـ ان تُهيأ نفسها للتعامل مع كل نوع من هذه الأنواع وغيرها بروح من الصبر والتأني رغم ان الموازين الاخلاقية في التعاطي مع الآخر سياسيا وأعلاميا في العراق الحالي مختلفة حيث بدأت تطغى مسألة الأسماء المستعارة التي افقدت روح المعارضة ومعنى النقد ومفهوم الخلاف طعمها الحضاري باعتبار ان مفاهيم المعارضة والنقد والخلاف وحق الآخر في الرأي أصبحت حقوق وشؤون إنسانية تفرض نفسها بقوة في عالم اليوم والناجح من الشخصيات السياسية والاجتماعية هو من يتعاطى مع هذه المفاهيم المعاصرة بروح واسعة ، ولعل تجربة العراق الجديد ومن رسخها من القيادات السياسية باعتبار العراق دولة إتحادية برلمانية دستورية قانونية كان يفهم المعنى والمغزى لهذه المفاهيم المعاصرة وكان على استعداد لأن يسمع وجهة النظر الاخرى من خلال البرلمان والصحافة الحرة ووسائل الإعلام المختلفة والتنافس السياسي وصراع الإرادات والدعاية الانتخابية وغيرها من الأمور التي كان يتوقعها أغلب الشخصيات السياسية الناضجة التي كان لها اليد الطولى في كتابة الدستور العراقي الذي حمى كل تلك المفردات وشجع على أن تأخذ مسارها الصحيح ولعل في مقدمة أولئك هم آل الحكيم وبالخصوص منهم سماحة السيد عبد العزيز الحكيم ونجله السيد عمار الحكيم ( مع حفظ حقوق الآخرين ) الذين يعرف القاصي والداني بأنهم كانوا ربان سفينة الدستور العراقي بكل ما يحمل من مضامين تحمي حق الآخر في القول والفعل.

لكن العجيب في القصة أن كل من رفض الدستور ومضامينه الإنسانية قبل إقراره وجدوه اليوم هو الشماعة والمنقذ الذي يبررون به سياساتهم و لطالما نسمع اليوم ونرى من الاحزاب والتكتلات والأسماء ممن رفضوا الدستور سابقا ووقفوا بوجهه ما ان تجادلهم بقضية معينة حتى يتعالى صراخهم بان ذلك حق قد كفله لنا الدستور العراقي ونحن نتمسك به ، والإغرب من ذلك انهم لا يستخدمون حقهم إلا في طعن من أقره لهم في الدستور ، وفي مقدمة أولئك السادة آل الحكيم ربان سفينة الدستور العراقي حيث تحولت كل الحقوق التي قاتلوا من أجل أقرارها بالدستور للناس لرماح تطعن بظهورهم من الصباح الى المساء ، وهنا يكون لآل الحكيم فضل كبير على كل من حمل رمحا ليطعنهم به بانهم كانوا في مقدمة من وفر ذلك النص القانوني له ليدافع به نفسه ويستغله بالاتجاه الصحيح لا ان ان يحوله الى أداة يقتل بها الآخرين.

وهنا اعود وأكرر فيما لو سأل احد هل أن السادة آل الحكيم فوق النقد أقول لا وهذا ما أكدوه بأنفسهم عشرات المرات ، لكن اين هو النقد البناء ؟؟؟ نعم موجود ولا ننكر أن هناك مجموعة كبيرة من الأقلام تتعاطى مع الوضع العراقي بروح مخلصة من النقد وبيان وجهة النظر المخالفة في أطر لا يمكن ان يرفضها اي عامل أو صاحب خبرة في الحقل السياسي والاجتماعي والأعلامي.

لكن في مقابل ذلك ثلثي الكأس الممتلئ من مقالات السب والشتم والتشهير بالاسماء المستعارة التي لا يمكن ان تصنف عقليا وعلميا إلا على أساس كون بعضها أمراضا أو احقادا نفسية او سياسية ، والبعض الآخر هو أبعد من ذلك بكثير وهو عبارة عن حملات مخابراتية وأمنية داخلية وخارجية منسقة الهدف الأساس منها هو ضرب موقع القلب الشيعي النابض ولم يعد خافيا على أن القيادة في أي أمة تمثل الرأس من الجسد وأذا أرادت اي مجموعة ان تسقط أمة فعليها بضرب رأسها وهذا ما يحدث في الحملات المسعورة والمنسقة والمتتالية والتي ترتفع وتنخفض وفقا لايقاعات التجاذب السياسي داخليا في العراق وأقليميا في المنطقة والمسلطة في أساسها على اكبر مراكز قوة الجسد الوطني العراقي المتمثل بالمرجعية السيستانية وبالائتلاف كرئاسة حكومة عامة وزعامة الائتلاف المتمثلة بسماحة السيد عبد العزيز الحكيم ونجله سماحة السيد عمار الحكيم خاصة ، بل تعدى الأمر الى أكثر من ذلك ان تتحول القضية الى نماذج تقارير مخابراتية أمنية واضحة الدلالة والمصداق وتختلف بكل مضامينها عن المقال السياسي الناقد كما طالعت قبل عدة ايام من على كتابات باسم مستعار تحت عنوان ( الذراع الأيمن لعمار الحكيم ) حيث احتوى المقال على حبكة درامية وقصصية من الأسماء ( التي اُقسم بان السيد عمار الحكيم لم يلتقي بها أو لم يسمع ببعضها على الاطلاق ) والأرقام والمليارات والبنوك والعلاقات والاتفاقيات والعواصم الأوربية والعوائل الدينية وأصحاب رأس المال والاحزاب السياسية ذكرتني بقصص الروائية الشهيرة (آجاثا كرستي) البوليسية او أحد أفلام المخرج ( هتشكوك ) مخرج روائع افلام الرعب العالمية في منتصف القرن الماضي ، تلك التقارير التي لايمكن ان يسطرها كاتب مقال بعشرة او خمسة عشر سطرا بهذه الطريقة السهلة مالم يكن هناك عمل مؤسسي دؤوب من الكذب والتدليس وقص ولصق التهم الجاهزة والهدف الأساس تشوية السمعة من خلال نظرية ( مئة كذبة في مقال أو تقرير ) المبتنية على قاعدة ان (ستجد دائما الكثير ممن يصدق كل ما يقرأ)!!!

حيا الله كل صاحب نقد بناء يريد ان ينقل من خلال مقاله او يلفت الانتباه الى قضية معينة ، بل الف مرحبا حتى بمن يكتب نقدا شخصيا لقول او فعل او تقرير ، ونحن نعرف ان الطبيعة العراقية حادة كحدة الشمس في تموز في طريقة عرضها للأمور وانتقادها للآخر ، ونحترم كل مقال نؤمن بانه صدر بصورة عفوية ليعبر عن حالة ما وان كان متشنجا في طريقة عرضه ، نتسامح وننسى ولا ننظر للماضي ونتطلع دائما للإمام ونفتح صفحات جديدة من جهة ، ومن جهة اخرى نعلم ان هناك من يدس السم بالعسل ومن يحاول ان يسعى بكل طريقة وصورة للإساءة للآخرين وتشويه سمعتهم بالباطل وموقفنا منهم هو إيماننا بقوله تعالى (( كذلك يضرب الله الحق بالباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع ا لناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الامثال )) الرعد : 17 .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك