المقالات

استحقاقات ما بعد الاستقرار الأمني

1052 15:47:00 2008-08-30

( بقلم : احمد جويد/ مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث )

اتجهت أنظار العراقيين صوب ما يمكن تحقيقه في الجوانب الخدمية والاقتصادية بعد أن تمت الإطاحة بنظام صدام الذي كبل العراق بقيود الحصار والعزلة الدولية وانهيار البنى التحتية وزجه في حروب ليس له فيها ناقة ولا جمل كانت نتيجتها أن يتخلف العراق عن مثيلاته من دول المنطقة عشرات السنين إلى الوراء.

وما أن أُطيحَ بذلك النظام حتى فوجئ العراقيون بموجة من أعمال العنف تعصف بهم وتستهدف أمنهم واستقرارهم وأرواحهم، وصاروا بدلاً من أن يفكروا بالرقي والتقدم الاقتصادي والعمراني، يفكرون في كيفية الحفاظ على أنفسهم وأبناءهم بعد أن ترك الكثير منهم محال سكناهم، وما أن انجلت تلك الصفحة السوداء التي كادت أن تصل بالعراق إلى ما لا يحمد عقباه وبفضل الله سبحانه وتعالى وجهود خيرة تم بذلها، شاعت حالة من شبه الاستقرار لتعم أغلب مدن العراق على خلفية عمليات عسكرية كبيرة وواسعة تم لها رصد مبالغ طائلة من ميزانية العراق التي كان من المفترض أن تصرف في ميادين الاعمار والتنمية.

إذن ما هي الخطوة اللاحقة التي تتبع الاستقرار الأمني وتعضد من دور مؤسسات الدولة وتنامي قدراتها؟

جميع العراقيين ينتظرون اليوم عودة الخدمات، وتوفير فرص العمل للقضاء على البطالة، وهاتان المسألتان يمكن أن تحل أحداهما الأخرى، فالعمل على توفير الخدمات يستقطب أغلب الأيدي العاطلة عن العمل لتساهم مساهمة كبير في عملية بناء البلد وإعادة أعماره، ويمكن أن تحقق هذه العملية هدفاً ثالثا تضيفه إلى مجال الاعمار والقضاء على البطالة ألا وهو تعضيد وتقوية الجانب الأمني بعدم ترك تلك الطاقات البشرية عرضة للبيع والشراء من قبل أصحاب النفوس الضعيفة الذين يحاولون إغرائهم بالأموال من أجل القيام بأعمال العنف والتخريب.

ومن أجل الوصول إلى تلك الأهداف، يجب العمل على:

1- العمل على وضع خطط خمسية أو عشرية حسب مقتضيات ومتطلبات كل مشروع، إذ يعدّ التخطيط هو أساس النجاح لأي عمل وبدونه يكون العمل فوضوي وفاشل.

2- العمل على سن قوانين اقتصادية تتلائم وطبيعة العصر ومتطلبات الوضع الاقتصادي الراهن للعراق في استغلال موارده الطبيعية وثرواته البشرية.

3- تحرير الاقتصاد العراقي وعدم ربطه بالمشاكل السياسية التي تحدث بين الكتل والأحزاب السياسية أو جعله جزاء من المساومات في الحصول على مكاسب سياسية.

4- العمل على تخليص العراق من تبعت العقوبات الدولية التي فرضت علية أبان فترة حكم النظام البائد ليأخذ موقعه الطبيعي بين دول العالم.

5- توفير الأمن و الاستقرار اللازم، وهذا ما يجب أن تستمر عليه الأجهزة الأمنية الحكومية وبشكل متصاعد نحو توفير الأجواء الأمنية اللازمة لعمليات التنمية.

6- فتح باب الاستثمار أمام المستثمرين المحليين والأجانب للمساهمة في رفد حركة التنمية الاقتصادية والبشرية في العراق.

7- نشر الوعي التنموي بين المواطنين، وهذا ما يجب أن تعمل عليه كافة الجهات المتخصصة والتابعة لدوائر الدولة ومنظمات المجتمع المدني.

وتكمن أهمية التنمية الاقتصادية في:

1- زيادة الدخل الحقيقي للمواطن، وبالتالي تحسين حالته المعيشية.

2- توفير فرص عمل للمواطنين العاطلين عن العمل ناهيك عن استقطاب أصحاب الخبرات والكفاءات العراقية بما فيها التي خارج البلاد.

3- توفير الخدمات والسلع المطلوبة لسد حاجات المواطن ورفع وتحسين المستوى الصحي والتعليمي والثقافي لهم.

4- وهناك أهمية اجتماعية تكمن في تقليل الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين طبقات المجتمع.

5- تساعد التنمية الاقتصادية على الاستقرار وتحقيق الأمن القومي للدولة.

6- المساعدة على التخلص من الديون الدولية أول بأول، الأمر الذي يخفف من أعباء الديون وفوائدها المترتبة على الاقتصاد العراقي.

وبذلك، لابد من العمل، وبصورة أكثر جدية في النهوض بالواقع التنموي وبمختلف أشكاله سواء الاقتصادية منها أو البشرية ما دامت الأرضية العراقية صالحة اليوم أكثر من الأيام الماضية الوصول إلى التغير الشامل والمنشود الذي يتطلع له جميع العراقيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك